3 أنواع من الأدب تجمع خصال الخير في العبد
قال الدكتور ربيع جمعة الغفير الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن الأدب اجتماع خصال الخير في العبد، وقد فسر به قول الله سبحانه وتعالي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)" سورة التحريم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله عز وجل:" قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا " يقول: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومروا أهليكم بالذكر ينْجيكم الله من النار، كما يقصد بالأدب كذلك تزكية النفس ، وهي المذكورة في قوله سبحانه وتعالى" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)" سورة الشمس.
وأضاف الدكتور ربيع جمعة الغفير في برنامج (الدين المعاملة) عبر إذاعة القرآن الكريم، أَن الأدب ثلاثة أقسام وهي ؛ الأدب مع االله عز وجل، والأدب مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، والأدب مع الناس.
وبين أن الأدب مع الله عز وجل هو صيانة القلب عن أن يلتفت إلى غيره سبحانه وتعالى أو أن يؤثر على رضى ربه سبحانه وتعالى شيئا، وهناك طاعة الله عز وجل وهناك الأدب في الطاعة، ويقال إن أدب الإنسان في الطاعة مرتبة فوق الطاعة ولعلها درجة الإحسان المذكورة في حديث جبريل، وفيه:(فأخبرني عن الإحسان؟ قال صلى الله عليه وسلم :" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك")، لافتا إلى أن هذه الدرجة أعلى من الطاعة.
وتابع بقوله إن من الأدب مع الله عز وجل أيضا الوضوء والغسل عند الصلاة، إذ هي مناجاة لله عز وجل، حتى يقف العبد بين يدي ربه في أحسن حال، وفيها أخذ الزينة عند الصلاة، فالزينة قدر زائد عن ستر العورة، فيقف الإنسان بذلك بين يدي ربه على أحسن صورة، يقول الله عز وجل"
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)" الأعراف، ومنها كذلك ستر العورة حتى في حال الخلوة استحياء من الله عز وجل، ومنه أيضا عدم الالتفات في الصلاة، يقول سبحانه وتعالى" الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)"المعارج، قال عقبة بن عامر الجُهَنّي، عن قوله عز َجل" الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ" قال: هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا خَلْفَهم، ولا عن أيمانهم، ولا عن شمائلهم، ومن الأدب مع الله عز وجل الأدب في الحديث معه سبحانه وتعالى فلا ينسب إليه إلا ما هو خير ومن ذلك ما نجده في القرآن الكريم من تأدب الأنبياء مع الله عز وجل كما كان من حديث ابراهيم عليه السلام، يخبرنا به الله عز وجل" الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)" الشعراء.
وأضاف أن من أنواع الأدب أيضا الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ألا يقدم بين يدي رسول الله بأمر أو نهي حتى يأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم وينهي، لافتا إلى أن النهي عن التقدم بين يدي رسول الله كما كان حال حياته يكون بعد وفاته، ومن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا عدم رفع الصوت عليه، يقول الله عز وجل"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" الحجرات، ومنه كذلك ألا يجعل الناس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كدعاء بعضهم بعضا.
واخيرا أوضح أن من أنواع الأدب أيضا الأدب مع الناس لافتا إلى أن من الأدب مع الناس له صور كثيرة، منها التأدب في معاملة كل إنسان وحفظ الحقوق، وهناك الأدب مع الوالدين والأدب مع الكبار والأدب مع عامة الناس مختتما أَن من أهم ما يعلمه الوالدان للأبناء تأديبهم.