مولر.. ملك المساحات يبحث عن مزيد من الأهداف داخل الملعب وخارجه

مولر
مولر

عندما يخوض المنتخب الألماني لكرة القدم فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) ، ينتظر أن يكون للاعبه توماس مولر هدف واضح داخل الملعب وخارجه وهو أن يثبت أنه لم يكن اللاعب الذي يستحق الاستبعاد من صفوف المانشافت على مدار الفترة الماضية.

وأعاد يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني كلا من مولر والمدافع ماتس هوملز إلى صفوف المانشافت استعدادا ليورو 2020 علما بأن اللاعبين لم يشاركا مع الفريق منذ أكثر من عامين ونصف العام وبالتحديد منذ تعادل الفريق مع نظيره الهولندي 2 / 2 في نوفمبر 2018 .

وأوضح المدرب ماركوس سورج المدرب المساعد بالمنتخب الألماني: "سيقومان بعمل جيد على أرض الملعب".

وقبل خمس سنوات ، كان هدف مولر هو أن يكون له دور بارز في قيادة الفريق لإضافة اللقب الأوروبي في يورو 2016 بفرنسا إلى اللقب العالمي الذي أحرزه الفريق في مونديال 2016 بالبرازيل.

ولكن هدف مولر الآن سيكون مختلفا حيث يريد أن يثبت لمدرب لوف وللمتابعين للفريق أنه لم يكن يستحق الاستبعاد على مدار نحو 30 شهرا من صفوف الفريق.

ومن المؤكد أن فرص المانشافت للفوز بلقب يورو 2020 تبدو أقل كثيرا مما كانت عليه في الفوز باللقب الأوروبي خلال النسخة الماضية من البطولة.

ورأى بعض النقاد الرياضيين في الماضي أن مولر نجم بايرن ميونخ لا يستطيع فعل العديد من الأشياء. ولكنه ، حتى في حالة تجاهل اتخاذه الأماكن المناسبة وقدرته على هز الشباك في التوقيت المناسب ، يبدو أكثر من مجرد هداف.

وقال مولر ، في مقابلة نشرتها مجلة "إيت باي إيت" قبل سنوات ، : "أعلم أنني أرتكب بعض الأخطاء الفنية من حين لآخر.. إنه أحد وجوه اللعبة التي أمارسها منذ سنوات".

وأضاف : "أعتقد أنني نجحت في تقليص عدد هذه الأخطاء الفنية إلى أقل عدد ممكن ، ولكنها تحدث أحيانا. وفي المقابل ، تكون هناك لحظات تألق فنية".

ولكن اللاعب أضاف لإمكانياته المزيد حيث أكد في الموسمين الماضي والحالي أنه يمتلك إصرارا بالغا على التجاح وأنه لا يستسلم أبدا لليأس.

وقبل نحو عامين فقط ، أشارت العديد من التقارير إلى أن مولر قد يخرج من حسابات بايرن وأنه قد يرحل عن صفوف الفريق ليس فقط لخروجه من حسابات لوف في المانشافت ولكن لأن مستوى أداء اللاعب تراجع.

ولكن المدرب هانزي فليك أعاد اكتشاف مولر "ملك المساحات" مع توليه مسؤولية الفريق في وسط موسم 2019 / 2020 خلفا للمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش.

وبعدما اقتصر رصيد مولر على تسعة أهداف فقط في موسم 2018 / 2019 في مختلف البطولات ، ارتفع رصيده في الموسمين الماضيين إلى 14 و15 هدفا على الترتيب في مختلف البطولات.

واعترف مولر نفسه ذات مرة بأنه لا يتمتع بسرعة فائقة وليس مراوغا جيدا. كما ذكر أحد النقاد الرياضيين في صحيفة "ذي جارديان" البريطانية : أن مولر "ليس صانع ألعاب تماما كما أنه ليس مهاجما على أي حال. ولا يتمتع بإمكانيات هائلة من الناحيتين البدنية والفنية".

وحتى زميله الهولندي السابق آريين روبن قال مازحا إن مولر لا يتعرض للإصابة أبدا لأنه لا يمتلك العضلات حيث يتكون جسده فقط من الجلد والعظم.

ورغم هذا ، يتمتع مولر بموهبة هائلة لا تضاهى في اتخاذ الأماكن المناسبة بالملعب علما بأن استغلال المساحات الخالية في لعبة كرة القدم أصبح أمرا مهما للغاية في كل شيء بداية من التمرير ومرورا بصناعة الهجمات ووصولا إلى إيجاد الأماكن المناسبة داخل منطقة الجزاء لتسجيل الأهداف.

وسجل مولر /31 عاما/ 38 هدفا في 100 مباراة دولية خاضها مع المنتخب الألماني كما اجتاز حاجز المائتي هدف مع بايرن ميونخ في مختلف البطولات ليحتل المركز الخامس في قائمة أفضل هدافي الفريق عبر التاريخ.

ولا يزيد الفارق بين مولر والأسطورة كارل هاينز رومينيجه صاحب المركز الثالث في هذه القائمة عن ثلاثة أهداف ما يعني أنه يستطيع خطف المركز الثالث من رومينيجه في الموسم المقبل.

وتصدر مولر قائمة هدافي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا كما ساهم في فوز المانشافت بلقب النسخة التالية من البطولة وذلك في 2014 بالبرازيل.

وأحرز مولر مع بايرن الثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) في 2013 و2020 بخلاف فوزه بأكثر من لقب آخر مع الفريق في بطولتي دوري وكأس ألمانيا.

وسبق للهولندي لويس فان جال المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد الإنجليزي أن أشرف على تدريب مولر في فريق بايرن قبل سنوات وعمل فان جال على أساس "مولر يلعب دائما".

وبدا أن الأسباني جوسيب جوارديولا ، الذي تولى تدريب بايرن في ثلاثة مواسم من 2013 إلى 2016 ، سار على نفس النهج حتى كانت المفاجأة بجلوس مولر على مقاعد البدلاء في أواخر موسم 2015 / 2016 .

وكان من الممكن بشدة أن يواجه مولر هذا بغضب هائل وخيبة أمل شديدة مثل النجوم الآخرين ولكنه تصرف بهدوء ولم يبال بهذا كثيرا كما لم يستسلم لليأس رغم عدم اعتماد كوفاتش عليه بشكل كبير حتى جاءت مسيرة بايرن مع فليك لتعيد النضارة لمسيرة مولر الكروية.

ولم يكن هذا الهدوء أمرا مفاجئا من مولر الذي اشتهر بروحه المرحة وسرعة بديهته في التعامل مع زملائه والمشجعين ووسائل الإعلام.

تم نسخ الرابط