كاميليا.. عشقها رشدى أباظة واكتشفها أحمد سالم.. حقيقة حملها من الملك فاروق وحكايتها مع أنور وجدى.. قصة النصاب الذى احتال عليها ورحيلها فى ظروف غامضة
رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم واحدة من حسناوات السينما المصرية فى عز تألقها وشبابها وجمالها، والتى سحرت الحل بجمالها ووقع في غرامها الدنجوان رشدي أباظة وتقرب منها الكثير من النجوم طالبين رضاها وحتى ملك مصر حينها فاروق كاد أن يقتل فنان شهير غيرة عليها لترحل فى حادث مأساوي هز الوسط الفنى انها الفاتنه الحسناء كاميليا.
علي الرغم من انها لم تقدم للسينما اكثر من 20 فيلمًا، كان اخرهم مع فريد الاطرش في "اخر كدبه"، فكانت من اشهر الفنانات التي يجمعها علاقات باهل السياسه، تلك التي ربطتها بالملك فاروق الأول، اخر ملوك مصر، وهي علاقه نسجت حولها الكثير من الاقاويل ومازال جانب منها مجهولا حتي اليوم، وتوفيت وهي في اول العقد الثالث من عمرها اثر حادث غامض.
ولدت كاميليا او ليليان فيكتور كوهين –وهو اسمها الحقيقي- في عام 1919 باحد الاحياء الفقيره بمدينه الاسكندريه وهي ذات اصول اجنبيه اختلف حولها الكثيرون، فهناك من يري انها ذات اصول ايطاليه واخر يري انها ذات اصول يهوديه، وهي في الاساس نتاج علاقه اثمه بين امها وتاجر اقطان ايطالي مسيحي، هرب الي روما بعد ان خسر كل امواله، فنُسبت الطفله الي يهودي يقطن في بنسيون والدتها.
تعرفت علي المخرج احمد سالم في صيف 1946 بفندق "وندسور" وطلبت منه ان يمكنها من مشاهده العرض الخاص لفيلمه الجديد "الماضي والمجهول"، واشتهر "سالم" بغرامه وعشقه للجمال والجميلات، وذات مره سالها: "الا ترغبين ان تكوني نجمه سينمائيه؟ فاجابت: ولم لا، وبالفعل عهد احمد سالم الي الفنان محمد توفيق ان يتولاها ويعطيها دروساً في الالقاء والاداء والحركه واللغه العربيه، ولكن محمد توفيق بعد اول درس فر هارباً من الوقوع في حب كاميليا، وتولي احمد سالم مسؤوليه شراء افخر الثياب والمجوهرات واظهارها اعلامياً في الصحف والمجلات والحفلات الخاصه والعامه الا انه لم يحقق وعده اليها بان تقوم ببطوله افلام سينمائيه.
انتهز يوسف وهبي فرصه تكاسل المخرج احمد سالم بشان كاميليا، واتصل بها سراً وطلب منها الحضور الي مقره بالهرم وبدا التنافس بين "وهبي" و"سالم"، لكي يتنازل الاخير عنها عاطفياً وسينمائياً، وبالفعل تنازل المخرج المعروف عنها مقابل ثلاثه الاف جنيه، وقدم يوسف وهبي للمخرج سالم شيكاً بالمبلغ وقدمها في فيلم "القناع الاحمر".
حاول الموهوب انور وجدي ان يدخل مع كاميليا في علاقه غراميه من باب ولعه بالجميلات وخاصه اليهوديات، ولكي يثير غيره زوجته وقتها الفنانه ليلي مراد، ولكن كاميليا كانت تعرف ما بداخله ولم تعطه هذه الفرصه ابداً.
بدات علاقه كاميليا بالملك فاروق عندما راها ذات مره في احدي الحفلات بكازينو "حليمه بالاس"، وكانت تشعر بجمالها وبدات مطاردات الملك لها حتي توطدت العلاقه بينهما لدرجه انها علمت بقرار طلاقه من الملكه فريده قبل اعلانه رسمياً.
هناك من يري ان ما حدث جعلها علي مقربه من الملك والقصر ومجتمع رجال السياسه والمال معتمده علي جمالها وانوثتها مما وفر لها الاجواء لتصبح عميله للموساد وتسرب لهم اخبار الملك والسراي خاصه في فتره حرب فلسطين.
لذا اتهم البعض الفنانه الراحله بانها كانت عميله يهوديه ارتبطت بالموساد الاسرائيلي وقد وضعتها الظروف في طريق الملك فاروق والذي كان معروفاً عنه ولعه بالنساء الجميلات في فتره من الفترات، ولكن مساله ارتباطها بالموساد فسرها البعض بانها مؤامره من الملك فاروق للتخلص منها بعدما مل من الحياه معها حتي اتهم بانه دبر حادثه الطائره التي قتلت فيها والتي سقطت في مدينه الدلنجات بمحافظه البحيره لان سلاح الطيران الملكي لم يكلف بالبحث عن الطائره المفقوده داخل الاراضي المصريه.
