ما الحكمة من استخدام التراب بديل عن الماء في«التيمم»؟ .. اعرف الإجابة
ورد إلى برنامج (بريد الإسلام) عبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمع يقول فيها: أريد معرفة كيفية التيمم، وما هي الحكمة من استخدام التراب بدلا عن الماء؟
وأجاب الدكتور عبد المنعم أحمد سلطان أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة المنوفية قائلا إن من فرائض التيمم هو استحضارالنية، ومسح الوجه واليدين، ويرى بعض الفقهاء مسح الوجه والكفين إلي الرسغين، أي نهاية الكفين، بضربة واحدة على صعيد طاهر من التراب أو الرمل أو الحجر، أما جمهور الفقهاء فيرون أن التيمم ضربتان يمسح بهما الوجه واليدين إلي المرفقين كما في الوضوء، وخروجا من الخلاف من المستحب الأخذ برأي الجمهور الضربتين وهذا الأولي وأخذا بالاحتياط.
وأضاف أنه ينبغي عند التيمم نزع الساعة والخاتم والسوار، أو يمكن تحريكهاعند مذهب الحنفية لأن الفرض هو المسح.
وأوضح أن المسلم مأمور بطاعة الله عز وجل فيما أمر به واجتناب ما نهى عنه سبحانه وتعالى سواء عرف الحكمة منه أو لم يعرفها، حيث شرع التيمم عند عدم وجود ماء للتطهر من أجل الصلاة. يقول الله عز وجل"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)".
وأضاف أن الحكمة من جعل التراب بديلا عن الماء تظهر في عدة أمور، ومنها؛ التخفيف من الله عز وجل ورفع الحرج عن المكلفين في أداء العبادات، حيث جعل سبحانه وتعالى التراب عوضا عن الماء لئلا يكون لإنسان عذر في عدم الصلاة، كما أن التراب لا يخلو منه مكان ومن التراب خلق الإنسان، كذلك إخضاع للنفس الأمارة بالسوء بوضع التراب على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء، أيضا إظهار الامتثال لأوامر الله عز وجل بمسح الوجه واليدين بالتراب عند التيمم، كذلك بيان فضل اختصت به أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أن التيمم لم يشرع في الأمم السابقة وهو رخصة من الله عز وجل حتى لا يجهد عباده في الحصول على الماء لأداء الفريضة، وأخيرا إظهار لرحمة الخالق عز وجل بعباده حيث جعل سبحانه التيمم لبعض الأعضاء وليس جميع الأعضاء كما في الوضوء، لما في المسح بالتراب على جميع الأعضاء من حرج شديد سواء في الحدث الأصغر أو الأكبر.
و لفت أنه يجوز للمريض المسح على الحائط إن كان به تراب أو غبار، فيجوز التيمم عليه لأداء الصلاة.
جدير بالذكر أن المتيمم يصلى بهذا التيمم النافلة والفريضة، الحاضرة والمستقبلة، ما دام على طهارة حتى يحدث، أو يجد الماء إن كان عادما له، أو حتى يستطيع استعماله إذا كان عاجزًا عن استعماله، فالتيمم طهور يقوم مقام الماء، كما سماه النبي ﷺ طهورا.
و قد شرع الله سبحانه وتعالى الطهارةَ من الحَدَثَين الأصغر والأكبر، وجعلها شرطًا لصحة الصلاة والطواف ومسِّ المصحف وحمله، والطهارة إنما تكون بالماء الذي أنزله الله لنا طهورًا، إلا أن المسلم قد يتعذر عليه استعمالُ الماء؛ إما لفقده، أو بُعده، أو لمرض يمنع من استعماله، فمن يسر الإسلام وسماحته أنه شرع التيممَ بالتراب الطاهر عِوَضًا عن الوُضوء أو الغُسل، حتى لا يُحرم المسلم من بركة العبادة.، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إنما كان يكفيك هكذا: فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض، ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكَفَّيْه" رواه البخاري ومسلم .