أجهضت نفسها من أجل الفن.. وكانت سبب في شهرة عبد الحليم حافظ.. واحتفظت بصورة سليمان نجيب في غرفة نومها .. أسرار لم تنشر عن تحية كاريوكا
تحل اليوم ذكري ميلاد الفنانة والراقصة تحية كاريوكا والتي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1915، اسمها الحقيقي بدوية تحية محمد علي النيداني كريم من مواليد مدينة الإسماعيلية.
بدأت حياتها الفنية في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة كموهبة وسافرت إلى القاهرة هربًا من تعذيب أخيها وتعرفت على الراقصة سعاد محاسن ثم ذهبت إلى بديعة مصابني بعد سفر الراقصة سعاد محاسن إلى الشام وحينها اكتشفتها الراقصة بديعة مصابنى وانضمت إلى فرقتها عام 1935 وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب الذي قام بمساعدتها وتنميتها ثقافيًا وسياسيًا.
بدأت شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية عام 1940 عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض فرقه بديعة مصابنى وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى أنها لازمت اسمها، وكانت شهرتها سبب في طلاق أختها فاطمة من زوجها علي الجداوي.
وخلال عقدين من مسيرة حافلة بالرقص والأعمال السينمائية والمسرحية، تزوجت خلالها 17 مرة أبرزها من الطيار حسين عاطف والممثل رشدي اباظه والمطرب محرم فؤاد والمخرج المسرحي فايز حلاوة، وفي عام 1973 انحسرت عنها الأضواء بعد زيادة وزنها، وأفل نجمها، لتجد نفسها بلا مال، واضطرت أن تسكن شقة فوق السطوح في حارة متواضعة، وكانت تعاني من الماء الأبيض في العين، فتكفل بعلاجها الأمير السعودي فيصل بن فهد، وكانت كاريوكا منذ عام 1974 تقيم في قصر الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز خلال تواجدها في مكة، وكانت علاقتها جيدة بأسرته، حسب ما صرحت رجاء الجداوي.
وفي حوار قديم لها لاحدي المجلات المعرفة كشفت عن كواليس في حياتها وقالت ان الفنان العظيم سليمان نجيب هو الرجل الوحيد الذي احتفظ بصورته في غرفتها إلى جانب صورة أمها.
وتابعت: "هو الذي احضر لي سيناريو أول بطولة مطلقة وهو فيلم لعبة الست، وشجعني على العمل مع الأستاذ الكبير نجيب الريحاني الذي اعتبره أهم وأفضل الفنانين الذين قابلتهم في حياتي".
وأضافت: "أما الفنان رشدي أباظة فهو الإنسان الوحيد الذي احببته بالفعل، وهو الإنسان الذي عشت معه أجمل سنوات عمرى رغم أن مدة زواجنا ثلاث سنوات فقط بسبب حماتى التى لم تكن تحبنى، كانت أخلاقه فوق الممتازة وكان رجلا بمعنى الكلمة عشنا بعدها زملاء يربطنا الحب والاحترام حتى آخر يوم فى حياته".
وعن المخرج فطين عبد الوهاب قالت: "تزوجته وهو مساعد مخرج واتفقنا على عدم الإنجاب حتى يثبت نجاحه ومستقبله كمخرج حتى شاءت ارادة الله ان احمل جنينا وتمسك بموقفه يا انا يا الطفل فطلبت الطلاق وفقدت الجنين ولولا ذلك لكان عندي شاب اكبر من ابنه زكى ابن ليلى مراد".
أما عبد الحليم حافظ، قالت عنه: "هو من أهم الأسماء فى حياتى فعلا ويسعدنى انى وقفت إلى جانبه، ولم ينس هو ذلك أبدا ، وقبل رحلته الأخيرة إلى لندن حضر الى بيتى فى الخامسة صباحا ليسلم على وقال لى "ادعى لى " وظل يبكى عدة دقائق لأنه كان يشعر أنها النهاية".
وتابعت الفنانة: "بدأت علاقتى بعبد الحليم فى الاسكندرية فقد اكتشفت ان صوته واحساسه حلو وقلبه جميل ، وكان عبد العزيز محمود هو النجم الاول فى فقرات المسرح القومى الغنائية بالاسكندرية ، وعندما طلبت من مدير المسرح ان يعطى فرصة لعبد الحليم قال لى "سى عبد العزيز يزعل "، لكنى صممت على ذلك وخيرته بين فقرتى فى المسرح وبين ان يغنى عبد الحليم فرفض وتركت المسرح وتضامنت معى ثريا حلمى".
واستكملت كاريوكا: "أخذت عبد الحليم والموجى وجلسنا على الكورنيش ووعدته بأنى سأساعده واعطيته مبلغ 100 جنيه ليشترى ملابس انيقة تناسب السهر وشغلته معى فى حفلات كثيرة وأصبح عبد الحليم حافظ، ولم ينسن أبدا وقد ذكر حكاية المائة جنيه فى أحد البرامج لكنه قال إنهم كانوا خمسين جنيه فقط فاتصلت به وقلت له ضاحكة "ياحرامى دول مائة جنيه "فضحك وقال "الأم دائما تعطى".
وفي منتصف الخمسينات اعتزلت كاريوكا الرقص الشرقي وتفرغت نهائياً للسينما حيث شاركت في عدد ضخم من الأفلام السينمائية البارزة التي حملت بصمتها الفريدة منها: شباب امرأة، حماتى قنبلة ذرية، ام العروسة، منديل الحلو ، خلي بالك من زوزو ، وداعاً بونابارت ، الصبر في الملاحات ، إسكندرية كمان وكمان قامت فيه بأداء دورها الحقيقي في حركة اعتصام أعضاء اتحاد النقابات الفنية مرسيدس ، كما قدمت مع زوجها السابق فايز حلاوة عددًا من المسرحيات الشهيرة منها روبابكيا ويحيا الوفد
لعبت كاريوكا أيضاً دوراً سياسياً بارزًا حيث ألقي القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسي السري حيث قامت بمساعدة محمد أنور السادات في هروبه من الإنجليز وحجزه في المعتقل كما تم القبض عليها عندما كانت متزوجة من ضابط من الضباط الأحرار واتهامها بمساعدته في قلب نظام الحكم وتوزيع منشورات، وتأثراً بشخصيتها الكاريزميه كتب أكثر من كاتب ومثقف عربي العديد من الدراسات عن تحية كاريوكا أهمها الدراسة التي كتبها الكاتب الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد.
توفيت تحية في 19 سبتمبر عام 1999 عن عمر يناهز ال84 عاماً اثر تعرضها لجلطه رئوية حادة بعد عودتها من رحله العمرة وقد تبنت الفنانة الكبيرة بنت صغيره عندما كانت في السبعين من عمرها وكانت دائمًا تمازح أصدقائها بقولها أنها "أنجبت وهي في السبعين" وقد أوصت إحدى صديقاتها المقربات بأن تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها