مؤامرة المشلوح.. الكنسية تغلق ”القضية ” التي أشعلها مثيرو الفتنة ضد البابا تواضروس

الموجز

شهدت الساحة القبطية خلال الأيام الماضية حالة من الجدل والإنقسام؛ عقب إعدام الراهب أشعياء المقاري، الذي تم إعدامه يوم 9 مايو الجاري، في قضية مقتل الأنبا ابيفانيوس التي حدثت منذ قرابة 3 أعوام.

وذلك بعد أن اعتبر كثير من الأقباط المتهم "شهيداً" الأمر الذي أثار جدلاً كان مطروحاً في الدوائر القبطية والحقوقية حول احتمال تلفيق الاتهام له والتشكيك في الكنيسة وتشويهها.

وقد حسمت الكنيسة الأرثوذكسية الجدل حول موقفها من قضية الراهب "المشلوح"أمس، بعد إصدار العدد الجديد من مجلة الكرازة التابعة لها، والذي تضمن بيانا هاماً حول حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون.

وقالت الكنيسة عبر مجلة الكرازة إن القضية استغرقت ثلاث سنوات داخل أروقة المحاكم منذ وقت وقوعها في 29 يوليو 2018 إلى تنفيذ حكم الإعدام وخلال تلك السنوات تباري البعض التشكيك في كل الخطوات السابقة كما أشاعوا سيرا من الاتهامات والأكاذيب على الكنيسة بقصد أو بغير قصد.

وأضافت أن بعض على مواقع التواصل الاجتماعى استغل القضية لتشويه الكنيسة وآبائها والتشكيك فى كل شىء، حتى بعد تنفيذ الحكم، وأطلقوا ألقاب ومسميات كاذبة مثل قديس وشهيد وبار وغيرها، ومن المعلوم أنه ليس من حق أى إنسان أن يطلق هذه المسميات إلا المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وتابعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: "نعزي أسرة المتهم ووالدته وأخوته ونطلب لهم العزاء والسلام، ولكنهم عندما قاموا بطلب كلمة تعزية من أحد الآباء الكهنة وأحد المطارنة وإذ قاموا بإذاعاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أحدث الأمر بلبة شديدة رغم أن تلك التعزية كانت خاصة بأسرة المتهم ووالدته وأخوته وبدافع إنساني وليس للنشر العام".

وأكدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن من قام بالجريمة كان راهبا ثم انحرف وترك الشيطان يقوده إلى القتل ولذا تم تطرده من الرهبنة وتجريدة من الرهبنة وبات مماثلا لأحد تلاميذ المسيح الذي خان سيده وباعه وانتحر، متابعة: “نحن نتمنى أن يكون قد تاب نادما على فعلته الشريرة وهو بين يد الله يقرر مصيرة الأبدي”.

وواصلت: "وحسب قانون الإجراءات الجنائية المادة 477 يتم دفن المحكوم عليه بالإعدام بلا أى احتفال في جنازة يحضرها أهله فقط وربما تصرف البعض بلا حكمة عندما اعتبروه كاهنا "وقد تم تجريده"، وربما المشاعر الملتهبة تسببت في تصرفات ماكان يجب أن تحدث ولكن الانفعلات للإنسانية كانت وراء ذلك".

واختتمت: “وبهذا التوضيح نغلق هذا الموضوع المحزن عالمين أن أديرتنا بخير والحياة الرهبانية تمضي في مخافة الله وينبغي أن لا ننزعج مما حدث ونحترس في مسيرة حياتنا مشيرة إلى تحذيرها من الذين يقلبون الحقائق وينشرون الأكاذيب بين صفوف الأقباط”.

بداية الأزمة

روجت عدد من الشخصيات القبطية عبر مواقع التواصل الاجتماعي دلائل حول براءة الراهب "المشلوح" مستنده إلى بعض الأمور ومنها:

شهادة القمص داود جرجس لاعتراف أشعياء قبل شنقه، حيث أكد داوود جرجس أن أشعياء “كان متماسكاً ومتزناً، وفي منتهى الشجاعة، يصلي حتى آخر لحظة قبل تنفيذ الحكم، يتكلم بالعقل والحكمة، آخر ما قاله: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك، يقولها باللحن وبصوت قوي من دون خوف أو قلق، هو الآن في مكان أفضل، بعيداً من الظلم والكآبة والألم”.

