فقد بصره بسبب استحمامه بالبنزين.. رفض ارتداء باروكة وتخلى عن شعره من أجل شخصية ”هامان”.. حكايات فؤاد أحمد
تصادف اليوم ذكري وفاة الفنان الكبير فؤاد أحمد والذي توفى في مثل هذا اليوم من عام 2010، بعدما ترك للفن العديد من الأعمال الفنية المختلفة، مع كبار النجوم، فنجح في تجسيد شخصية هامان وزير فرعون في مسلسل "لا إله إلا الله" فمن منا ينسي جملة "باسم آمون ينطق هامان" ومن ينسى هذا الوجه والصوت والملامح، وتلك الرعشة التى تصيبه عندما يتقمص الشخصية فتشعر أنك ترى الشر الذى انطلق من عينى هامان وزير فرعون الحقيقى.
ولن تنسى تلك النظرة التى انطلقت أيضا من عينى حمودة الأقرع فى فيلم "المشبوه" وهو يمسك بخشبة مدببة أعدها خصيصا ليفقأ بها عين "ماهر" عادل إمام بطل الفيلم وهو يساومه ويخيره بين عينه وابنه الذى خطفه قائلا:"عينك هى باقى حقى وإلا أفيونة هيخلص على الولا".
ولد "فؤاد" فى 27 يناير من عام 1936، بالقاهرة من أسرة مصرية متوسطة، والتحق بكلية الآداب، وبعدها التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليحقق حلمه في دخول الوسط الفني.
وشارك النجم الراحل بدور صغير في المسلسل التليفزيوني "الرحيل"، وبعدها قدم عدد من الأعمال الهامة خلال مشواره الفني، فقدم في السينما "خلي بالك من عقلك"، "المشبوه"، "نواعم"، "أصدقاء الشيطان"، وغيرها من الأعمال.
بينما قدم في التليفزيون، باقة من الأعمال أبرزها "الدوامة"، "الكعبة المشرفة"، "لا إله إلا الله"، "جحا المصري"، ومسلسل "محمد رسول الله" الذي عانى بسببه من فقدان البصر، والعديد من هذه الأدوار كانت شريرة ما جعله يعلق في عقل المشاهدين أنه شرير.
ويحكي نجله "أيمن" في أحد البرامج، أن والده اعتاد على شراء الأزياء والإكسسوارات الخاصة بكل شخصية بنفسه، فكان يذهب مع والدته لاختيار الملابس.
وأثناء تقديم شخصية "هامان" في المسلسل الديني الشهير "محمد رسول الله" أصر على حلاقة رأسه بالكامل، ولم يقبل أن يرتدي باروكة، وبهذا يكون فؤاد أحمد هو أول الفنان يحلق شعره بالكامل من أجل تجسيد دور.
وتابع: "الماكياج زمان كان غير دلوقتي، ووالدي اعتمد على ألوان الزيت والدوكو بتاع السيارات، كان بيدهن بيه وشه وجسمه كل يوم عشان تصوير الدور، وبيقعد يحضر في الماكياج ده ساعات".
وأكد أن والده كان يتخلص من الماكياج بالاستحمام بـ"البنزين والجاز"، وتكرار هذه العملية يوميا أفقده بصره، إلا إنه تعافى في أواخر أيامه.
توفى الفنان فؤاد أحمد بعد أن أعطى للفن أغلى ما يملك من صحته وبصره وموهبته تاركا أعمالا تؤكد عبقريته الفنية، في أغسطس من عام 2010