من هدي القرآن.. كيف تحقق النصر في حياتك؟

تحدث شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوي رحمه الله، عن قول الله عز وجل"وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) "سورة آل عمران.
وأشار شيخ الأزهر في برنامج (مع القرآن الكريم) عبر إذاعة القرآن الكريم،إلى أن هذه الآيات جاءت مبشرة للمسلمين بنصر الله عز وجل إن هم صبروا على القتال واتقوا الله عز وجل، كما تذكرهم كذلك بما كان يوجههم إليه رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم من توجيهات سامية وإرشادات نافعة، ففي هذه الآيات الكريمة تذكير من الله عز وجل للمؤمنين بفضل الله عز وجل عليهم وتأييده لهم في غزوة بدر، لافتا النظر إلى أن بدر اسم لماء بين مكة والمدينة التقى عنده المسلمون والمشركون من قريش وذلك في السابع عشر من رمضان من السنة الثامنة من الهجرة، وكان عدد المسلمين ثلاثة مائة وبضعة عشر رجلا ، بينما كان عدد المشركين قريبا من ألف رجل، ومع ذلك كان النصر حليفا للمسلمين.

وأضاف أن المراد بقوله سبحانه وتعالي"وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ" أي أن المؤمنين كانوا قلة في العدد والعدة والقوة والمال ووسائل القتال ومع هذا فقد نصرهم الله عز وجل، مبينا أن في هذا التذكير تنبيها لهم إلى ضرورة تفويض أمورهم إلى الخالق عز وجل، وإلى أن القلة المؤمنة التقية الصغيرة كثيرا ما تنتصر على الكثرة الفاسقة الظالمة، ولذلك جاء ختام الآية الكريمة بقول الله عز وجل"فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، والمراد اتقوا الله عز وجل بأن تستشعروا هيبة الله عز وجل، وأن تجتنبوا ما نهاكم عنه وأن تفعلوا ما أمركم به لعلكم تقدموا واجب الشكر نحو خالقكم عز وجل الذي أنعم عليكم بما لا يعد ولا يحصى.

و تابع أن في الآيات تذكير أيضا من الله عز وجل بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بغرض التثبيت والتقوى وأيضا البشرى بالنصر ، وأنهم إن يصبروا ويتقوا الله عز وجل يمدهم الله عز وجل بخمسة آلاف من الملائكة معلمين بعلامات مخصوصة.

وأشار إلي أن المفسرين تكلموا في موضوع كيفية مشاركة الملائكة في غزوة بدر، مؤكدا أن مشاركة الملائكة في القتال وردت صريحة في السنة النبوية المطهرة .