وكشف رشدى أباظة فى حوار سابق له، إن الملك فاروق أحب كاميليا بجنون وزاد حبه لها عندما حملت منه وتصوّر أنها سوف تنجب له ولداً يكون ولياً للعهد، لأنه كان سيتزوجها رسمياً لو أنجبت ولداً، ولكن أمله خاب لأن كاميليا أجهضت في الشهر السادس، عندما وقعت من فوق ظهر حصان في أحد الأيام.
خطت الفنانه الطموحه كاميليا في عام 1950 نحو العالميه بفيلمها "cairo road"، وهو انتاج بريطاني يغلب عليه طابع الاثاره والغموض، وقد شاركها الفنان العالمي ايريك بورتمان، واخرجه ديفيد ماكدونالد.
وفي عام 1949 احتال احد الموظفين البسطاء، وكان يدعي صلاح الدين، علي كاميليا، حيث ذهب للقائها كشاب ثري يريد اقتحام ساحه الانتاج السينمائي وعرض عليها بطوله فيلم سينمائي باجر خيالي، علي ان يقوم هو ببطولته امامها بعنوان "ولدي"، ولم تشك الفنانه الجميله في نوايا الشاب، وبعد الانتهاء من التصوير وقبل عرضه علي الجمهور، وقع هذا الشاب في قبضه العداله، واتضح من التحقيقات انه موظف بسيط يعمل في احدي الشركات واختلس مبلغًا كبيرًا من المال لتحقيق حلمه وهو ان يكون بطلاً لفيلم سينمائي امام معشوقته كاميليا.
بعد نجاح رشدي اباظه في اول افلامه السينمائيه "المليونيره الصغيره" مع فاتن حمامه عام 1948، اصبح "دنجوان السينما المصرية" قريبًا من ابواب البطوله والشهره، ولكن كادت كاميليا ان تتسبب في نهايه "اباظه" الفنيه والشخصيه، وكان ذلك في بدايه مسيرته الفنيه، وكانت كاميليا، تري في رشدي اباظه فارس احلامها فقررت مساندته فنيًا، وفرضت علي مخرج فيلمها الجديد انذاك "امراه من نار" ان يكون هو بطلها، ولكن الفيلم سقط سقوطًا تجاريًا كبيرا.
فقد كان رشدي اباظه علي علاقه غراميه بفاتنه عصرها كاميليا، والتي كانت وقتها ايضًا "حبيبه" فاروق ملك مصر والسودان، حتي ان هناك اقاويل تؤكد ان "فاروق" ذات مره كاد ان يقتل رشدي اباظه، وكان ذلك حين شاهد "الملك فاروق" الاثنان وهما يتراقصان في احد الملاهي الليليه، حيث طاردهما بسيارته لولا ان "اباظه" استطاع الفرار، ولكن لم يسلم رشدي اباظه من غرام كاميليا، حيث جاءه في اليوم التالي من يهدده قائلا "ابعد عن كاميليا حرصًا علي حياتك"، ولكن رشدي اباظه كان عنيدا ولم يرضخ لاوامر الملك، واستمر علي علاقته بالفنانه الراحله، ولكن كان للملك اسلوب اخر لعقاب "اباظه"، وهي قتله فنيا، حيث كانت هناك اوامر بابتعاد المنتجين عن "رشدي"، وبالفعل لم يشترك "اباظه" سوي بفيلمين فقط، واضطر بعدها للعمل كدوبلير للنجم العالمي روبرت تايلور، الذي كان قد اتي الي القاهره لتصوير احد افلامه.
وعندما ماتت كاميليا، وكان رشدي اباظه وقتها متواجدًا بايطاليا، وقرا عن الحادث من الصحف المصريه فاصيب بانهيار عصبي ونقل الي المستشفي، وحينما عاد الي القاهره حاول اصدقاؤه مساعدته في تخطي الحادث، وهو ما حدث بعد ذلك، وانشغل باعماله السينمائيه.
توفيت في ظروف غامضة في 31 أغسطس 1950 عندما سقطت أول طائرة مدنية مصرية وهي الطائرة "ستار أوف ماريلاند" (رحلة رقم 903) في الساعة الرابعة فجرًا بالقرب من محافظة البحيرة، والتي كانت متجهه إلى روما، وتبين أن الطائرة كانت تقل 48 راكبًا من بينهم "كاميليا" التي عثر على جثتها نصف متفحمة في رمال الصحراء، قيل الكثير عن واقعة مقتل الفنانة "كامليا" وارتباطها بالملك فاروق، وعلاقة الموساد والملك فاروق بتدبير الحادث، نظرًا لارتباط كاميليا بالموساد ونقل أخبار حربية لقربها من الملك فاروق للموساد الإسرائيلي في حرب عام 1948