يختلف عليها البعض.. ما حكم من شرب أو أكل ناسياً في صيام الست من شوال؟
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤال يقول:" شربت ناسيا أثناء صيام الست البيض فهل علي أن أعيد هذا اليوم حيث أفتى بذلك إمام المسجد " ؟.
وأجاب الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء ، قائلا: أفتاك إمام المسجد برأي المذهب المالكي، فيجوز أن تعمل به ويجوز لك أن تسير على مذهب جمهور الفقهاء الذي قال في مثل هذا الموقف: ليس عليك صيام يوم آخر وإنما شربك وأكلك ناسيا إنما أطعمك الله وسقاك وهذا ينطبق على صيام الفرض والنافلة؛ أي في رمضان وغير رمضان.
و أجمع الفقهاء على ما جاء به الأئمَّةُ أبو حنيفةَ والشافعيُّ وأَحْمَدُ إلى أنَّ الصَّائِمَ إذا أكلَ أَوْ شَرِبَ ناسيًا لم يفسد صومه وَلا شَيْءَ عَلَيْهِ، سواءٌ قَلَّ الأكلُ والشربُ أو كَثُرَ.
كما استدل الفقهاء بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن أكل ناسيًا وهو صائمٌ فليُتمَّ صومَه، فإِنما أطعمه الله وسقاه" (رواه البخاريُّ ومسلمٌ)، ولَفْظُ مُسلم هو: "مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فليُتِمَّ صومَه، فَإِنَّما أَطْعَمَهُ الله وَسَقَاهُ".
وكما في حديث : "جاءَ رَجُلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أَكَلْتُ وَشَربت ناسيًا وأنا صائمٌ، فقال: أَطْعَمَكَ اللهُ وَسَقَاكَ" (رواهُ أَبُو دَاوُدَ والنَّسائيُّ والدارَقُطنيُّ والترمذيُّ) .
فهذه النصوص تَدُلُّ دَلالةً واضحةً على أَنَّ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ ناسيًا، فلا قضاء عليه ولا كفارة، وصومُه صحيحٌ، سواءٌ كان فرضًا كَصَوْمِ رمضان، أَوْ كان تطوُّعًا، وهو الموافِقُ لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} ، وقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وقد ثَبَتَ في الصحيح أنَّ الله أجاب هذا الدعاء، وقال صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ الله وَضَعَ عن أُمَّتِي الخَطَأَ والنِّسيانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" (رواه ابن ماجه والبيهقيُّ) وغيرُهما عنِ ابْنِ عبَّاسٍ .