نصائح لمرضي السكر المسنين للحفاظ على صحة أفضل
أصبح مرض السكر من أكثر المشاكل الصحية المقلقة عند المسنين على مستوى العالم، حيث بلغت أعداد الإصابات في الفئة العمرية فوق ٦٥ عام نحو ١٢٣ مليون عام ٢٠١٧، ومن المتوقع أن تتضاعف بحلول عام ٢٠٤٥، فيما بلغ عدد الوفيات الناجمة عن السكر بين كبار السن أكثر من ٣ ملايين مصاب في نفس العام، وذلك لازدياد وتيرة أمراض القلب والشرايين المركزية والطرفية والصدمات المخية والاعتلالات الكلوية، وتقدم شركة "ام.اس.دي. مصر" نصائح لمرضى السكر بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان الكريم للتوعية بالمرض وكيفية إدارته.
يوضح الدكتور مصباح السيد كامل، استشاري السكر والأمراض الباطنية وعضو مجلس إدارة جمعية صعيد مصر السكرى، أن المشكلات الصحية عند المسنين المصابين بالسكر، تتضمن ارتفاع مخاطر إصابات الشيخوخة مثل هشاشة العظام ، السقوط المتكرر، الكسور، ضعف الذاكرة، سلس البول، بالإضافة إلى مخاطر الأعراض الجانبية للأدوية الكثيرة للأمراض المصاحبة ووجود تفاعلات جانبية لتلك العقاقير، لافتا إلى تزايد المخاطر الصحية بتقدم العمر، بسبب زيادة إفراز عوامل الالتهابات، وزيادة الأكسدة، ووهن البنكرياس، وتناقص الحساسية للأنسولين، مما يؤدي إلى صعوبة ضبط مستوى السكر وحدوث الاعتلالات الوعائية والقلبية والكلوية، وكل ذلك يؤثر تأثيرا مباشرا على جودة الحياة ويتداخل مع الأدوية، وهو ما يجعل التحكم بالسكري عند المسنين يمثل تحديا كبيرا.
أضاف "كامل" أن هناك تباين في توصيات المنظمات العلمية الدولية فيما يخص المسنين من مرضى السكر، حيث يوصى البعض بأن نسبة السكر التراكمي يجب ان تكون فى حدود ٧ـ٨ مجم لكل ديسيلتر من الدم، ويرى البعض الآخر أن النسبة الأمثل في حدود ٥ـ٦ مجم لكل ديسيلتر ما لم يكن هناك احتمال لهبوط السكر، ولكن الأرجح أن يكون المستهدف مخصصا حسب ظروف المريض الخاصة وما يعانيه من أمراض مصاحبة، كما يُراعى استعمال الأدوية التى تجعل المريض أقل عرضة لنوبات الهبوط أو حدوث أضرار جانبية تؤثر على وظائف الأعضاء، وبصفة عامة فإن اتباع سياسة علاجية متوازنة بدون إفراط في الضبط.
لفت استشاري السكر والأمراض الباطنية إلى أن كبار السن أكثر عرضة لنوبات هبوط السكر، كنتيجة لضعف ردة الفعل الوظيفية ومن جهة أخرى تتسبب نوبات هبوط السكر فى اضطراب الإدراك والوعى لدى المسنين وزيادة المضاعفات والوفيات، كما تتزايد احتمالية الهبوط باستعمال الأنسولين ومركبات السلفا، خاصة طويلة المفعول، ووجود قصور فى وظائف الكلى وضعف ردة الفعل المضادة لتقدم العمر والجفاف وكثرة استعمال الأدوية وتداخلاتها، وهو ما يجب أخذه فى الاعتبار عند وضع الخطة العلاجية للمسنين، كما يجب توعية المريض والمحيطين به بهذه الاحتمالية وكيفية التصرف عند حدوثها، حيث أظهرت الدراسات القليلة التي شملت من هم فوق الستين من مرضى السكر، أن الحرص الزائد عن الحد على ضبط السكر يمكن أن يأتى بنتيجة سلبية على الصحة العامة وجودة الحياة بالنسبة للمسنين.
شدد الدكتور مصباح السيد كامل على الاهتمام بالتشخيص المبكر، خاصة أن الخلل في السكر عند كبار السن غالبا ما يكون بعد الوجبات، وهو ما يجب مراعاته عند التشخيص وعدم الاقتصار على السكر الصائم، كما يجب تقييم كل حالة على حدى، مع الأخذ في الاعتبار الكفاءة الوظيفية للجسم خاصة النواحي الذهنية والتركيز ووجود مضاعفات مصاحبة، مثل اعتلال الكلى والجهاز الدوري، وأيضا الحالة الاجتماعية والاقتصادية ووجود الرعاية الصحية من العائلة من عدمه وكذلك رغبات المريض، موضحا أهمية التثقيف الصحي للمريض والمحيطين به مع التركيز على تحاشى نوبات الهبوط وكيفية معالجتها وكيفية تعاطي الأنسولين ـ إن وجدت ـ والمحافظة على ممارسة الرياضة لبعض الوقت، مع اصطحاب رفيق عند التريض.
ونصح "كامل" باستعمال العلاجات الخافضة للسكر التي تقل فيها احتمالية الهبوط، مثل الأدوية الحديثة، مع تجنب استعمال مركبات السلفونيل يوريا طويلة المفعول، وكذلك مثبطات الصوديوم والجلوكوز فى حالة الجفاف أو عدم انتظام الوجبات، وتعتبر مثبطات الداببتيديز مثل السياجلبتين (جانوفيا وجانيوميت) والفيداجليبتين (جلفس وجلفس ميت) وكذلك الأنسولينات الحديثة وضابطات الجلوكاجون مناسبة حسب الحالة.