تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياتها.. أسباب رفضها الزواج وقصة حبها لـ يوسف وهبى.. تحويل غرفتها في المستشفى لمسجد للعبادة.. حكايات ”راهبة الفن” أمينة رزق

أمينة رزق
أمينة رزق

تصادف اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة أمينة رزق اشهر أم فى الدراما والسينما المصرية، وراهبة الفن التي فضلت فنها عن الزواج، فلم تقتصر عبقريتها كممثلة على أدوار الأم فقط، ولكننا عاصرناها شابة وامرأة ناضجة وعجوزًا غلبت عليها نظراتها الحنون.

وهبت الفنانة المصرية القديرة، أمينة رزق، نفسها لإسعاد جمهورها، ونالت لقب "أم الفنانين"، بعد تجسيدها أدوار الأم.

ولدت الفنانة أمينة رزق، يوم 15 أبريل 1910 وتوفيت عام 2003 عن عمر ناهز 93 عامًا، تاركة خلفها تاريخًا فنيًا قويًا، ووصلت عدد الأعمال الفنية التي شاركت بها، 280 عملًا فنيًا، إذ شاركت بأكثر من 130 فيلمًا و120 مسلسلًا، إضافة إلى العروض المسرحية.

ولدت أمينة محمد رزق في مدينة طنطا، ودرست في مدرسة ضياء الشرق لكنها في عمر الثامنة سافرت مع والدتها وخالتها، التي تكبرها بعامين فقط إلى القاهرة بعد أن توفي والدها، وذلك بعدما قرر أحد الأشخاص قتلها هي ووالدتها، وقد علم أن الأب ترك لهما ثروة كبيرة ولكن الشائعات جعلت البعض يروج بأن هذه الثروة تحتوي على سبائك ذهبية، فقرر أن يقتلهما للحصول على المال مما جعل والدتها تقرر الإنتقال.

في عمر الـ12 عاماً وقفت أمينة رزق على المسرح مع خالتها، لأول مرة في عام 1922 كمنشدتين في فرقة علي الكسار على مسرح روض الفرج، وانتقلت بعدها للعمل في فرقة رمسيس المسرحية والتي أسسها يوسف وهبي.
ولكن البداية الحقيقية كانت وعمرها 14 عاماً بعد أن شاركت في مسرحية راسبوتين أمام يوسف وهبي لتحقق نجاحاً كبيراً.

وقد بدأت أمينة رزق أول أفلامها مع بداية السينما المصرية، فشاركت في فيلم "قبلة في الصحراء" عام 1928 وهو ثاني الافلام المصرية .

على الرغم من عدم حصولها على البطولة المطلقة في السينما، لكن أمينة رزق كانت قاسماً مشتركاً في العديد من الأعمال الناجحة، ففي عام 1928 قدمت فيلم "سعاد الغجرية" و"أولاد الذوات" و"الدفاع" و"ساعة التنفيذ" و"الدكتور" و"قيس وليلى" و"رجل بين امرأتين" و"قلب امرأة" و"عاصفة على الريح" و"أولاد الفقراء" و"الطريق المستقيم" و"كليوباترا" و"البؤساء" و"من الجاني" و"برلنتي" و"ليلى في الظلام" و"الأم" و"راقصة المعبد" و"ضحايا المدينة " و"سلوى" و"هارب من السجن" و"كل بيت له رجل" و"كرسي الاعتراف" و"أموال اليتامى" و"مصطفى كامل" و"غضب الوالدين" وبائعة الخبز" و"في شرع مين" وقلبي على ولدي" و"شريك حياتي" و"اشهدوا يا ناس".

ومن مسرحياتها "الشبح" و"العدو الحبيب" و"ناكر ونكير" و"ابن الفلاح" و"ألف ضحكة وضحكة" و"يد الله" و"المليونير" و"الصهيوني" و"يا طالع الشجرة" و"انها حقاً عائلة محترمة".

ومن مسلسلاتها "السيرة الهلالية" والإمام البخاري" و"هاربات من الماضي" و"أحلام مؤجلة" و"خالتي صفية والدير".

ومن أشهر الأدوار التي تركت بصمة عند جمهور أمينة رزق، فيلم "​دعاء الكروان​"، والذي قدمت خلاله دور أم لفتاتين مات والدهما ، و"الشموع السوداء" فقدمت دور أم لاعب الكرة الشهير صالح سليم، و"المولد" حيث قدمت دور أم الفنان عادل امام، و"العار" الذي قدمت خلاله دور أم ​نور الشريف​ و​محمود عبد العزيز​ و​حسين فهمي​ .

وكان آخر ما قدمته قبل رحيلها هى مسرحية "يا طالع الشجرة"لـ توفيق الحكيم​ وبمشاركة ​أحمد فؤاد سليم​.

وقد تم اختيار العديد من أفلامها لتكون على قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية منها "أين عمري" و"دعاء الكروان" و"بداية ونهاية" و"قنديل أم هاشم" و"أريد حلا" و"السقامات" و"العار" و"الكيت كات".

