الدخول في محبة الله.. أمور لا تعرفها عن الأخذ بالرخص الشرعية

الموجز

"اعتدت كلما سافرت لعدة أيام، القصر والجمع في الصلاة، ولكن زميلا لي قال إن الإتمام أفضل، اعتقادا منه بأن الأجر يقل عند القصر في الصلاة، فهل كلامه صحيح؟".. رسالة وردت إلى برنامج (بريد الإسلام) بإذاعة القرآن الكريم.
وأجاب عن الرسالة الدكتور محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، قائلا إن ترك الأخذ بالرخص الشرعية في الصلاة وغيرها بحجة أن الأخذ بها يقلل ثوابها أمر يتعارض مع ما ورد من استحباب الأخذ بالرخص، لافتا إلى أن كليهما صحيح، فمن أخذ بالرخص فقد وافق الشرع ومن لم يأخذ بها فقد وافق الشرع أيضا.
ورجح الدكتور قاسم المنسي أن الأخذ بالرخص يدخل الإنسان في محبة الله عز وجل، فعَنْ أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ" ، ولقول النبي صلي الله عليه وسلم "إن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته ".

وتابع أن من محاسن الشريعة الإسلامية ومكارمها أنها تحرص على التيسير ورفع الحرج عن الناس حتى يتمكنوا من أداء ما كلفهم الله عز وجل به دون إرهاق أو مشقة، وقد وردت نصوص صحيحة تحث على الأخذ بها لما في ذلك من قبول لنعمة الله عز وجل، وكذلك فإن في ذلك ترغيب للنفوس على أداء التكاليف، يقول الله عز وجل"وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ"، ويقول عز وجل" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".

وأضاف أن الأخذ بالرخص الشرعية لا يجعل الأجر أقل كما يعتقد البعض، بل إن الأخذ بها يكون الأفضل، وحسب المؤمن في كل مرة يأخذ فيها بالرخص الشرعية أن يتذكر أنها صدقة من الله عز وجل، وأنه يقبل صدقته سبحانه وتعالى وأن يشكره عز وجل عليها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته"، وأن الشريعة سنت الرخص والأحكام الشرعية المختلفة لحكم ومقاصد شرعية عديدة ؛ لافتا إلى أن من المقاصد الشرعية والأخذ بالرخص التيسير والتخفيف على الناس، وأيضا يصرف حالة التكبر والاستنكاف عن الإنسان ويدفعه إلى قبول ما جاء به الشرع ، ومن مقاصد ها أيضا بيان رحمة الله عز وجل بالعباد ومن هنا فإن الأخذ بالرخصة التي شرعها الله عز وجل يكون سببا في الدخول في رحمته ورضاه سبحانه وتعالى.

تم نسخ الرابط