يجب التركيز على المصالح المتبادلة..تركيا تغازل أمريكا
أوضح السفير التركي الجديد لدى واشنطن، حسن مراد مرجان، اليوم الأحد، أنه من الطبيعي أن تشهد العلاقات التركية الأمريكية فترات تراجع وتقدم وفقاً للتطورات، إلا أنه يجب التركيز على المصالح المتبادلة والمشتركة عند النظر إلى العلاقات على المدى الطويل.
وشدد مرجان في حوار مع وكالة «الأناضول» على أنه يجب ألا "تسمم" الخلافات بين البلدين، علاقات التعاون القائمة بينهما في بقية المجالات.
وأكد السفير على أهمية النظر إلى العلاقات، نظرة واقعية وبإيجابية في الوقت نفسه، والعمل على تعزيز التعاون في المجالات التي يمكن أن تتحقق بها المنفعة المشتركة للبلدين. وأضاف أن الولايات المتحدة، دولة تسعى للتأثير على السياسة الدولية، وتهدف لأن تكون صاحبة كلمة في المواضيع الإقليمية، كما أن تركيا دولة قوية جدًا في المنطقة من الناحية العسكرية والاقتصادية وبمواردها البشرية وموروثها الثقافي.
وأشار إلى أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن شهدت فترات تراجع وازدهار منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، وأنه من الطبيعي أن تحدث مثل هذه التقلبات في العلاقات إلا أنه يجب التركيز أكثر على الملفات التي يمكن تعزيز التعاون بها.
وتابع «سنواصل الحديث عن المشاكل القائمة، إلا أنه يجب ألا نسمح لها بأن "تسمم" مجالات التعاون الأخرى بيننا». كما لفت إلى أن التعاون الرامي إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الإقليميين القائم على المصالح المشتركة، مهم لكلا البلدين، وإلى أن التركيز على مجالات التعاون سيساعد على إعادة بناء الثقة بينهما.
وقال مرجان إن أهمية تركيا بالنسبة للولايات المتحدة تتغير طبقاً لنظرة واشنطن ومدى فاعليتها في السياسة الدولية. واستطرد لو أن الولايات المتحدة ستنغلق على نفسها وتواصل وجودها فقط بالقارة الأمريكية، عندئذ لن تكون تركيا ذات أهمية بالنسبة لها. أما إذا رغبت في مواصلة وجودها بالشرق الأوسط وأوروبا، ورغبت في أن يكون لها تأثير على سياسات المنطقة فعندئذ سترى أن تركيا من أهم الدول في المنطقة، ودولة لا غنى عنها .
وأفاد مرجان بأن توازنات جديدة ستظهر عقب انتهاء جائحة كورونا، وأنه من المؤكد أن أهمية تركيا في المنطقة ستكون أكثر من السابق. وشدد على أن واشنطن تدرك جيداً أهمية أنقرة، وأن إدارة جو بايدن تولي أهمية أكثر من أي وقت سبق للتحالف العابر للأطلسي.
وشدد السفير التركي أن التعاون بين الدول، والتضامن عبر الأطلسي أصبح أهم من أي وقت مضى. ويبدو أن إدارة بايدن أدركت ذلك جيداً ويتضح هذا جلياً في تصريحات الإدارة الأمريكية. لذلك يجب علينا اليوم بدلاً من التركيز على الحديث عن الخلافات، أن نركز أكثر على الحديث عن القيم المشتركة وعن السلام والاستقرار في العالم، وعما يمكن القيام به من أجل تحقيق السلام بالمنطقة. لأن الحديث عن الخلافات يهدر طاقتنا دون فائدة".