”عاش خائنًا ومات غريبًا”.. حكاية عبدالغني قمر الذي هرب من مصر وهاجم رئيسها في إذاعات خارجية
أزمة كبيرة وصراعات عاشها الفنان الراحل عبدالغني قمر شقيق الكاتب الراحل بهجت قمر وعم الشاعر أيمن بهجت قمر، والذي اشتهر بأدوار الشر والكوميديا، كما كانت له بعض التجارب في التأليف والإخراج، ولكنه قرر فجأة إنهاء هذه المسيرة الفنية والتفرغ لمهاجمة الرئيس الراحل محمد أنور السادات من إذاعات خارجية، حتى وفاته عام 1981.
ولد الراحل عبد الغني قمر في 18 ديسمبر 1921، بمحافظة الإسكندرية، وحصل على المعهد العالي للتمثيل عام 1950، ممثل ومخرج سينمائي، وعمل بالإذاعة، وانضم إلى أكثر من فرقة مسرحية، إلى جانب عمله كموظف بمصلحة الجمارك، ومن أشهر أدواره "النجعاوي" في فيلم "30 يوم في السجن" و"تاجر العبيد" في فيلم "رابعة العدوية" و"عبد السميع وهدان" في فيلم "البوسطجي" وغيرها.
وكان على خلاف مع نظام الرئيس محمد أنور السادات، وبسبب مواقفه السياسية، غادر مصر، والتحق بإذاعة أسستها قوات الاحتلال البريطاني بقبرص وهي "صوت مصر الحرة" عام 1958، والتي ظهرت في 28 يوليو 1956، مع العدوان الثلاثي على مصر وكانت تلقى دعما فرنسيا بريطانيا.
وهاجم قمر من خلال هذه الإذاعة النظام المصري، وأثار البلبلة في البلاد، وشحن المواطنين ضد وطنهم، وبعد إغلاق إذاعة "صوت مصر الحرة" التابعة لبريطانيا، سافر عبد الغني للعراق، مستغلا الخلاف الذي نشب بين مصر والعراق على خلفية معاهدة "كامب ديفيد"، وزيارة السادات للقدس ومعارضة أغلب الدول العربية له وعلى رأسهم صدام حسين فى العراق.
أسس صدام حسين وقتها إذاعة "صوت مصر العروبة" وشارك فيها قمر إلى جانب عدد من الفنانين المعارضين للموقف المصري، وبدأ في تقديم برنامجًا للهجوم على السادات وزوجته ومواقفه السياسية.
وتوفى عبد الغني قمر الذي وصفه المؤلف بهجت قمر بوصف قاسي بعد وفاته قائلا "عاش خائنًا ومات غريبًا".