حكايات مأسوية فى حياة سلطان الكوميديا سعيد صالح
تصادف اليوم ذكرى وفاة الفنان الكوميدي الراحل سعيد صالح، والذى لقب بسلطان الكوميديا، وقدم للفن المصري ما يقرب من 300 عملٍ بين السينما والمسرح والتليفزيون، ومرت حياته بالعديد من الأزمات المتعددة، ونستعرض من خلال هذا التقرير بعض الحكايات.
اسمه بالكامل سعيد صالح إبراهيم، من مواليد قرية مجيريا مركز اشمون بمحافظة المنوفية، لكنه تربى في حي السيدة زينب في القاهرة، وكان والده رجلاً ازهرياً يعمل في شركة الغاز ووالدته ربة منزل طيبة، وكان لسعيد صالح أخ وثلاث شقيقات اناث، وعلى الرغم من الشدة التي كان يتمتع بها والده لكن سعيد صالح اعترف بأنه كان طفلاً مدللاً خاصة وأنه كان اول حفيد في عائلته، فحظي باهتمام كبير من أسرته، وبعد مرض والدته وافقت على أن يتزوج الأب من امرأة اخرى عاشت معهم وكانوا على علاقة طيبة، فكان يقول عنها إنها كانت أماً ثانية له.
على الرغم من حبه للتمثيل إلا أنه لم يدرس التمثيل بشكل أكاديمي لكنه مارسه كهواية على مسرح الجامعة مع مجموعة من الفنانين، الذين كانوا معه في ذلك الوقت منهم الممثلين المصريين صلاح السعدني وعادل إمام، وقد إكتشفه الممثل المصري حسن يوسف وقدمه للمسرح، وكان أول عمل مسرحي له بعدها "هاللو شلبي" وبعدها قدم مسرحية "مدرسة المشاغبين"، والتي ظلت تعرض لـ 6 سنوات بنجاح منقطع النظير، وبعدها قدم مسرحية "العيال كبرت"، والتي حققت الحالة نفسها أيضاً.
في أواخر الستينيات وبدايات السبعينيات كان لـسعيد صالحمشاركات في السينما والدراما والمسرح أيضاً، فقدم شخصية إسماعيل لطيف في فيلم "قصر الشوق"، ومن أفلامه أيضاً "الدخيل" و"إضراب الشحاتين" و"كيف تسرق مليونير" و"الحرامي" و"ورد وشوك" و"ربع دستة اشرار" و"شقة مفروشة" و"لعبة كل يوم" و"العذاب فوق شفاه تبتسم" و"أجمل أيام حياتي" و"الرصاصة لا تزال في جيبي" و"آنسات وسيدات" و"بمبة كشر" و"حتى آخر العمر" و"الرداء الأبيض" و"هذا أحبه وهذا أريده" و"بيت بلا حنان" و"قمر الزمان" و"شوق" و"الحب قبل الخبز أحياناً" و"صانع النجوم" و"البنت الحلوة الكدابة" و"شفاه لا تعرف الكذب" و"الحب وحده لا يكفي" و"لن اغفر ابداً" و"المحاكمة والسادة المرتشون ولكن شيئا ما يبقى" ،وقدم اعمالاً من بطولته لم تحقق النجاح المتوقع، منها "المحظوظ" و"مسعود سعيد ليه" و"المتشردان" و"اضراب المجانين" و"المشاغبون في الجيش"، كما شارك جيل الشباب في افلام منها "بالألوان الطبيعية" و"متعب" و"شادية" و"بحر النجوم" و"جواز بقرار جمهوري" و"فل الفل".
ومن مسرحياته أيضاً "ذات البيجاما الحمراء" و"القاهرة في ألف عام" و"هاللو شلبي" و"كباريه" و"قصة الحي الغربي"، ومن أشهر مسرحياته "العيال كبرت" والتي حققت نجاحاً منقطع النظير ، وفي الدراما قدم بطولة مسلسل الجاسوسية في "السقوط في بئر سبع" وهو العمل الذي تخلى من خلاله عن الكوميديا وقدم شخصية الجاسوس، ومن مسلسلاته أيضاً "رجل بلا ماضي" و"يا مولاي كما خلقتني" و"أحلام مؤجلة" و"السيف الوردي" و"صبيان وبنات" و"دموع في حضن الجبل"، وآخر مسلسل ظهر به كان "المرافعة" وقدم أيضاً "فرح العمدة".
