يورو 2020 فرصة ذهبية أمام ديشان لتحقيق إنجاز تاريخي

"لا لا، سوف يسألونني فقط عن كريم بنزيمة"، كانت هذه هي الجملة ، التي قالها ديدييه ديشان ، المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم أثناء مروره متوترا داخل أحد الفنادق الفخمة بالعاصمة الفرنسية باريس قبل أسابيع قليلة بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا.

وأراد ديشان في تلك الأثناء، محاطا بصحفيين تابعين للاتحاد الفرنسي لكرة القدم وببعض عناصر الأمن ، تحاشي التحدث مع الصحفيين الإسبان عن اللاعب كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد.

وكان رد فعل ديشان دليلا على ضجره من هذا الموضوع ، الذي أرهقه ، لكن كلمة "لا" تلك التي قالها للصحافة كانت تخفي جزءا من أسلوبه.

وكان ديشان ، الذي يتولى تدريب المنتخب الفرنسي منذ 2012 ، استبعد بنزيمة من صفوف المنتخب ولم يستدعه لقائمة الفريق منذ 2015 ، بسبب تورط المهاجم الخطير في فضيحة ابتزاز ضد زميله ومواطنه ماتيو فالبوينا.

وقبل أكثر من أسبوعين فقط ، فجر ديشان مفاجأة كبيرة وأعاد بنزيمة إلى قائمة الفريق في ظل تألق اللاعب مع ريال مدريد في المواسم الماضية واستمرار سجله التهديفي الجيد.

والآن ، لن يكون ديشان بحاجة إلى تجنب الصحفيين أو وسائل الإعلام من أي جنسية فيما يتعلق ببنزيمة ، ولكنه سيكون بحاجة إلى تجنب ما حدث معه في يورو 2016 عندما خسر النهائي أمام نظيره البرتغالي.

ويحلم ديشان بتحقيق إنجاز تاريخي لم يسبق لأي من مدربي الديوك الزرقاء أن حققه وهو الجمع بين اللقبين العالمي والأوروبي.

وتوج ديشان مع الفريق بلقب مونديال 2018 بروسيا ، وإذا أضاف اللقب الأوروبي لسجل إنجازات الفريق ، سيكرر بهذا إنجاز الفريق الذي حقق اللقب الأوروبي في 2000 بعد عامين فقط من فوزه باللقب العالمي في 1998 بفرنسا.

ولكن منتخب الديوك الزرقاء فاز باللقبين قبل أكثر من عقدين تحت قيادة مدربين مختلفين هما إيميه جاكيه في مونديال 1998 وروجيه لومير في يورو 2000 .

وإذا توج ديشان باللقب الأوروبي خلال يورو 2020 ، سيكون بهذا قد فاز باللقبين العالمي والأوروبي كلاعب في 1998 و2000 وكمدرب في 2018 و2021 .

ولا يهتم المدرب الفرنسي بالأسماء ولكن بالجماعية، حيث تمتلك فرنسا فريقا قادرا على المنافسة بشكل كبير، وهو الفريق، الذي يؤكد البعض أنه من أبرز المرشحين للفوز ببطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2020) .

وقبل خمس سنوات اختفى ديشان/52 عاما/ وسط حشد الصحفيين والفريق الذي كان يصاحبه في فندق بولمان، الذي يبعد خطوات قليلة عن برج إيفل الشهير.

ولم تساعد قامته، التي تبلغ مترا و73 سنتيمترا، الباحثين عنه في تحديد موقعه من بين المديرين الفنيين لـ 24 منتخبا شاركوا في "يورو 2016" وتواجدوا في ذلك التاريخ داخل إحدى قاعات الفندق المذكور، بالإضافة لعشرات الصحفيين والكاميرات وأشخاص أخرين.

ورغم ذلك، لم تشكل قامة ديشان عائقا بالنسبة له خلال مسيرته كلاعب وسط ميدان فاز خلالها بكل ما يمكن الفوز به : المونديال وكأس أوروبا ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس إنتركونتيننتال، بالإضافة إلى الدوريات المحلية وبطولات الكأس في فرنسا وإيطاليا وإنجلترا.

وبعد فوزه كمدرب باللقب العالمي في روسيا ، أصبحت مغامرة ديشان على مقاعد المدير الفني على نفس القدر من الزخم التي كانت عليه مغامرته كلاعب.

ويمتلك المدرب الفرنسي تحت إمرته أحد أكثر الفرق تألقا على مستوى العالم، ولاعبين يتمتعون بمواهب ضخمة وقدرات بدنية لا تقارن، بالإضافة إلى تصنيف الفريق من بين أبرز المرشحين للفوز باللقب.

وبعد أن قاد موناكو إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2004 وصعد مع يوفنتوس إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي عام 2007 والفوز ببعض الألقاب المحلية مع مارسيليا ، اختار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم ديشان لخلافة لوران بلان في منصب المدير الفني للمنتخب الفرنسي في تموز/يوليو 2012.

وكتبت صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية بعد تعيينه مدربا للمنتخب الفرنسي: "أخيرا ديشان".

وفي ذلك العام ، 2012، كانت فرنسا لا تزال تعيش آثار خيبة أمالها في مونديال 2010 وكان الجميع ينظر لديشان على أنه المنقذ والقادر على استعادة النظام داخل المنتخب، كما وصفه الحارس الدولي السابق جان لوك ايتوري، الذي عمل معه مساعدا في موناكو.

وبدأ المدرب الجديد ثورة هادئة في منتخب الديوك أثمرت في مونديال البرازيل 2014 ، عندما وصلت فرنسا لدور الثمانية لكنها سقطت أمام ألمانيا بهدف نظيف في مباراة متكافئة للغاية واصل بعدها المنتخب الألماني (مانشافت) مسيرته نحو منصة التتويج للقب العالمي.

وقال ديشان آنذاك: "هناك خامة لصناعة المستقبل. ورغم أن الخروج كان قاسيا ، علينا أن نتمسك بالإيجابيات، أنا فخور بما حققه اللاعبون داخل وخارج الملعب".

وبالفعل ، صنع ديشان مع الديوك الزرقاء مستقبلا رائعا بالوصول لنهائي يورو 2016 والفوز بلقب مونديال 2018 .

تم نسخ الرابط