عائلته رفضت عمله بالفن.. تزوج فرنسية ورفض الإنجاب منها.. حكايته مع الفنان العالمى أنطونى كوين.. اسرار فى حياة جميل راتب

جميل راتب
جميل راتب

تحل اليوم ذكري ميلاد الفنان الكبير جميل راتب والذي اشتهر بتقديم شخصية "البهظ بيه" في فيلم "الكيف" ودكتور مفيد أبو الغار في "الراية البيضا" وأبو الفضل في "​يوميات ونيس​" وأفندينا في "شفيقة ومتولي" ونبيه بيه في "البداية"، وغيرها من الشخصيات الخالدة التى تركها ما بين الشر والخير

ولد جميل راتب في 18 أغسطس عام 1926، وبالرغم من اعتقاد الكثيرين ان له اصولا فرنسية من جهة الأم إلا ان جميل راتب والده مصري وأمه صعيدية، فعمته هي الناشطة هدى شعراوي وقد أكمل دراسته في مدرسة الحقوق الفرنسية مما مكنه من الحديث بالفرنسية بطلاقة واثناء عمله في الفيلم المصري "أنا الشرق" الذي قامت ببطولته الفرنسية كلود جوارد.

و بعد ذلك شاهده أندريه جيد يقدم العرض المسرحي "أوديب ملكا"، فنصحه بأن يقدم مسرحا في ​فرنسا​ وبالفعل استجاب للنصيحة وسافر على الفور بعد أن حصل على منحة لدراسة القانون في باريس لكن بعد سفره قرر التفرغ ودراسة التمثيل مما جعل الدولة تحرمه من المنحة الخاصة به فقطعت اسرته المصروف عنه لانها كانت تأمل أن يعمل ابنها في السلك الدبلوماسي، ولكنها لم تنقطع عن التواصل معه.

وقرر ان يعمل كي يجد قوت يومه فعمل كمترجم وعمل في مقهى وشيال في سوق، وكل ذلك قرّبه من طبقات لم يكن قد اختلط بها في السابق كونه من اسرة ارستقراطية وطبقة لم تكن محتكة بعامة الشعب.

خلال ثلاثين عاما، بدأها في عام 1946، شارك جميل راتب بأعمال مهمة في السينما والمسرح في فرنسا، كما شارك بدور صغير في فيلم "لورانس العرب" مع الممثل الراحل عمر الشريف بطل الفيلم، وقيل عن جميل راتب في حينها إنه قدم تجربة موازية لتجربة المصرية ​داليدا​ في فرنسا.

ومن أهم اعماله العالمية فيلم "عمر المختار"، وقدم حوالي 75 عملا عالميا قبل أن يقرر العودة إلى مصر في السبعينيات بعد أن رشّحه صلاح ابو سيف لتقديم دور في احد افلامه، وكانت السينما في هذا الوقت تبحث عن وجه يعبر عن أدوار الشر التي نجح فيها، وبعدها حصل على فرصته في العديد من الاعمال مثل "البداية" و"قاهر الزمن".

كما قدم البطولة أمام فاتن حمامة في "لا عزاء للسيدات" وقدم فيلم "الكيف" و"زيارة السيدة العجوز" و"طيور الظلام" و"كش ملك" و"حب في الزنزانة". وفي الدراما قدم "رحلة المليون" و"الزوجة أول من يعلم" و"أحلام الفتى الطائر" و"الراية البيضا"، وهو المسلسل الذي حقق له نقلة نوعية بتقديم شخصية تتميز بالطيبة والحس المرهف بعكس شخصياته الشريرة التي قدمها.

واستطاع في "الراية البيضا" ان يحقق نجاحا كبيرا وشارك ايضا في مسلسل "زيزينيا" و"​حارة اليهود​" وكان آخر ظهور له في مسلسل "​بالحجم العائلي​" مع الممثل المصري ​يحيى الفخراني​.

توطدت علاقته بالفنان العالمي أنطوني كوين اثناء تصوير فيلم "لورانس العرب" وبعد الفيلم لم تكن لجميل راتب مشاركات اخرى وتعاقد كوين على بطولة فيلم في إيطاليا بعنوان "زيارة السيدة العجوز" وارسل يدعو جميل راتب وحينما لم يجد دورا مناسبا له في العمل رشّحه ليكون مساعد مخرج وكان يثق به كثيرا.

في بداية مشواره الفني، أحب جميل راتب امرأة فرنسية تدعى مونيكا مونتيفير وتزوجها، واتفقا سويا على عدم الإنجاب وكانت هي ايضا تعمل في مجال التمثيل وتدير مسرح الشانزليزيه ومنتجة مسرحية، إلا انها اعتزلت التمثيل بعد فترة من الزواج ولها نشاطات انسانية مختلفة.

مونيكا كانت تعيش في فرنسا فيما يعيش جميل راتب بين فرنسا ومصر حتى اصبح هناك شبه انفصال بينهما في السنوات الاخيرة ولكنهما حافظا على الاحترام والمودة بينهما وكان يحرص على زيارتها في فرنسا، ورفض أن ينجب منها بسبب عدم استقراره في ذلك الوقت في بلد معين.

في لقاء له مع الإعلامية اللبنانية ​راغدة شلهوب​، سألته عن الموت فأجاب جميل راتبأنه راحة من المشاكل المختلفة، مثل مشاكل المرض وكبر السن ومشاكل الحياة وهو لا يخاف من الموت، لكنه يخشى العذاب ويتمنى ان يموت بدون ألم او عذاب لأن الموت مصير كل انسان، وبأنه سوف يلتقي بأصدقائه الذين يحبهم اذا توفي، ويتصور أنه سيعيش في عالم آخر، ويشارك من يحبهم حياة أخرى مختلفة.

تعرّض جميل راتب لوعكة صحية، قبل أن تتدهور صحته بشكل كبير ويفقد صوته نهائياً، فأسلم الروح صباح يوم 19 سبتمر عام 2018.

تم نسخ الرابط