من شيم الكرام.. تعرف على خلق نبوي يمنحك جائزة كبرى
جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، وقد ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم وقال (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم)، ومن كمال الصفات وأعظم الأخلاق التي تحلى بها الرسول الكريم، صفة العفو عند الغضب.
قال الشيخ منصور الرفاعي عبيد من علماء الأوقاف، إن العفو من شيم الكرام ودليل على علو الهمة لأن العفو من الركائز الأساسية فى الإسلام، فإذا استطاع الإنسان أن يكظم غيظة فهذا دليل على قوة تحمله، ولقد دعانا الله إلى جنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين، ومن صفاتهم "الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ".
وذكر "الرفاعي" في حلقة من برنامج(حديث الصباح) عبر إذاعة القرآن الكريم، أن العفو نوع من البذل والعطاء ويؤدى إلى ضبط النفس، والوقوف عند حدود الأدب الذى أمر به الإسلام لقولة تعالى "وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
وأشار إلى موقف رسول الله فى العفو عند فتح مكة؛ عندما وقف أهل مكة ينظرون إليه وقد انتصر عليهم وأصبحوا في قبضته، وألقوا سلاحهم، وهم الذين تصدوا للدعوة وأخرجوا الرسول من مكة وحاربوه وقاتلوا الصحابة، ومثلوا بحمزة سيد الشهداء، ومع ذلك قال عليه الصلاة والسلام "ما تظنون أني فاعل بكم"، قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وأضاف أن الصحابة ترجموا العفو إلى سلوك اجتماعى، ساهموا فيه بتدعيم المودة وحسن العلاقة بين الناس، ومنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره، فلما شاع حادث الإفك خاض هذا الرجل فيه وكان يجلس إلى الناس ويحدثهم، فلما بلغ ذلك أو بكر رضي الله عنهما قال "والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة ما قال"، فأنزل الله تعالى "وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ"، إلى قوله تعالى " ألا تحبون أن يغفر الله لكم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، حينها قال أبو بكر الصديق "بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي"، فأرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه، وقال "والله لا أنزعها منه أبدًا".