كان سببًا في صعوده لسماء النجومية ولم يتخلى عنه بعد شهرته.. حكاية حذاء فريد الأطرش الذي يعتبره تميمة حظه

فريد الأطرش
فريد الأطرش

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والغريبة التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة، وكان لهؤلاء النجوم بعض الأشياء التى يتفائلون بها وأخرى يتشائمون منها.

وكان من بينهم الفنان الراحل فريد الأطرش الذي كان يتفاءل بالحذاء ذو اللون الأبيض وظهر فى العديد من الأفلام وهو يرتدى هذا الحذاء، حيث قال في إحدي حوارته النادرة: "كنت فى بداية حياتى الفنية لا أملك سوى حذاء واحد أبيض اللون، إذا جاء الصيف أضفى على لون من الأناقة، وإذا جاء الشتاء أضفى على لوناً من الصعلكة لأنى لا أملك غيره، ولا استطيع شراء حذاء أخر".


وأضاف: "وكان هذا الحذاء وفيًا فلم يتخل عنى إلا بعد أن بدأ الفقر يتخلى عنى واستطعت أن أشترى غيره واحتفظت به إعزازًا لوفائه وتقديرًا وتكريمًا لما تحمله معى من دوخة ولف ودوران من مشرق الأرض إلى مغربها، وأصبحت أحب كل حذاء أبيض إكرامًا لهذا الحذاء الذى سلمنى للحظ والمجد"، لذلك لم يكن الفنان الكبير فريد الأطرش يظهر فى أى فيلم إلا إذا ارتدى فى أحد مشاهده حذاء أبيض اللون.

ولد الفنان فريد الأطرش بمدينة السويداء فى محافطة جبل العرب بسوريا عام ١٩١٧، فهو ينتمي إلى عائلة آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا.

حيث بدأت تظهر مواهب فريد منذ الطفولة فهو كان مولعًا بآلة العود منذ أن كانت والدته تعزف عليه وتغنى على أوتاره ، حتى إلتحق فريد بمعهد الموسيقى الشرقى، وتعرف فيه على أستاذه الأول فى تعليم العود الموسيقار رياض السنباطى، من ثم إلتحق فريد بالعمل فى فرقة بديعة مصابنى، كما عمل فى ملهى بلاتشى.

لم يكن فريد الأطرش مطربًا وملحنًا فقط فمثلما نجح في الغناء تفوق أيضًا في التمثيل قدم الأطرش حوالي ٣١ فيلمًا سينمائيًا وقام بتكوين ثنائيات رائعة مع كل بطلات أفلامه أشهرها كانت سامية جمال، بسبب قصة الحب التي دامت بينهما لسنوات، حيث قدما معًا ستة أفلام، منهم: "حبيب العمر، وتعالى سلم، ومتقولش لحد".

قدم الأطرش للسينما العربية مجموعة من أهم الأفلام منها: "حبيب العمر، عفريتة هانم، عهد الهوى، شهر العسل، بلبل أفندي، من أجل حبي، حكاية العمر كله، ودعت حبك، رسالة من امرأة مجهولة".

وبرغم عدم زواجه، إلا أن حياته كانت مليئة بالتجارب العاطفية وقصص الحب لعل أشهرها قصة الحب التي جمعته بالراقصة سامية جمال، التي استمرت لمدة ١١ عامًا ومع ذلك لم تنتهي بالزواج.


أصيب فريد الأطرش بذبحة صدرية في ليلة رأس السنة عام ١٩٥٥ عندما قرأ ما كتبته "أصيله هانم" والدة ملكة مصر الأولى ناريمان في إحدى الجرائد بأن أبنتها لن تتزوج من فريد الأطرش والتي ذكرت على حد قولها أن فريد الأطرش مطرب صديق للعائلة و أن فكرة مصاهرته غير واردة وأن كان يبحث عن الشهرة فليسع إليها في مكان آخر وليس على حساب بنات الأسر الكريمة، وتوفي فريد الأطرش في مستشفى الحايك في بيروت أثر أزمة قلبية وذلك عام ١٩٧٤ عن عمر ناهز ٦٤ عامًا، وترك خلفه مشوار فني حافل.


 

تم نسخ الرابط