الأزهر يوجه صفعة للمواقع الإباحية والمروجة للتطرف والعنف

الموجز

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن تنظيم كلية الإعلام مؤتمرها الدولي الثاني بعنوان: "وسائل الإعلام ودورها في تحقيق السلم المجتمعي والأخوة الإنسانية" دليل على أن الكلية متفاعلة ومواكبة لما يجري على الساحة من حراك اجتماعي وإعلامي وديني، متوقعا أن يحمل هذا المؤتمر الكثير من المضامين والمفاهيم التي تحتاج إليها الأمة، خاصة في ظل ما تشهده الساحة الإعلامية من تحديات تهدد الاستقرار وتشيع الفوضى، ناقلا في الوقت ذاته تحيات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، لكل القائمين على تنظيم المؤتمر وجميع الباحثين المشاركين فيه، وتمنياته بأن يحقق هذا المؤتمر أهدافه المنشودة.

وأشار وكيل الأزهر خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن الإعلام قادر على التأثير في عقول الناس وقلوبهم، ومن ثم في سلوكياتهم واتجاهاتهم، مؤكدا أن الاعتماد على الإعلام البصير الصادق أصبح ضرورة لا غنى عنها، وهو ما أكد عليه الشرع الحنيف بأن المسلم عليه أن يتحرى ما يتلفظ به؛ لأن كلامه مسجل عليه، ومؤاخذ به، قال الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».

وأضاف وكيل الأزهر أنه إذا كانت وسائل الإعلام في متناول أيدينا، وملء بيوتنا؛ بل وجيوبنا، فينبغي أن تكون هذه الوفرة دافعا إلى مزيد من التقدم والتحضر والرقي؛ ولكن بعض الناس للأسف اتخذ وسائل الإعلام منصة لنشر شائعات أو أخبار أو صور أو فيديوهات، دون التأكد من صحة ما تحتويه، أو البحث في مآلات نشره، وآثاره على السلم العام والأمن والاقتصاد وزعزعة فكر الناس وتزييف وعيهم، فضلا عما يجري فيها من تلاسن يأباه النبلاء والعقلاء.

وحذر وكيل الأزهر من مخاطر انتشار الشائعات، على الأوطان ومؤسسات الدولة، موصيا المؤسسات التعليمية والدعوية والاجتماعية والإعلامية بوضع البرامج المناسبة للحد من الشائعات وآثارها السلبية، كما حذر من انتشار الفن الذي يضر المجتمع، مع الإشادة بالأعمال الفنية الهادفة التي ترسخ القيم المجتمعية والأخلاقية، وتنشر الفضيلة، والعمل على تقديم قدوات صالحة ومفيدة للشباب بدلا من تقديم المجرمين والمفسدين في صورة جذابة ومرحة تقتل في نفوس الشباب الإحساس بجرم المعصية.

وأكد وكيل الأزهر على أهمية مراقبته، وحجب ما يضر من مواقع تروج للتطرف والعنف، وتنشر الفواحش والإباحية، والدعاية الوهمية التي تستغل الناس، والعمل على منع الألعاب الإلكترونية التي تتسبب في الأمراض النفسية وتدفع البعض إلى الانتحار، كذلك يجب منع غير المتخصصين، وغير المؤهلين من التحدث في الشأن الديني وخاصة الشأن العام، وسن العقوبات الزاجرة والرادعة للمتجاوزين في هذا الشأن.

ويناقش المؤتمر دور وسائل الإعلام في تحقيق السلم المجتمعي والأخوة الإنسانية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي الشباب المصري بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس، واستخدام منصات التواصل في تحقيق التعايش السلمي، فضلًا عن دور المنصات الإلكترونية في مكافحة التطرف والإرهاب والشائعات، وتعزيز قيم المواطنة، كما يقيم المؤتمر الأداء الإعلامى لبعض المواقع الإخبارية من خلال رصد مدى التزامها بالمعايير الإنسانية في التغطيات الإخبارية.

تم نسخ الرابط