يظل حتى قيام الساعة.. كيف يحفظ القرآن الكريم؟
تلقى برنامج (بريد الإسلام) عبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمع يقول فيها كيف تم حفظ القرآن الكريم؟
أجاب الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، قائلا إن الله عز وجل قد تكفل بحفظ القرآن الكريم إلى يوم القيامة، وهذا فضل اختص به القرآن الكريم، فهو آخر كتاب سماوي، وهو المعجزة الكبري إلى يوم الدين، يقول الله عز وجل "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
وذكر أن النبي صلي الله عليه وسلم كان أميا، ولكن أميته لم تحل دون حفظ كتاب الله عز وجل، يقول الله عز وجل "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"، ويقول عز وجل "وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ".
وأوضح غنايم أن الله عز وجل تكفل بحفظ القرآن الكريم؛ وأن حفظه كان بعدة طرق منها المشافهة (المشافهة أن تتلقى عن الشيخ) والحفظ في الصدور وتيسير حفظه؛ كما كان يحدث من النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، أيضا كان حفظه بالكتابة لدي كتاب الوحي الذين اتخذهم رسول الله صلي الله عليه وسلم، ومنهم زيد بن ثابت وعلي بن أبي طالب، فكانت بذلك المشافهة والكتابة من أهم الطرق التي سخرها الله عز وجل لحفظ كتابه الكريم، كما كان جبريل يعارض النبي صلي الله عليه وسلم بالقرآن الكريم في كل رمضان - والمراد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه ما أقرأه إياه- حتى كان العام الأخير من البعثة النبوية، والذي قبض فيه صلي الله عليه وسلم فعرضه عليه مرتين في رمضان.
وعن عهد الخلفاء الراشدين قال إن أبو بكر الصديق جمع القرآن الكريم في صحف (وذلك لما كثر القتل في القرّاء يوم اليمامة وخشي ضياع القرآن بضياع حفظته)، ثم جمعه عثمان بن عفان ووزعه على الأمصار (حيث جمع الناس على مصحف واحد جمع فيه القراءات الثابتة، ثم بعث به إلى الآفاق، وأحرق ما سواه)، وهكذا كانت وستظل العناية الإلهية تحفظ القرآن الكريم آخر الكتب السماوية، وستستمر إلى قيام الساعة دليلا على وجود الخالق سبحانه وتعالى ودليلا على صدق نبوة النبي صلي الله عليه وسلم.