وزير أردني يكشف علاقة قضية الفتنة بصفقة القرن
رأى صخر دودين، وزير الدولة الأردني لشئون الإعلام والاتصال، أن أهم ما تضمنته قضية "الفتنة" التي ارتبطت بالأمير حمزة بن الحسين أن فيها شيئا من "التعدي على الدستور" الأردني.
وقال دودين في مقابلة مع موقع شبكة "سي إن إن" إن "الأردن يتبع سياسة تدوير الزوايا الحادة" في التعامل مع الدول والجهات الخارجية التي يرتبط معها بعلاقات دبلوماسية وسياسية، وبذات الوقت كانت أطرافا "فاعلة" في تلك الأزمة، رابطا الأمر بموقف الأردن من "صفقة القرن".
وعلقت الشبكة الإخبارية الأمريكية قائلة إن الأردن يتجنب "تسمية الجهات والدول الخارجية التي شاركت في هذه الأزمة رغم ذكر بعضها في اللقاءات السياسية المغلقة".
وشدد دودين في هذا السياق قائلا: "نحن ندرك تماما أن صفقة القرن، شكلت للأردن جبهة خارجية لم تكن راضية عن موقفه في ذلك الوقت. والأردن بخلاف ذلك تعوّد دائما في التعامل مع جميع الأطراف، أن يكون على مسافة واحدة وأن يدوّر الزوايا الحادة في علاقاته الخارجية. نحن دولة محاطة بدول جوار وهناك قوى إقليمية محيطة ووضع الأردن حساس بينها، ومن الحصافة أن يبقى موقف الأردن كبيت الشعر الذي يقول: وفي النفس حاجات وفيك فطانة سكوتي، عندنا بيان وخطاب"، مضيفا إشارته إلى أن "المسكوت عنه مهم كما هو المتاح والمباح".
وحول دور الأمير حمزة، ولي العهد السابق والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، الفعلي في الأزمة، في وقت نفى فيه رئيس الوزراء بشر الخصاونة في لقاءاته مع مجلس الأمة أن يكون "انقلابا" على الحكم، قال وزير الدولة الأردني لشئون الإعلام إن "جلالة الملك في لقائه الأخير مع الشخصيات العامة الذي وجه فيه للصّفح، قال بأن هذه الفتنة وئدت قبل أن يتاح لها أن تتحول إلى فعل على أرض الواقع، كان هناك تخطيط وتفكير وتدبير لشيء، وعندما يتم وأده لن يصل إلى ما يسمى محاولة انقلاب، لكنه محاولة لزعزعة الوضع القائم، وأهم ما فيه أن فيه شيء من التعدي على الدستور الأردني".
وأكد دودين أن الأمير حمزة "في رعاية جلالة الملك المعظم وهذه الكلمة تكفي.. هو في بيته، يتنقل بين أهله وأسرته ووضعه طبيعي جدا. لا يوجد عليه أي قيود من هذه الناحية".
إلى ذلك، رأى وزير الدولة الأردني أن "هجوم الإعلام الغربي"، على المملكة كان جزءا من "الفتنة"، مضيفا قوله إن "الهجمة الخارجية التي تعرض لها الأردن كبيرة وممنهجة وليست وليدة اللحظة، وواضح أنه خطط لها ودبر لأن تكون بهذا الحجم".
ونُقل عن دودين، الذي دخل إلى حكومة الخصاونة في مارس المنصرم إثر تعديل وزاري هو الثاني، قوله أيضا إن "أطرافا شاركت في الفتنة من الخارج كما في الداخل، ترافق مع ضخ إعلامي كبير من صحف بعينها أو من صحفيين بعينهم أو من ذباب الكتروني، للتشويش على مجريات مواقع التواصل وخلق انطباعات غير حقيقية ومشككة برواية الدولة الأردنية".
وأفاد بهذا الشأن بأن "حملة التشويش استمرت نحو أسبوع تخللها إطلاق هاشتاغات مثل، أين الأمير حمزة، حتى خفتت عند ظهوره أمام الرأي العام برفقة العاهل اﻷردني في زيارة اﻷضرحة الملكية".
وتابع وزير الدولة الأردني لشئون الإعلام والاتصال في هذا السياق قائلا: "صحيح أننا تعرضنا لكل هذا التشويه في الصحافة الغربية، بالمقابل كان هناك دعم كبير، ولكن هذا يقتضي منا العمل على إعادة بناء جسورنا التي شعرنا بأنها قد خدشت في تلك الفترة ولابد أيضا من إعادة الوصل مع الناس لوضعهم في صورة الحقيقة الموجودة"، لافتا إلى حجم الدعم الكبير الذي تلقاه الأردن سياسيا من زعماء العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته وزعماء الدول العربية.
وذكر الموقع الإلكتروني العربي لشبكة "سي إن ن" أن وزير الدولة الأردني تحفظ على تسمية "المعارضة الخارجية" كانت وردت في سؤال عن دورها، وقال بهذا الشأن: "لا أرى بأن هناك ما اسمه معارضة خارجية، هناك مطبّلون ناعقون سمهم ما شئت راكبون لموجات، لا أعتقد أنه من الحصافة أن نسميهم معارضة لكن للأسف، أي صوت خارجي نشاز يغرّد ضد الأردن يستغل مثل هذه المواقف".
وتطرق الوزير إلى ما وصفه "بالحسابات" التي أنشئت في فترة الأزمة، والتي تجاوزت 120 ألف حساب، موضحا أن "ما يدلل على أن هناك جهات فاعلة وقادرة على التواصل بالشكل الكبير الذي من شأنه أن يغيّر ذهنية الشعب والشارع الاردني".
ورأى دودين أن المطلوب مما جرى كان "أن نشهد زعزعة للأمن الداخلي بليلة، ولكن حكمة القيادة التي تعاملت بشكل حصيف وهادئ تجلت أيضا في الصفح الملكي عن المغرر بهم، ومن ضللوا في هذا الأمر، وبقي الحكم على الآخرين الذين اعتبرتهم البيّنات الأولى من المحرّضين"، في إشارة منه، وفق الموقع، إلى الموقوفين رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.