دخل في صراع مع إسرائيل.. وآثار غضب اليهود لهذا السبب.. وهذه حكايته مع الملك فاروق.. حكايات من حياة نجم الكوميديا محمود شكوكو

الموجز

فنان من طراز خاص فهو كان يمتلك موهبة خاصة لذلك يخطف الأنظار فور ظهوره على الشاشة وخفة ظله جعلته يكون قاعدة جماهيرية كبيرة أنه الفنان محمود شكوكو الذي ولد في 1 مايو من عام 1912 فى حى الدرب الأحمر، عشق الفن منذ الطفولة حينما كان يعمل بورشة النجارة التى يمتلكها والده، وكان بجوار الورشة مقهى يرتاده بعض الفرق الغنائية، فدأب على مراقبتها، وراح يتصيد الفرص ليلفت انتباههم لموهبته.

ونجح فى تقديم فاصل غنائى أمام الحضور بالمقهى ولقى استحسانهم وإعجابهم، وبدءوا يصحبونه معهم فى الأفراح، واعطوه الفرصة للظهور فى الأفراح على فترات متقطعة فمرة يلقى مونولوجًا وأخرى يقدم فاصلاً من النكات، وفى يوم خلال تقديمه لفقرته شاهده الفنان على الكسار الذى أعجب بأدائه فأسند إليه مهمة الغناء بين فصول مسرحياته.

وخلال ذلك شاهده المخرج نيازى مصطفى عام 1944م وقدمه فى فيلميين متتالين "حسن وحسن، وشارع محمد على"، واستطاع أن يفرض نفسه على الوسط الفنى ليقدم العديد من الأفلام الناجحة، وظل يشارك في أعمال فنية كثيرة بعدها، حتي شارك بدور أكبر في فيلمين هما شارع محمد ونور الدين والبحارة الثلاثة مع على الكسار، وكان لقاؤه الأول مع إسماعيل يس في نفس الفيلم، ويأتى عام 1945 حاملًا أكبر الفرص للنجم الصاعد صاحب الصوت المميز شكوكو ليشارك في أكثر من فيلم دفعة واحدة وهى "قتلت ولدي وجمال ودلال وأحب البلدى والبنى آدم والصبر طيب وتاكسى حنطور"ويستمر شكوكو في عالم السينما ليصل إجمالى الأفلام التي شارك فيها إلى 99 فيلمًا وقد كون خلالها ثنائى شهير فى فن المنولوج هو والفنان إسماعيل ياسين، ثم أتته البطولة الكاملة لأشهر أفلامه وهو فيلم "عنتر ولبلب" مع النجم سراج منير وهو الفيلم الذي كان يحمل أسم "شمشون ولبلب".

ولكن أعترضت إسرائيل حينها علي الإسم والذي عرض قبل ثورة 1952، ورجح حينها العديد أسباب مختلفة لتغير الإسم منها بسبب اختيار اسم شمشون بطلا للفيلم، وهو اسم يهودى، فهددت اسرائيل برفع قضية دولية، الأمر الذى أجبر صناع الفيلم على تغيير الاسم، والسبب الآخر هو اعتراض الحاخام الأكبر لليهود فى مصر "حايين ناحوم" على اسم شمشون، بجانب اعتراض اليهود المصريين أنفسهم على الاسم، رغم أن بعضا من يهود مصر كانوا ضد الصهيونية واسرائيل آنذاك.

والسبب الأخير فهو قيام ثورة يوليو فى مصر فى ذلك الوقت، حيث رأى رجال النظام الجديد، عدم الدخول فى صدامات مع اسرائيل وقتها، وهو فيلم قد يراه العامة أنه فيلمًا كوميديًا ولكنه في الأساس فيلم سياسى مناهض للاحتلال وقد تم عرضه في 17 ابريل عام 1952 أى أثناء الإحتلال الإنجليزي لمصر.

وفي موقف غريب من الفنان الكبير والذي ذاع صيته ووجد الكثير يقلده ذهب إلي المحكمة في عام 1948 لتسجيل طاقيته الشهيرة التي كان يرتديها خلال أداء المونولوجات، بعد أن لاحظ استعمال الكثيرين طاقية تشبه طاقيته المشهورة.

كان شكوكو على المستوى الإجتماعى من الأثرياء بما أعطاه والده من عمارة خاصة وما جمعه من أموال وكان أول فنان يمتلك أفخم سيارة تقتنيها الطبقات الارستقراطية، وعند دخول تلك السيارة من الخارج لشكوكو أوقفتها إدارة الجمارك لأنها كانت مقصورة على فئة معينة، لكن شكوكو استعان بالملك فاروق ليسمح بدخول سيارته مصر، وبالفعل سمح له بدخول سيارته المميزة، وازدادت سعادة شكوكو بشئ لم يكن يتوقعه وهو حب وإعجاب السيدة عائشة فهمى ابنة عم الملك فاروق، له فبادلها تلك العاطفة وتم الزواج بها، لكن أثار ذلك الحدث غيظ الفنان يوسف وهبى، فقد كانت السيدة عائشة فهمي طليقة يوسف وهبي الذي استكثر على شكوكو أن يتزوج سيدة من الطبقة الارستقراطية صاحبة قصر فشن عليه حملة مضادة جعلته ينفصل عن زوجته عائشة فهمى بعد مكائد يوسف وهبى.

​​​​​محمود شكوكو اسمه الحقيقى محمود إبراهيم إسماعيل موسي وشكوكو أسم مركب ملصق بمحمود يعني "محمود شكوكو" وقد أطلقه عليه جده إسماعيل موسى، الذي كان يهوى تربية الديوك الرومي "الدندي" ، وكانت الديوك تتعارك فيما بينها وأحدها الأكبر حجما كان يطلق صيحة متميزة عندما يشتبك مع الديوك الأخرى، ويبدو كأنه يقول "ش ش كوكو" فأعجب الجد بهذا الديك، وكان يهتم به أكثر من الديوك الأخرى، وعندما أنجب ابنه إبراهيم ولدا أراد الأب أن يسميه "محمود"، وتمسك الجد باسم "شكوكو" و إرضاء للإثنين تمت كتابته في شهادة الميلاد محمود والشهرة "شكوكو" ثم أعيد قيد اسمه مركبا "محمود شكوكو" في السجلات.

تزوج الفنان الراحل ثلاث مرات، وبعد كل هذا التاريخ الفنياشتد عليه المرض وتم نقله إلى المستشفي، وظل بها أكثر من 3 أشهر، فقدخلالها ما تبقى له مما امتلكه بعد أن ترك عمله لفترة وساءت أحوال متجره وما أنفقه على علاج زوجته الثانية فما تبقى له سوى القليل الذي صرف أيضا على علاجه هو بعد أن اشتد المرض عليه واستكمل علاجه على نفقة الدولة من دون علمه خوفا من أن يشتد المرض عليه ممن حوله ومعايرته بذلك، ورحل عن عالمنا في 21 فبراير 1985.

تم نسخ الرابط