تعصم الإنسان من مخاوفه.. كيف تصبح العقيدة فطرة؟

الموجز

أوضح الدكتور زكريا هميمي الأستاذ بكلية العلوم جامعة بنها أن العقيدة فطرة فطر الله عز وجل الناس عليها، مشيرا إلى أن العقيدة بأن لهذا الكون خالقا عظيما قادرا مختبرا بديعا مدبرا، قد تولدت كفطرة إنسانية في نفس الإنسان خلق بها وفطر عليها، بل هي لازمة من لوازم الإنسان، وشعور روحاني تحمله روح الإنسان معها من عالمها، وهذه العقيدة يعتصم بها الإنسان في مخاوفه ويستسهل بها صعوبات الحياة ومرارات العيش ويموت بها مرتاح الضمير متيقنا بوجود عالم آخر أرقى.

وقال هميمي، في برنامج (هذا خلق الله) عبر إذاعة القرآن الكريم، إن المتأمل في هذه العقيدة والمتدبر في شئونها يدرك تماما أن العقيدة بوجود خالق لهذا الكون فطرة في بناء الإنسان، يقول الله عز وجل "وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)" سورة الذاريات، لافتا إلى أن المتأمل في خلق الإنسان يدرك ملامح الإبداع في تركيبه، ويرى القوى والحواس مثل الشم والسمع والحس واللمس والتذوق والنظر وغيرها، جميعها مسخرة ومستخدمة من أجل هذه العقيدة.

وأضاف أن هذه الحواس تبين أن هذه العقيدة موجودة في الإنسان منذ أن خلق وتعيش معه، مؤكدة أن لهذا الكون خالقا مبدعا، بيده ملكوت كل شيء وبيده الأمر وأن الله عز وجل له الخلق وأن له الأمر من قبل ومن بعد.

وذكر الهميمي أن العقيدة بوجود الخلاق العظيم فطرة في بناء الإنسان وأن أي تغير في هذه العقيدة أو ضعف يعتريها لدى إنسان يكون سببه الإنسان نفسه، مؤكدا أن قلب الإنسان يستشعر وجود خالق لهذا الكون، والنفس، والعقل السليم والفكر السليم المستقيم، كلها تجعل الإنسان يدرك ويتقين أن كل المخلوقات والحقائق الموجودة في الكون تؤكد على وجود خالق مبدع سبحانه وتعالى تسبح بحمده جميع المخلوقات، إذ يقول الله عز وجل "هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (11)" سورة لقمان.

تم نسخ الرابط