أول من أدعى النبوة في عهد الرسول..عرف بكذاب اليمن.. وزوجته تخلصت منه بكأس خمر.. ما لا تعرفه عن الدجال ”الأسود العنسي”
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة وعند مسلم عن جابر بن سمرة، عن رسول الله ﷺ أنه قال: « إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا كلهم يزعم أنه نبي ».
قال ابن حجر، وليس المراد بالحديث كل من ادعى النبوة مطلقاً، فإنهم لا يحصون كثرة، لكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون، وإنما المراد من ادعي النبوة و قامت له شوكة وبدت له شبهة.
والأسود العنسي هو عبهلة بن كعب بن غوث العنسي المذحجي المعروف باسم "الأسود" و"ذي الخمار" وهو مدعٍ للنبوة، ووردت سيرته في تاريخ الطبري للمؤرخ الطبري وكذلك في كتاب البداية والنهاية لابن كثير وكتب السيرة النبوية المختلفة،
قال ابن الجوزي في المنتظم، إن الأسود اسمه عبهلة بن كعب، وكان كاهناً مشعوذاً، ويريهم الأعاجيب، وتشير الروايات إلى أنه كان يستعمل السحر لإقناع أتباعه، ويغطي وجهه بخمار فلا يرى منه شيء، وله شيطان يأتيه بالأخبار يسمى الملك.
مرض النبي صلى الله عليه وسلم ولما ذاعت أخبار مرض النبي صلى الله عليه وسلم في شبه الجزيرة، جاهر الأسود بدعوته التي كان يدعو لها في حياة النبي، أعلن العصيان، وخرج من بلده، «كهف حنان» في سبعمائة مقاتل، ثم استولى على نجران، وصنعاء وحضرموت، وانتشرت فتنته كالحريق، ودانت له اليمن بأسرها. وصلت الأخبار إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فأرسل للمسلمين بالتصدي للأسود العنسي ومقاتلته،
وافق وصول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناقمين على الأسود، وكانوا ثلاثة، هم فيروز الديلمي وقيس بن مشكوح وداذويه الفارسي، فتواثقوا على قتله.
كان العنسي على حذر شديد وحراسة كبيرة، وكانت عملية قتله تحتاج إلى مساعدة من داخل بيته، من امرأته «إزاد» التي اغتصبها من زوجها، وفي ليلة سقته الخمر حتى غرق في النوم من السكر، ودخل الثلاثة وهجموا عليه، وقام فيروز بقطع رأسه، فخار الأسود كأشد خوار ثور، فلما سمع الحراس الصوت أقبلوا مسرعين، فقالت «إزاد» لهم إنه يوحى إليه فرجعوا، وانهزم رجال الأسود، وانتهت فتنة العنسي، وكان من أول خروجه إلى أن قتل أربعة أشهر.