زملكاوي متعصب رحل وهو صائم .. له فيلم يحمل اسمه.. وهذه قصته المثيرة مع إسرائيل.. حكايات محمد رضا ”أشهر معلم في السينما”
تحل اليوم ذكري وفاة الراحل محمد رضا من عام 1995 والذي رحل وهو صائم وكانت قصة وفاته مآسوية وغريبة، وفي لقاء لنجله أحمد قال إن والده لم يكن يعاني سوى من الأمراض المزمنة التي تعايش معها، ويوم الوفاة كان عائداً من تصوير مسلسله "ساكن قصادي" وكان صائماً في رمضان، وحينما عاد كان نجله حسين متواجداً في المنزل وقد أراد أن يرحل قبل الإفطار، لكن محمد رضا طلب منه البقاء هو وعبير حفيدته من ابنته أميمة، وقد كان يجري حواراً صحفياً عبر هاتفه المنزلي، فسقط الهاتف من يديه وفارق الحياة.
ولد محمد رضا أحمد عباس في 20 ديسمبر عام 1921، بمحافظة أسيوط وقد إختار له والده إسم محمد رضا وهو إسم مركب، وهو أخ بين شقيقين فلقد إنتقلت الأسرة إلى مدينة السويس نظراً لعمل والده هناك، وظهرت عليه الموهبة الفنية، فكوّن فريق تمثيل أثناء المدرسة وشجعه الناظر وقتها، ولكنه حرص على إتمام تعليمه ليحصل على دبلوم الهندسة التطبيقية في عام 1938، وبالفعل عمل مهندساً للبترول لفترة قبل أن يحترف الفن، وأكمل دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج منه عام 1953، وتتلمذ حينها على يد يوسف وهبي وزكي طليمات.
نظمت إحدي المجلات المعروفة في آواخر الثلاثينات مسابقة لاختيار وجوه جديدة، وتقدم لها محمد رضا مع عدد كبير جداً من المتسابقين، وكان المخرج صلاح أبو سيف أحد أعضاء لجنة التحكيم المكونة من عمالقة الفن، وبعد التصفيات حصل على المركز الثاني في المسابقة.
وبداية محمد رضا كانت في الأربعينيات، وبالتحديد في عام 1945 فلقد شارك ككومبارس في فيلم "أميرة الأحلام"، و شارك في أدوار صغيرة مع فريد شوقي في "جعلوني مجرما وفتوات الحسينية ورصيف نمرة خمسة وبورسعيد والفتوة وسلطان وسواق نص الليل والأخ الكبير وأبو أحمد والعملاق ومطلوب زوجة فوراً" .
ومن مشاركاته أيضاً وقتها "السيد البدوي" في عام 1953، و"قطار الليل" في العام نفسه، وبعدها قدم أدواراً في "بنات حوا وأهل الهوى وسيجارة وكاس وخلخال حبيبي ونهر الحب ووعاد الحب وحياة وأمل وأنا العدالة وآخر فرصة وزقاق المدق وأول حب".
لكن في منتصف الستينيات بدأ محمد رضا يحظى بشهرة أكبر وأدوار أكبر من الكومبارس، فشارك بشخصية "حنجل أبو شفطورة في فيلم " 30 يوم في السجن" مع فريد شوقي، والمعلم نونو في "خان الخليلي والجزار في "3 لصوص"، والاسطى سيد النجار في "حارة السقايين"، والمعلم سلطان الجزار في "معبودة الجماهير"، والمعلم أورمة أبو ساطور في "أشجع رجل في العالم"، والمقاول بيومي الملواني في "العتبة جزاز"، والمعلم كيندز في "الحرامي"، وبيومي الطحش في "حلوة وشقية".
ونجاح محمد رضا جعله يقدّم فيلماً يحمل إسمه "رضا بوند" وشاركته بطولته الفنانة شويكار، وقدم خلاله شخصية المعلم رضا فونط وذلك في عام 1970، ليعود بعدها ويستكمل مسيرته بأدوار ناجحة لكن ليست أدوار بطولة في افلام مثل "شياطين البحر ومدرسة المشاغبين والبحث عن فضيحة وشلة المراهقين وحبيبتي شقية جدا وامبراطورية المعلم و24 ساعة حب وأنا وابنتي والحب وملوك الضحك وحسناء وأربع عيون وبابا آخر من يعلم ودقة قلب والحياة نغم والزوج المحترم واحترس نحن المجانين ومايوه لبنت الاسطى محمود والشك يا حبيبي وغاوي مشاكل"، واستمر محمد رضا في أعماله في الثمانينيات والتسعينيات أيضاً، فقدم أدواراً مثل في "الراقصة والطبال وجبروت امرأة وبيت القاضي وشوارع من نار وليلة القبض على فاطمة والمتشردان وبيت القاصرات ودرب اللبانة ومشوار عمر والسوق والجدعان الثلاثة وسلم لي على سوسو ومغامرات رشا وصائد الجبابرة وليالي الصبر والصاغة".
وفي الدراما التلفزيونية، قدم "البحث عن فرصة وساكن قصادي وأبيض واسود والزنكلوني وصرخة بريء واللعبة المجنونة والبريمو"، وكان آخر عمل قدمه هو "ساكن قصادي".
شارك محمد رضا في الحملة الإعلانية، التي قدّمتها وزارة الصحة في التسعينيات، توعية عن مرض البلهارسيا، وشارك في مهمة وطنية أثناء تصويره فيلم "عماشة في الأدغال"، حيث سافر مع فريق العمل إلى أفريقيا، معتقدين أن المهمة الوطنية هناك فشلت، فلقد كانت هناك نية بأن يكون تصوير الفيلم هو ستار لعملية تفجير الحفار الإسرائيلي، الذي كان يستهدف التنقيب عن بترول في سيناء، وكان قادماً من ميناء أبيدجان بساحل العاج، وبعد نجاح المهمة والإعلان عنها فرح محمد رضا وفريق العمل كونهم ساهموا في العمل الوطني بدون أن يعلموا.
تزوّج محمد رضا من السيدة كريمة، والتي أنجب منها أميمة وأحمد وحسين ومجدي، وكانت ابنته أميمة وهي الوحيدة مع ثلاثة ذكور قد توفيت في عام 1989، وذلك بالتزامن مع عرض إحدى مسرحياته، فرفض تأجيل العرض المسرحي من أجل جمهوره، وبالفعل أصر على إضحاك الجمهور رغم الألم الذي يعتصره على فراق ابنته، وهذا ايضا ما فعله بعد وفاة والده.
اشتهر محمد رضا بحبه لنادي الزمالك، وذكر رضا في حوار تليفزيوني بعض المواقف الكوميدية التي حدثت بينه وبين الفنان صلاح السعدني المعروف بتشجيعه للنادي الأهلي قائلا "مرة اتغلبنا وكنت متراهن أنا وصلاح السعدني على أن لازم تكون عندنا شجاعة أدبية".
وأضاف أنه دخل في رهان مع صلاح السعدني على فوز الزمالك في أحد لقاءات القمة، وعندما انتهت المباراة أحضر قطعة قماش حمراء من منزله ولفها حول جسده، وذهب للقاء صديق له وصلاح السعدني، واندهش أصدقاؤه من الموقف، فرد قائلا، "جايب كفني على كتفي"، اشارة إلي علم النادي الأهلي.