كيف نجح الدوري الألماني في تفادي العزل الشامل رغم حالات الإصابة بالكورونا؟

الدوري الإلماني
الدوري الإلماني

يبدو المفهوم الذي يجرى تطبيقه في الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، بسيطا للغاية على الورق، حيث أنه في حالة إصابة لاعب بعدوى فيروس كورونا، يمكن اتخاذ تدابير من جانب السلطات الصحية قد تؤثر على الجوانب المتعلقة بخوض المباريات وكذلك التدريبات.

فقد كان هذا هو ما تضمنه المفهوم الذي وضعته رابطة الدوري الألماني، لاستمرار منافسات المحترفين في ظل أزمة جائحة كورونا.

وينص المفهوم على أنه في حالة الكشف عن 12 حالة اختلاط "تحمل مخاطر عالية من العدوى" في فريق كشفت الفحوص عن إصابة أحد لاعبيه بفيروس كورونا، فإنه يجرى إخضاع الفريق بأكمله للعزل الصحي.

وحتى الآن لم تسجل حالة كهذه في الدوري الألماني (بوندسليجا). ففي أغلب المواقف، لم يجر إصدار تعليمات بفرض حجر صحي على لاعبين آخرين بفريق ظهرت فيه حالات إصابة بالعدوى.

وذكرت رابطة الدوري الألماني أن مفهوم النظافة المطبق في كرة القدم الاحترافية، يهدف إلى ضمان تقليص المخاطر على جميع المعنيين.

وتتمثل المحاور الأساسية للمفهوم في إجراء فحوص "بي.سي.آر" بشكل دوري وتطبيق إجراءات نظافة صارمة في كافة الأنحاء بكل ناد وفي الاستادات وعند السفر بالإضافة إلى إصدار إرشادات للسلوك الخاص للاعبين- والذي يطبق على كل فرد في مقر إقامته.

وقال عالم الأوبئة ماركوس شولز من جامعة لايبزج :"من حيث المبدأ، يمكن أن ينجح هذا إذا طبقه الجميع بطريقة منضبطة".

وطبقا لتدابير الحجر الصحي، فإنه إذا أصيب شخص خارج الفقاعة الصحية لكرة القدم، واتضح أنه لم يختلط بزملائه وبأفراد الجهاز الفني وبقية العاملين داخل الفقاعة، فإنه يكون من المنطقي ألا يجرى عزل أفراد آخرين في الفقاعة.

قال شولز :"تلعب الفترة الزمنية بين الفحوص دورا حاسما هنا"، موضحا أنه إذا كانت الفترة طويلة، من الممكن أن يكون اللاعب قد اختلط مع زملائه بالفريق، بينما كان معديا بالفعل.

وفي ظل الوضع الوبائي الحالي، يتضمن مفهوم رابطة الدوري الألماني الإلزام بإجراء مسحتين على الأقل في الأسبوع على ألا يفصل بينهما أكثر من خمسة أيام. بالإضافة إلى إجراء فحص قبل 36 ساعة من موعد المباراة.

ولكن مؤخرا، كانت هناك مؤشرات على أن بعض الأندية تجري حاليا فحوص بشكل أكثر كثافة .

وقال كينجسلي كومان لاعب بايرن ميونخ، مؤخرا :"نخضع لفحوص كثيرة، في بعض الأحيان عدة مرات في اليوم. ولكن هذا جزء من الحياة. علينا اتخاذ كل هذه الترتيبات لمواصلة اللعب".

وقال فرانك رينكين، الذي يرأس وزارة الصحة في دورتموند وبالتالي مسؤول عن فريق بوروسيا دورتموند، إن "الأشخاص في النادي يعلمون أنهم يؤذون أنفسهم إذا لم يتبعوا الإرشادات".

وأكد أن هناك تعاون جيد بهذا الشأن ويأتي بنتائج جيدة.

وقال رينكين إنه عند ظهور حالة إصابة، يقوم أطباء النادي بشكل فوري بالإبلاغ عن كل الأشخاص المخالطين للمصاب في النادي وكذلك في محيطه الخاص.

وبعد ذلك يجرى التواصل مع النادي وتقييم الأمور فيما يتعلق بمن يحتاجون للعزل الصحي وفقا للإرشادات الصادرة من معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية.

وذكر مسؤولو الصحة في شارلوتنبورج فيلمسدورف في برلين والمسؤولين عن فريق هيرتا برلين، أن مفهوم رابطة الدوري الألماني يطبق بشكل مناسب.

وأضاف المسؤولون :"خلال التدريبات، تكون هناك مجموعات مقسمة للتدريب، والكثير من التدريبات الفردية وأيضا في غرف خلع الملابس يتم مراعاة دخول مجموعات صغيرة، ووجود مسافة كبيرة بين اللاعبين والحفاظ على التهوية بشكل جيد. إذا أصيب لاعب، ستكون بالتالي المجموعة المخالطة صغيرة".

وترى ستيفاني فايندر، عالمة الفيروسات في جامعة رور في بوخوم، أن هؤلاء المنتمين للأندية يعرفون كيف يتصرفون بالشكل الصحيح.

وقالت :"الأندية تدرك المخاطر"، ولكن ورغم تطبيق مفهوم النظافة، لا يمكن تفادي المواقف الخطيرة بشكل كامل.

وأوضح رينكين أنه إذا خضع أحد اللاعبين المصابين للحجر الصحي، فإنه لمصلحة الجميع عدم إنهاء فترة العزل قبل الأوان.

وقال :"هؤلاء الذين يعودون لممارسة النشاط البدني بالكامل في وقت مبكر جدا من الممكن أن يفشلوا".

تم نسخ الرابط