يجهلها الكثير.. مفكر إسلامي يوضح حكمة تشريع عبادة الصوم
قال الدكتور عبد الكريم الخطيب المفكر الإسلامي، إن العبادات ليست صورا من الأقوال والأفعال وإنما هى خفقات قلوب ونبضات مشاعر؛ وذلك كله مما تبعثه تلك العبادات فى كيان الإنسان من استعلاء على شهوات الجسد وتشوقاً إلى الملأ الأعلى وترفعاً من عالم التراب وخروجاً من سلطان الشيطان وتسلطه على أوليائه الذين يقول الله فيهم (واتل عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
وأوضح "الخطيب" في برنامج (حديث الصيام)عبر إذاعة القرآن الكريم، أن العبادات من صلاة وزكاة وحج وصوم هى زكاة للأرواح وطهارة للقلوب وسمواً بالإنسان إلى الملأ الأعلى إلا أن للصيام فى هذا المقام دوراً بارزاً واثراً طيباً كريماً؛ فمن الجسد وشهواته يكون بلاء الإنسان وشقائه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن؛ وذلك لأن جميع الأمراض الجسدية والنفسية ترجع فى معظمها إلى كترة الطعام واتخام المعدة كما قيل البطنة رأس الداء والحمية رأس الدواء وكما قيل البطنة تُذهب الفطنة وكما قال المتنبى وقد أصيب بالحمى يقول لى الطبيب أكلت شيئا ً وداؤك فى شرابك والطعام.
موضحا أنه إذا كان الله تعبدنا كل عام بصيام شهر واحد وهو شهر رمضان لكى نخفف فى هذا الشهر من شهوة الطعام والشراب سلامة لأجسادنا وحفاظاً على قوة إرادتنا فإن من السفاهة الا نأخذ بهذا التوجية الألهى بالصيام وحكمتة بكسر شهوات النفس وتأديبها بالحرمان مما تشتهى فمن يجعلون كل ليالى رمضان انتقالاً من طعام الى طعام فما أكثر العلل الجسدية التى نزلت بهم وما أكثر الخير الذى فاتهم.