أدمن مشاهدة المواقع والأفلام الإباحية، فكيف يتوب ؟
تلقى برنامج (بريد الإسلام) الذي يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمع يقول فيها إنه منذ أكثر من أربع سنوات أدمن مشاهدة المواقع والأفلام غير الأخلاقية، كما كان يتحدث مع فتيات ونساء عبر الشات، وأعرب عن ندمه عما فعل، ويسأل هل يمكن أن يقبل الله عز وجل توبته؟
وأجاب الدكتور محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة قائلا، إن باب التوبة مفتوح وأن الله عز وجل يقبل التوبة من عباده، وعلى هذا الشخص أن يكون صادقا في التوبة، مع العزم على عدم العودة إلى فعل هذا الذنب، وعليه أن يستعن بالله عز وجل، وعليه ألا يرتاد تلك المواقع، وعليه كذلك عدم محادثة الفتيات والنساء عبر الشات حتى لا يغرق في بحر المعصية.
وتابع "من محاسن الشريعة الإسلامية ومكارمها أنها لم تكتف بتحديد المحرمات التي يجب عدم الاقتراب منها، بل أنها منعت الوسائل التي تسهل الوصول إلى تلك المحرمات، عملا بالقاعدة الفقهية التي تقول(ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا يتم ترك الحرام إلا بتركه فتركه واجب)، وعلي سبيل المثال فإن الشريعة الإسلامية حينما حرمت الزنا فإنها لم تكتف بتحريمه، بل انها حرمت كل ما يؤدي إليه، وذلك لصيانة للفرد والمجتمع من الآثار المدمرة لهذه الجريمة، ومن ذلك تحريمها النظر بشهوة إلى المرأة الأجنبية، وأيضا تحريم الخلوة، لذلك فإنه يحرم شرعا مشاهدة الأفلام الإباحية وارتياد المواقع غير الأخلاقية، وكذلك التحدث مع الفتيات والنساء عبر الشات لأنه يعتبر نوعا من الخلوة بين الرجل والمرأة، و هو ما تحرمه الشريعة الإسلامية لأنها تفتح باب الموبقات والمحرمات، فكل ما أدى إلى حرام فهو حرام".
ونصح الشباب بألا ينجرفوا في تيار الانحراف وسبل الغواية، وأكد أن الإنترنت سوق كبير وكل من فيه لديه سلعة يريد مقابل لها، فمنهم من يريد الشهرة، ومنهم من يريد إفساد الأخلاق وتدميرها، ومنهم من يريد الفتنة، فعلينا انتقاء ما نشتريه، وعلى كل مرتاد لسوق الإنترنت أن يتفحص السلعة قبل شرائها، فلا تشتر أيها الشاب من سوق الإنترنت إلا ما ينفعك في دينك ودنياك، وابتعد عما يضر ويؤذي ويدمر، ولتعلم أن أهم مداخل الشيطان الغفلة والشهوة وَهما عماد الإنترنت.
وحذر الشباب قائلا "استخدم الإنترنت ولا تجعله يستخدمك، ولا تجعله أداة لهدمك، واجعله عونا لك لا عونا عليك".