اعتنقت الإسلام وحولت منزلها لدار تحفيظ القرآن.. وساهمت في تسليح الجيش المصري.. وجمال عبد الناصر أمر بعلاجها على نفقة الدولة.. أسرار من صندوق ذكريات نجمة إبراهيم
تعتبر واحدة من أبرز نجوم الفن وعلى الرغم من بدايتها الفنية كمغنية وراقصة ومنولوجيست، إلا أنها أصبحت واحدة من شريرات السينما المصرية وبموهبتها الفريدة أستطاعت أن تترك بصمة خاصة في قلوب جمهورها هي الفنانة نجمة إبراهيم التي ولدت في ٢٥ فبراير عام ١٩١٤، فهي فنانة مصرية من أصول يهودية، وأسمها الحقيقي بوليني أوديون درست في مدرسة الليسيه في القاهرة إلا أنها لم تكمل دراستها مفضلة المجال الفني.
بدأت نجمه إبراهيم حياتها الفنية في ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال التنقل بين الفرق المسرحية المختلفة مثل نجيب الريجاني وبديعة مصابني وبشارة واكيم وغيرهم، وعملت كمطربة في فرقة فاطمة رشدي، وبدأت حياتها السينمائية من خلال فيلم الورشة، سبقه الغناء في فيلم "تيتاوونج".
انطلقت بعدها لتقديم العديد من الأفلام أشهرها "ريا وسكينة" و"جعلوني مجرمًا" و"لن أبكي أبدًا" و"الليالي الدافئة" و"إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة"، كما قدمت عدة مسلسلات ومسرحيات على مدار تاريخها بجانب السينما، وكانت آخر أعمالها مسرحية "غادة الكاميليا".
أعلنت نجمة تحولها من اليهودية إلى الإسلام، وتداولت بعض المدونات وثيقة تفيد تقدم نجمة بطلب لإشهار إسلامها، وتقول فيه: "إنه في يوم 4-7-1932، وفي حضوري أنا وكيل شياخة الأزهر والواضح ختمي وتوقيعي أدناه وبحضور الشهود الواضعين أختامهم وتوقيعهم أدناه قامت السيدة بوليني أوديون بنطق الشهادتين وإشهار إسلامها واختيار اسم جديد لها وهو نجمة داود إبراهيم، وطلب توثيقه ويحق لها التوقيع به وقد قدمنا الطلب إلى السيد شيخ الأزهر، وقد حدد لها 40 يومًا للمراجعة والتأكد قبل أن توثق لها الشهادة ويصدر لها التوقيع وصحته من قبل المحكمة وإخطار الحاخامية بذلك".
كما منحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وسام الاستحقاق بالإضافة إلى معاش استثنائي تقديرًا لعطائها الفني ووطنيتها النادرة، إذ كان من المعروف عنها تأييدها ثورة يوليو ١٩٥٢.
تزوجت الفنانة الراحلة مرتين الأولى من الملقن عبد الحميد حمدي لمدة ٩ سنوات، وتزوجت أيضًا الممثل والملحن عباس يونس وعلى الرغم من أنهما تقابلا في بداية حياتها الفنية بفرقة فاطمة رشدى عام 1930، إلا أنهما تزوجا بعد 14 عامًا لم يبح خلالها يونس بمشاعره، ولكن بعدما وقع طلاقها من حمدي وتأكد يونس من مشاعرها تم الزواج عام 1944، وكون الثنائي بعد ذلك فرقة مسرحية قدمت عدة عروض مميزة كان أهمها "سر السفاحة ريا" عام 1955 من تأليف وإخراج زوجها وتبرعت نجمة بإيراد حفل الافتتاح لتسليح الجيش المصري.
يونس كان مصدر القوة الوحيد لزوجته الفنانة الكبيرة; ففي أصعب فترات حياتها كان بجانبها دائمًاً، وعندما ضعُف بصرها ظلت حتى اللحظات الأخيرة مستندةً إلى ذراعه تحضر البروفات في مسرح "الجيب" وتتحرك على خشبة المسرح لخطوات محسوبة، وعندما تعود إلى منـزلها تستمع إلى زوجها وهو يقرأ لها الدور حتى تؤديه على المسرح في اليوم التالي.
ومع استمرار ضعف بصرها بدأت تشعر أن شيئًا ما يحول دون متعتها بموهبتها وبالعمل الذي تقدمه، حتى كان قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعلاجها على نفقة الدولة في 22 مارس 1965 بأسبانيا، وعادت وهي مبصرةً ومتحمسةً لاستكمال مسيرتها الفنية قائلةً: «كنت أخشى أن يذهب النور من عيني في الوقت الذي يشع فيه النور أمام مستقبل مسرح بلادي، فأنا أحس أن الدور أمامي طويل في هذه النهضة المسرحية، وأشعر الآن بمدى العرفان لرئيسنا العظيم الذي شمل الفنان برعايته»، ولكن أمراضًا أخرى أصابتها وأرغمتها على الابتعاد عن خشبة المسرح والاعتزال وحولت منزلها في أواخر أيامها الي دار لتحفيظ القران الكريم.