”القطار انقذه من موت محقق”.. حكاية الحادث المأسوي الذي هدد حياة كمال الشناوي
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
ويعتبر الفنان كمال الشناوي من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الغريبة التي ظل يحكى عنها لسنوات طويلة، حيث كشف الشناوى في إحدي حوارته النادرة عن أحد المواقف الصعبة الذي كانت ستتسبب في وفاته ولكن القدر أنقذها من الموت بأعجوبة.
حيث قال كمال الشناوي في إحدي حوارته النادرة إن عمله فى أحد الأفلام كان يقتضى سفر فريق العمل إلى إحدى القرى لتصوير بعض المناظر، وكان ذلك فى فصل الشتاء، واتفق فريق العمل على السفر فى الصباح الباكر بالسيارات إلى القرية التى يتم فيها التصوير، لكن الشناوى عارض فكرة السفر بالسيارات فى الطرق الزراعية خوفا من الحوادث التى كانت تقع نتيجة لسوء الأحوال الجوية، وسقوط الأمطار الشديدة.
وأضاف الشناوي قائلًا: "أصر منتج الفيلم على أني أسافر بالسيارة، وأصررت أنا على أن أسافر بالقطار وأنزل فى محطة قريبة من القرية وتنقلنى سيارة بعدها إلى مكان التصوير، وحدث خلاف بينى وبين المنتج وصل إلى أنه أرسل لى برقية ينذرنى فيها باتخاذ الإجراءات القانونية إذا تأخرت عن الموعد المحدد للتصوير فى القرية، وفى صباح اليوم التالى ركبت القطار ووصلت إلى المحطة، ثم ركبت سيارة نقلتنى إلى مكان التصوير، وجلست نحو 5 ساعات أنتظر باقى زملائى الذين استقلوا السيارات فى طريق الوصول للقرية".
وحدث الذي كان متوقعه الشناوي فعندما وصل مدير الإنتاج ومعه بعض العاملين بالفيلم أخبر كمال الشناوى بأن حادثاً وقع لهم فى الطريق وغرست سيارتهم فى الوحل الناتج عن الأمطار واصطدمت بهم سيارة نقل كبيرة بسبب الضباب، وأصيب فريق العمل بالعديد من الإصابات، وتعطل العمل بالفيلم لمدة 10 أيام، وعلق الشناوي على الأمر قائلًا: "جاءنى المنتج يعتذر عن برقية الإنذار التى أرسلها لى وتمنى لو أنه كان سمع كلامى وسافر الجميع بالقطار، لكنها الأقدار التى شاءت ان يتعطل الفيلم وأن أنجو من هذا الحادث".
ولد كمال الشناوي في ٢٦ ديسمبر عام ١٩٢١ بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وعاش مع عائلته لفترة قصيرة ثم انتقل للعيش بالقاهرة بحي السيدة زينب، حيث ألتحق بكلية التربية الفنية جامعة حلوان وعمل مدرس رسم لمدة عامين لحبه الشديد للفن التشكيلي والتصوير.
ثم ألتحق بمعهد الموسيقى العربية، واكتشفه الفنان زكي طليمات بعدما أعُجب بأدائه في مسرحيات الجامعة، وقدم أول تجاربه التمثيلية من خلال فيلم "غني حرب" عام ١٩٨٤، ومن هنا توالت أعماله بين السينما والدراما، وشارك الشناوي في العديد من الثنائيات الناجحة التي تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن، وأشهر هذه الثنائيات كانت مع إسماعيل ياسين وفاتن حمامة وشادية، وغيرهم.
تزوج "رمز الرومانسية" خلال حياته خمس مرات فالأولي كانت من عفاف شاكر هي شقيقة الفنانة شادية، وفي عام ١٩٤٧، شاركت كمال الشناوى في بطولة فيلم "غني حرب"، وفي الكواليس نشأت علاقة حب بينهما انتهت بالزواج الذي لم يستمر سوى ثلاث سنوات فقط.
كما وقعت الفنانة ناهد شريف فى غرام كمال الشناوى أثناء لقائهما معا لأول مرة فى فيلم "تحت سماء المدينة"، لكنه تجاهلها لأنه كان متزوجًا فى ذلك الوقت فقررت ناهد الإبتعاد عنه، لكن لم تتحمل ناهد إخفاء مشاعرها تجاهه فقررت أن تطارده وبالفعل بدأت فى التقرب منه، وفى يوم من الأيام طلبت منه أن تقابله فوافق وذهب إليها ثم سألته: "لماذا طلب الزواج يكون من قبل الرجل وليس المرأة؟ "، فأجابها لأن فى هذا تكريماً لها ليكون لها حرية القبول أو الرفض.
ففهم كمال الشناوى انها تريد أن تتزوجه لكن لم يرد عليها فى هذه المقابلة وأكد لها أنه متزوج ولا يريد أن يهدم أسرته، ولم يستمر رفضه لها وقتًا طويلًا فكان حبها بدأ يكبر بداخله فأتصل بها وقال إنه يريد أن يتزوجها بشرط أن يكون زواجهما فى السر وبالفعل وافقت ناهد لشده حبها له.
حيث تزوجها عام ١٩٧٣ وأنتج لها فيلم "نساء الليل" الذى عمل فيه معها وظهرت عليهما ملامح الحب وأثارت الشكوك حول علاقتهما، واستمر زواجهما لمدة ستة سنوات وبعدها طلبت ناهد الإنفصال لعدم تحملها أن تكون زوجة ثانية أكثر من ذلك فوافق كمال الشناوى على طلبها ولكنها أصيبت بالصدمة لعدم تمسكه بها.
عرفت الفنانة هاجر حمدي باسم الراقصة المثقفة، وهذا ما لفت أنظار الشناوي لها، ونشأت بينهما قصة حب في كواليس فيلم "حمامة السلام"، انتهت بالزواج، وطلب منها الشناوي اعتزال الفن، وقد اعتزلت بالفعل من أجله وأنجبت منه إبنهما محمد واستمر زواجهما عدة سنوات ولكنه إنفصل عنها أيضًا، كما تزوج الفنان الراحل من زيزي الدجوي، خالة الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب، وأنجب منها عمر وإيمان، ولم تستمر هذه الزيجة كثيرًا وانتهت بالطلاق.
وفي مشهد مأساوي، ودع كمال الشناوي الحياة من فوق كرسي متحرك، بعد أن أقعدته الشيخوخة، وفي عام ٢٠١١ لفظ الفنان "دنجوان السينما المصرية" أنفاسه الأخيرة، بعد مشوار فني دام ٦٢ عامًا، عن عمر يناهز ٨٩ عامًا.