الإفتاء توضح حقيقة صادمة عن شهر محرم
يحتفل المسلمون في بقاع الأرض اليوم الأثنين، بالسنة الهجرية الجديدة وغرة شهر المحرم لعام 1443هـ، والذي ارتبط بخطأ شائع بين الناس بأنه ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، فالحقيقة أن الهجرة النبوية تمت في شهر ربيع الأول وليس في محرم.
وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية في هذا الشأن يقول: هل حقًّا أن هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت فى ربيع الأول؟ ولو كانت كذلك فلماذا نحتفل ببداية السنة الهجرية ويوم هجرة الرسول فى شهر محرم؟.. وجاء رد الدار كالآتى:
وصل النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن جُعِل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة؛ يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 268، ط. دار المعرفة): [وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ -أي التأريخ بالهجرة- مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ؛ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ وَهِيَ مُقَدِّمَةُ الْهِجْرَةِ، فَكَانَ أَوَّلُ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً. وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الِابْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ] اهـ.
التاريخ الهجري
واعتمد المسلمون التقويم العربي ليكون تقويم الدولة الإسلامية - التاريخ الهجري -، ونظرًا لاعتماده الهجرة النبوية الشريفة بداية له فقد سمى بالتقويم الهجرى، وقد اعتمد بعد سنتين ونصف السنة من خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فى ربيع الأول من عام 16 للهجرة، وكان يوم 1 المحرم من عام 17 للهجرة بداية أول سنة هجرية بعد اعتماد التقويم الهجرى.
فهجرة النبى صلى الله عليه وآله إلى المدينة المنورة لم تكن فى بداية شهر محرم ، بل كانت بعد شهرين، أى فى بداية شهر ربيع الأوّل وبالتحديد 22 ربيع الأول، (24 سبتمبر عام 622م).
بعد اختيار الهجرة كحدث لـ التأريخ الهجري، لم يكن من الممكن أن يبدأ العام من شهر ربيع، الذى يعتبر الشهر الثالث، فتعداد الشهور وترتيبها كان مؤرخًا بالفعل، ولذلك تمت تسمية العام الهجرى، وعد السنوات منذ الهجرة، واتفقوا أو اجتمعوا بلغة الفقه على أن تكون بداية السنة الهجرية فى محرم، خصوصًا أن المسلمين كانوا قد بدأوا الهجرة بالفعل قبل النبى، فـ النبى هاجر فى ربيع الأول، وهناك مسلمون هاجروا قبله بفترات طويلة.