في عام 1953 قالت أمينة رزق في لقاء صحفي، إنه أُطلق عليها لقب "عدوة الرجال"، لأنها رفضت الزواج وقررت التفرغ للفن، لأنها مع كل قصة تقدمها كانت ترى ما يفعله الرجال بالنساء بعد الإيقاع بهن.

وقيل إن أمينة رزق كانت تحب الممثل يوسف وهبي حباً جماً، وإنها رفضت الزواج بسبب هذا الحب، لكنها في لقاء صحفي قالت إنها لم تكن تحبه حب غرام، وكانت زيجاته على يديها وإنها كانت تكون سعيدة لسعادته، وبينهما حب واحترام أكثر من الحب العاطفي.

وقد قيل إنها تنكرت في زي خادمة من أجل أن ترسل خطاباً غرامياً لإحدى حبيبات يوسف وهبي، والتي كانت متزوجة في ذلك الوقت لكنها تزوجته بعد الطلاق، وكان يتردد بأن أمينة رزق تعيش قصة الحب من طرف واحد، ولا تستطيع رفض ما يقوله لها يوسف وهبي.

كما أحبها أيضاً الممثل ​مختار عثمان​، وكان زميلاً لها في فرقة رمسيس وصارحها بحبه لها، لكنها لم تبادله الحب، كما كان قاسم وجدي مدير مسرح رمسيس يغار عليها ويهتم بها ويمنع أي فنان أن يقترب منها، وحينما علمت والدتها قررت أن تصحبها يومياً إلى المسرح ، لتمنعه هو أيضاً من أن يقترب منها.

كما أن ثرياً عربياً ارسل لها أنه يريد الزواج منها، لكنها رفضت وكادت تتسبب في أزمة حتى ابلغه البعض بأنها ترفض الزواج عموما وليس لشخصه.

تم خطبتها لمرة واحدة بعد اصرار اسرتها على الامر، فاضطرت إلى أن توافق وكان يعمل ضابطاً وقد استغلت سفره لفترة وارسلت له شبكته لكي تعود إلى عملها بالفن، وبعدها بـ 14 عاماً عاد هذا الشخص مجدداً مصراً على زواجه منها بعد أن تزوج فتاة أجنبية ثم طلقها، وبالفعل إتفقت معه أمينة رزق على أن يكون الأمر مجرد خطوبة وبعد عقد القران فوجئت به يطالبها بحقوقه الشرعية، لكنها رفضت لعدم وجود عاطفة ووافقت بعد تهديدات اسرتها لها بالتبرؤ منها.

على عكس بعض الفنانين رفضت أمينة رزق فكرة الاعتزال، على الرغم من المرحلة العمرية التي وصلت لها، فقد تجاوزت التسعين، لكنها ظلت تشارك في الأعمال الدرامية والمسرحية، وذلك رغم حادث السير الذي تعرضت له وأصابها بكسور في ساقها.

امتد مشوار أمينة رزق، الفني لما يقارب الـ75 عامًا، حيث كرمّها ثلاثة رؤساء، حيث حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الزعيم جمال عبد الناصر، كما كرمّها الرئيس محمد أنور السادات، بمنحها معاشًا استثنائيًا، فيما قام الرئيس محمد حسني مبارك، بتعيينها عضوًا في مجلس الشورى.

عانت أمينة رزق، في أيامها الأخيرة من المرض، الذي أسكنها مستشفي قصر العيني وتحولت غرفتها في المستشفى إلى مسجد للعبادة والتقرب إلى الله، حيث رفضت تحويل جسدها إلى حقل تجارب بين الأطباء، ففي البداية حاول الأطباء إقناعها بمرورها بوعكة صحية عادية ولكنهم فوجئوا بأنها على استعداد لسماع أي خبر عن مرضها، الأمر الذي جعل الأطباء يتشجعون ببدء العلاج بالإشعاع لكنها ظلت تماطل في قبول الأمر.

وطلبت أمينة رزق، مزيدًا من الفحوصات على أمل أن يكذب القدر أوامر الأطباء وتنجو من تلك العلاجات، حتى رفضت الزيارات من الوسط الفني ومن أصدقائها، وكتبت ورقة اعتذار رقيقة للجميع لعدم استقبالهم ولم تسمح لأحد بزيارتها سوي الفنانة ليلى فوزي والفنانة معالي زايد، والتي كانت قد تقربت منها في العشر سنوات الأخيرة من حياتها.

وكانت الراحلة معالي زايد تقوم بقراءة القرآن لها وكان آخر كتاب أهدته لها قبل وفاتها بأيام قليلة يحمل اسم "الصلاة على خير البرية"، حيث كانت أمينة رزق تنحي بزجاجة المحلول المعلقة بذراعها اليمنى جانبًا وتشرع في الصلاة وكلما دخل عليها طبيب أو ممرضة كانت تردد "كدة تمام ..كدة كفاية" حتى رحلت في الـ24 من أغسطس عام 2003 عن عمر ناهز الــ 93 عامًا.

تم نسخ الرابط