لن تصدق.. ما هو فضل الإنفاق في سبيل الله؟
يقول المولى عز وجل "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)" سورة البقرة.
وأوضح الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق رحمه الله، أن في هذه الآية الكريمة دعوة من المولي عز وجل لعباده المؤمنين بأن ينفقوا في سبيله سبحانه وتعالى، ووعدهم على ذلك بجزيل الثواب.
وقال في حلقة مسجلة من برنامج (مع القرآن الكريم) عبر إذاعة القرآن الكريم، إنه قد روي أن سبب نزول الآية صدقتا الصحابيين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، حيث حث الرسول صلى الله عليه وسلم الناس على الإنفاق حين أراد الخروج في غزوة تبوك، أما عبد الرحمن بن عوف فإنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأربعة آلاف درهم صدقة ، فقال : كان عندي ثمانية آلاف درهم ، فأمسكت منها لنفسي وعيالي أربعة آلاف درهم ، وأربعة آلاف أقرضتها ربي ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بارك الله لك فيما أمسكت ، وفيما أعطيت "،وأما عثمان - رضي الله عنه - فقال : علي جهاز من لا جهاز له ، فجهز المسلمين بألف بعير بأقتابها وأحلاسها ، وتصدق برومة - ركية كانت له - على المسلمين ، فنزلت فيهما هذه الآية.
وتابع: أن نزول الآيات في شأن صدقتي هذين الصحابيين لا يمنع شمولها كل من نهج نهجهما من بذل المال في سبيل الله عز وجل، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وأضاف أن الآية الكريمة توضح كيف أن الله عز وجل ينمي الصدقة التي يبذلها المؤمن في سبيله عز وجل، فشبهها سبحانه وتعالى بحبة أنبتت سبع سنابل ثم إن كل سنبلة تحتوي على مائة حبة، وفي ذلك حث وترغيب في الإنفاق في سبيل الله ولا سيما في الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل.
وأوضح أن قول الله عز وجل" وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" تشير أن المولي عز وحل يضاعف الثواب والجزاء أضعافا كثيرة لمن يشاء، فمن المعروف أن الصدقة يختلف ثوابها باختلاف حال التصدق، فمتي خرجت بنية صادقة وقلب سليم ومال حلال كانت أرجى بثواب أكبر مشيرا ان الله سبحانه وتعالي يعلم نيات عباده ويعلم أقواله وأفعالهم ، وأن عطاء الله عز وجل ليس له حدود، مشيرا إلي أن الله عز وجل بعد أن أمر المؤمنين بالإنفاق نهاهم عن اتباع ما ينفقون بالمن والأذي لأن هاتين الصفتين ذميمتين لا يجب علي المؤمن الاتصاف بهما.