شكل مختلف للألعاب.. أولمبياد طوكيو تحت مظلة ”كورونا”
وسط تكهنات ومؤشرات بظهور العديد من حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد ، ومخاوف واعتراضات من البلد المضيف ، تنطلق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو غدا الجمعة.
ولكن الرياضيين يشعرون بالسعادة لأنهم يستطيعون خوض المنافسة حتى وإن أقيمت المنافسة وسط العديد من الإجراءات الاحترازية المشددة وفي غياب الجماهير عن المدرجات.
وتنطلق فعاليات هذه الدورة الأولمبية بعد عام كامل من الموعد المحدد لها من قبل حيث تأجلت فعاليات هذه النسخة من الدورات الأولمبية من 2020 إلى العام الحالي بسبب جائحة كورونا.
وعلى عكس المتوقع في هذه الدورات الأولمبية التي كانت تمثل مهرجانا سعيدا معتادا للرياضة العالمية ، ستقام فعاليات هذه الدورة وسط مخاوف هائلة وإجراءات وقيود احترازية مشددة بسبب جائحة كورونا.
وسيكون على أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية من كل أنحاء العالم خوض المنافسات في هذه الدورة بدون جماهير وفي داخل فقاعة بيئية فرضت عليهم بطوكيو التي ما زالت تطبق حالة الطوارئ في مواجهة كورونا.
وكرر مسؤولو الحكومة اليابانية والمنظمون في طوكيو ومسؤولو اللجنة الأولمبية الدولية تأكيداتهم في الفترة الماضية على أنها ستكون بيئة آمنة للرياضيين ، ولكن غالبية الشعب الياباني وكذلك خبراء الصحة يعارضون استضافة الأولمبياد في وسط هذه الظروف.
وسحبت شركة "تويوتا" العملاقة الراعية للأولمبياد الإعلانات المتعلقة بالأولمبياد لحماية صورة علامتها التجارية.
كما سبق لصحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية العريقة ، والراعية للأولمبياد محليا ، أن طالبت في أيار/مايو الماضي بإلغاء هذه الدورة الأولمبية.
وقال الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الأسبوع الماضي إن إلغاء الأولمبياد لم يكن خيارا مطروحا بعد تأجيل هذه الدورة لمدة عام بسبب جائحة كورونا. وأوضح أن الألعاب "ستكون ويجب أن تكون" مختلفة الآن.
وظهرت في الفترة الماضية العديد من حالات الإصابة بفيروس كورونا ، ومن بينها حالات بين الرياضيين داخل الفقاعة الأولمبية ، ولكن المسؤولين يأملون في أن تفلح إجراءات العزل والإجراءات الأخرى في احتواء الجائحة خاصة من الانتشار إلى الشعب الياباني وسط مخاوف من أن تكون الدورة الأولمبية مصدر تفشي كبير.
وأكد باخ : "اللجنة الأولمبية الدولية لن تخذل الرياضيين".
كما يبدو أن الكثيرين من الرياضيين يشعرون بالسعادة لخوض المنافسة بغض النظر عن القيود وغياب المشجعين.
وفيما يغيب بعض نجوم التنس المحترفين مثل الأمريكية سيرينا وليامز والسويسري روجيه فيدرر أو نجوم الجولف البارزين مثل داستن جونسون وسيرخيو جارسيا ، ما زالت الدورة الأولمبية مشهدا للعديد من أبرز النجوم من كل أنحاء العالم مثل نجمة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز والعداءة الأمريكية المخضرمة شيلي آن فريزر برايس والسباحة الأمريكية كاتي ليديكي.
وقال نجم رمي الرمح الألماني يوهانس فيتر : "ستكون دورة مختلفة ، ولكنها ستكون دورة أولمبية ، وهذا هو المهم. لدينا الآن دورة أولمبية ، وأرغب في الفوز بالميدالية الذهبية. هذا هو تركيزنا".
ومن بين إجراءات الفقاعة البيئية في القرية الأولمبية إجراء اختبارات يومية للكشف عن فيروس كورونا والتباعد الاجتماعي وغياب الأصدقاء والعائلات ما سيحرم المتواجدين في القرية من الأجواء المبهجة المعتادة.
وقالت عداءة المسافات المتوسطة الألمانية كاترينا جرانز: "التلاقي بين البعثات لن يحدث كما كان في الماضي. لكن الرياضيين سيجدون فرصة للتركيز على الناحية الرياضية".
ولم يتضح بعد ما إذا كان الفائزون بـالـ 339 ميدالية ذهبية في هذه الدورة الأولمبية في الـ33 رياضة يستطيعون الطواف أعلامهم الوطنية في أماكن خالية.
ولن يكون لدى الرياضيين الروس أعلام بلادهم بسبب العقوبات المفروضة على بلدهم نتيجة أزمات المنشطات. وسيخوض الرياضيون الروس المنافسات كمحايدين مثلما حدث في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 في بيونجتشانج بكوريا الجنوبية.
ويخوض الرياضيون الروس منافسات أولمبياد طوكيو تحت العلم الأولمبي ولن يستمتعوا بعزف السلام الوطني لبلادهم.
ومن بين الحريصين بشكل خاص على المنافسة في هذه الدورات الأولمبية أولئك الذين يشاركون في رياضتي البيسبول والسوفت بول العائدتين لجدول الدورات الأولمبية من خلال هذه الدورة ، وكذلك المتنافسين في الرياضات الأربعة الجديدة المدرجة بالدورات الأولمبية وهي الكاراتيه وركوب الأمواج والتسلق الرياضي والتزلج على الألواح.
وأدرجت ركوب الأمواج والتسلق الرياضي والتزلج على الألواح في الدورات الأولمبية لجعل الأولمبياد أكثر جاذبية للمشاهدين الشبان.
وللمرة الثانية على التوالي ، بعد أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 ، يخوض فريق من اللاجئين فعاليات الدورة الأولمبية ، ويضم الفريق هذه المرة 26 رياضيا ورياضية.
ولن يخضع الرياضيون بشكل منتاظم فقط لاختبارات الكشف عن كورونا ، وإنما ستشهد هذه الدورة الأولمبية جهدا هائلا وعددا ضخما من الاختبارات للكشف عن المنشطات.
وذكرت الوكالة الدولية لاختبارات الكشف عن المنشطات الأسبوع الماضي أن نحو 80 بالمئة من الريا ضيين المتأهلين لهذه الدورة الأولمبية خضعوا لاختبارات الكشف عن المنشطات.