كما تداول عدد من الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي، صور لجنازة وائل سعد تواضروس، (الراهب المشلوح أشعياء المقاري)، حيث ظهر في الصور ارتداء قاتل رئيس الدير الملابس الرهبانية رغم قرار البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بتجريد الراهب من الرهبنة وعودته إلى اسمه العلماني عقب وقوع الجريمة.

سر ملابس الرهبنة

قام أحد أفراد عائلة الراهب أشعياء بطلب مقابلة القمص داود جرجس ، الذي أخذ اعترافه قبل إعدامه، وطلب منه كلمة تعزية لوالدة الراهب أشعياء، وقام بتسجيل كلمة التعزية بالموبايل الخاص به و ذلك لتعزية الوالدة، ثم قام بنشرها على النت مع كتابة أن أبونا داود أب اعترافه.

ومن ثم قام نفس الشخص بالإتصال بمشغل داخل إبراشية البحيرة لشراء «تونية وبرنس» و تم إلباسهم للراهب أشعياء، ثم قام هذا الشخص بالإدعاء بأن الأنبا باخوميوس هو من أمر بإلباس الراهب هذا الزي والصلاة عليه به.

من جانبها أصدرت مطرانية البحيرة، بيانًا كشفت خلاله كواليس خطيرة حول الواقعة جاء فيها:

"ليلة تنفيذ حكم الإعدام ( السبت ٨ مايو ٢٠٢١)، تم التواصل مع الأب القس باخوم إميل (واعظ السجن) لحضور تنفيذ حكم الاعدام في أحد المتهمين (دون ذكر هوية المتهم) حيث اعتذر عن الحضور لتواجده خارج المحافظة، وبناءً عليه تم تكليف الأب القمص داود جرجس لحضور تنفيذ حكم الإعدام وبحسب لوائح السجن التقى بوائل سعد، وقام بدوره من حيث الإرشاد والنصح وقبول اعترافه والصلاة له قبل تنفيذ الحكم وقد ذكر القمص داود أنه كان يردد (اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك)."

وواصل: "بناءً على طلب الراهب باخوميوس الرزيقي ( شقيق وائل سعد)، تم مساعدته في إنهاء كافة الإجراءات الخاصة بتجهيز الجثمان مع تدبير سيارة لنقل الجثمان، وهو ما يتم بشكل دائم في جميع الحالات المماثلة، بحسب تعليمات نيافة الانبا باخوميوس. مع ملاحظة أن الراهب شقيق المتهم قام بتجهيزه وإلباسه بمعرفته داخل المستشفى."

وأكد أنه بناءً على طلب الأسرة من القمص داود جرجس بتقديم مقطع فيديو، بهدف تقديم العزاء لوالدة المتهم وائل سعد بصفته الشخصية ولم يكن قدسه موفقًا في بعض الجمل والمعاني التي قالها، ربما تحت ضغط صعوبة موقف وجوده لحظة ما قبل تنفيذ حكم الإعدام، وقد حاول أن يقدم تعزية للأم المتألمة دون أن يعلم أن مقطع الفيديو سيتم تداوله واستغلاله بهذا الشكل.

وأكدت المطرانية احترامها وخضوعها الكامل لكل قرارات اللجنة المجمعية لشئون الأديرة.

وأكدت المطرانية أن ما قامت به تجاه المتهم وأسرته قبل أو بعد تنفيذ حكم الإعدام هو عمل مسيحي إنساني، يتم تقديمه لكل الحالات المشابهة، مشيرة إلى أنه من منطلق ثقتنا في حكمة وأبوة ومحبة قداسة البابا تواضروس الثاني، فإنها تهيب وعلى رأسها نيافة المطران الأنبا باخوميوس ومجمع كهنة الإيبارشية بكل أبناء الكنيسة بعدم الانسياق وراء المبالغات غير المعقولة ومحاولات عدو الخير في هدم سلام الكنيسة ووحدتها بالإساءة أو التجريح في الكنيسة وفي آبائها، ويجب أن ينتبه أبناء الكنيسة ويسلكوا بالحكمة والوعي اللائقين، ويميزوا الأمور المتخالفة لكي لا يشتركوا، بحسن نية، في خطايا الآخرين.

تم نسخ الرابط