تعرض للتنمر وحاول الإنتحار في كواليسه.. ونور الشريف خطف منه البطولة.. فيلم شهير عكر صفو حياة أحمد زكى وكاد أن يتسبب في رحيله
تحل اليوم ذكرى وفاة إمبراطور السينما المصرية أحمد زكى الذي عُرف بموهبته الكبيرة وقدرته على انتحال الشخصيات ببراعة شديدة، فعلي مدار 30 عامًا أبهر النمر الأسود الجماهير بأدواره الهزلية والرومانسية والمأساوية على المسرح والسينما والدراما.
حيث بدأ الفنان الراحل حياته الفنية من خلال الدور الذي جسده في فيلم "ولدي" أمام الفنان فريد شوقي عام 1972 عقب إنهاء دراسته في معهد عالي للسينما وانطلق في مشواره الفني ليقدم العديد من الأدوار الخالدة في السينما والتليفزيون منها فيلم: "بدور وشفيقة ومتولي والهروب وموعد على العشاء وأنا لا أكذب ولكني أتجمل والاحتياط واجب والبرئ وضد الحكومة وأربعة في مهمة رسمية مستر كاراتيه و أيام السادات ومعالي الوزير و اضحك الصورة تطلع حلوة وسواق الهانم و استاكوزا وامرأة واحدة لا تكفي والبيضة والحجر والبية البواب والراقصة والطبال زوجة رجل مهم و المدمن".
تزوج زكي من الفنانة الراحلة هالة فؤاد عام 1938 عقب قصة حب وكلل الله زواجهما بابنهما الوحيد هيثم وانفصلا عقب فترة قصيرة من زواجهما بسبب حبها للفن ورغبة زكي في اعتزالها وتفرغها لتربية ابنهما الوحيد، ولذلك لأنه نشأة يتيما فأراد أن يعوض ابنه عن كل ما فقده في طفولته ولكنها سرعان ما تزوجت بعد طلاقها من رجل الأعمال عز الدين بركات وأنجبت منه ابنها رامي و اعتزلت التمثيل وارتدت الحجاب.
وللفنان الراحل الكثير من الحكايات المشوقة وراء الكواليس منذ دخوله الوسط الفني، ومن أبرزها عندما شارك زكى بدور صغير في فيلم "أبناء الصمت" 1974، إلى أن تم اختياره لبطولة فيلم "الكرنك" 1975، ولكن رفضه المنتج رمسيس نجيب، بعد أن بدأ التحضير للفيلم، لكونه أسمر اللون وشعره أجعد، معتبرًا أن وقوفه كحبيب أمام سعاد حسني، سيكون غير مقنع على الإطلاق للمشاهدين، وسيعرقل تسويق الفيلم، وهو ما أكده الموزع حسين الصباح، فاعتذر له السيناريست ممدوح الليثي، قائلًا له: "الموزعين اليومين دول يا أحمد بيتحكموا في السينما المصرية".
وعقب ذلك، اختار المخرج علي بدرخان الفنان نور الشريف لتقديم الدور، وعلى إثر ذلك حاول أحمد زكى الانتحار وضرب جبهته بكوب زجاجي ما أدى لجرحها، حسب رواية الإعلامي عمرو الليثي، وتحدث عن ذلك أيضا الفنان الراحل جميل راتب في حوار له حيث قال: "أنا وأحمد زكي كنا مطلوبين للفيلم بأدوار بطولة، طلبوني وطلبوا أحمد زكي، وبعد ما مضيت وعملت بروفات الملابس، المنتجين غيّروا رأيهم عشان إحنا مش نجوم كبار، وخدوا نور الشريف مكان أحمد زكي، وأخدوا مكاني كمال الشناوي، وبسبب كده حاول أحمد ينتحر، والموقف ده أثر عليه كتير".
ورحل النمر الأسود عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام ٢٠٠٥ إثر صراع طويل للغاية مع مرض سرطان الرئة نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها، وتم علاجه على نفقة الدولة في الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامه إلا أنه طلب من المحيطين به التكتم على الخبر.