جمعته بينه وبين الزعيم عادل إمام صداقة قوية، وقد شكلا ثنائياً سينمائياً رائعاً في العديد من الأعمال، أهمها مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وأيضاً فيلم "سلام يا صاحبي" و"المشبوه" و"رجب فوق صفيح ساخن" و"أنا اللي قتلت الحنش" و"بخيت وعديلة" و"الواد محروس بتاع الوزير"، كما ظهر في آخر افلام عادل إمام منها "أمير الظلام" و"زهايمر"، حتى أن سعيد صالح ليلة وفاة والدته ظل مع عادل إمام حتى الصباح، ووقف على خشبة المسرح بعد أن إنتهى من دفنها.
دخل سعيد صالح السجن 3 مرات، فأثناء عرض مسرحيته "لعبة اسمها الفلوس" وفي جملة خارجة عن النص حيث قال (امي اتجوزت 3 مرات الأول أكلنا المش والتاني علمنا الغش والتالت لا بيهش ولا بينش) في اسقاط سياسي على رؤساء مصر جمال عبد الناصر والسادات وحسني مبارك، اتُهم بالسخرية من رؤساء مصر وحُكم عليه بالسجن 6 اشهر وغرامة خمسين جنيه وذلك عام 1981، وكان اول حكم على فنان حيث اثارت القضية جدلاً كبيراً، فقضى سعيد صالح 7 ايام في الحبس الاحتياطي وتنحّى القاضي وقتها، ثم اصدر القاضي الذي تولى القضية قراراً بالإفراج عن سعيد صالح بضمان مالي قدره 100 جنيه، وقد انهار باكياً بعد الحكم بالافراج عنه، وفي حوار أجراه سعيد صالح لاحقاً قال إن السبب الحقيقي هو سخريته من أحد حضور المسرحية والذي تبين في ما بعد أنه قاضٍ.
وفي عام 1991 تعرض سعيد صالح للسجن مرة أخرى بتهمة تعاطي مخدر الحشيش، ورغم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة ظلت هذا الخبر الاشهر، ولكن في عام 1996 عاد مرة أخرى للسجن بالتهمة نفسها.
وقع سعيد صالح في الحب لأول مرة وهو في عمر التسع سنوات، فأُغرم بطفلة اسمها نجاة، ولكن العلاقة انتهت بعد أن انتهى من دراسته بالشهادة الإبتدائية.
وبعدها في عمر الـ19 عاماً، أحب راقصة في فرقة فنون شعبية لكن العلاقة أيضاً انتهت سريعاً، وأحب بعدها أكثر من مرة وكان يعترف بأنه لا يمكنه العيش بدون حب.
وتزوج سعيد صالح لأول مرة من نادية التي أنجبت ابنته الوحيدة هند، وكان يرفض الإنجاب مجدداً وكان يقول مازحاً "أنا عيل" ولكن بعد فترة إنفصلا، فعاد ليتزوج من فتاة تصغره بأعوام كثيرة وهي شيماء فرغلي، والتي طلب يدها للزواج أثناء عرض مسرحي شاركت فيه ليتزوجا في عام 2008، والتي إتهمتها ابنته في ما بعد بأنها تقوم بضربه وتهينه وتمنعه من رؤية إبنته، كما رفضت إبنته هند وجودها أثناء العزاء، وبعدها قالت شيماء أيضاً في تصريحات صحفية إنه نقل لها ملكية شقة الإسكندرية، وستطالب بحقوقها في الميراث بحسب الشرع ولن تخاف من ابنته وطليقته.
في عام 2005 تعرض سعيد صالح لآلام حادة في القلب، بسبب ضيق في ثلاثة شرايين قام بتغييرهم بعد أن أجرى عملية جراحية، كما كان يعاني من السكري والإلتهاب الرئوي وبعض المشاكل في القلب.
أكدت هند ابنة النجم الراحل سعيد صالح أن والدها أصيب بالزهايمر، ودخلت في خلافات مع زوجة أبيها بعدما أكدت أنها تستغل مرضه، ورحل في الأول من أغسطس عام 2014 بعدما دخل في غيبوبة كاملة قبل وفاته بساعات قليلة.