خبراء يطالبون بوضع إطار قانوني وتشريعي يحدد التعامل بالعملات الرقمية
توقع خبراء الاقتصاد والمحللون الماليون، ارتفاع عملة بتكوين الرقمية خلال الفترة القادمة، بشكل كبير لأن البعض يعتبره ملاذا آمنا في ظل تقلبات الأسواق العالمية حاليا.
وفى هذا الاطار أكد المهندس حسين الغزاوي رئيس لجنة الطاقة بجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن عملة البتكوين رغم أنها عملة رقمية إلا أنني أعتقد أنها ستتزايد فرص العمل بها خلال السنوات القادمة وستصبح واقعا.
وأكد "الغزاوي"، أنه لابد أن نتعامل من الآن على وجود هذه العملة واتخاذ الإجراءات اللازمة للعمل بها بشكل آمن دون أن يستغلها البعض في عمليات مشبوهة أو غير ذلك، ولابد من التفكير من الآن في وضع إطار قانوني ومالي وتشريعي يحدد التعامل بهذه العملة الرقمية.
وأوضح أن هناك اتجاه قوي من العديد من الشركات العالمية الآن في الاستثمار في عملة بتكوين الرقمية، في ظل تراجع عوائد الاستثمار بشكل عام بمختلف الأنشطة نتيجة لجائحة كورونا العالمية ولكن هذا الاتجاه خطر جدًا، ولابد أن لا ننزلق في هذا الاتجاه في ظل عدم وجود إطار تشريعي يحكم وينظم حركة بتكوين.
ومن جانبه، أكد محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي والمتخصص بالأسواق المالية صعود العملة الرقمية المشفرة بتكوين إلى 100 ألف دولار بنهاية العام الجاري 2021، بدافع من إقبال شركات عالمية للاستثمار فيه معتبراها ملاذًا آمنًا ضد تقلبات الأسواق العالمية، مضيفا أنه استثمار عالي الخطورة ولا يناسب صغار المستثمرين الذىن يحلمون بتحقيق الثراء السريع.
وبعد أن وصلت عملة بتكوين لـ52,648 دولار للعملة الواحدة أوضح المحلل الاقتصادي، أن ارتفاع بتكوين في هذه المرة مختلف عن مستوى 20 ألف دولار الذي تحقق في 2017، والذي تبعه هبوط حاد لمدة عام كامل، في عام تم اطلاق اسم خريف العملات الرقمية عليه ، ولكن الأمر مختلف كليا الآن فلقد تغيرت البيئه الاستثمارية عن ما كانت عليه في 2017، فارتفعت شهية المستثمرين للمخاطرة عما كانت عنه في الماضي نتيجة لانخفاض عوائد الاستثمارات الأخرى، كما أصبح هناك قبول مؤسسي للعملات الرقمية.
وأضاف "عبد الوهاب"، أنه بالنظر على تقييم كبار المستثمرين للأصول في 2017 كانت النظرة للبيتكوين على أنها مجرد لعبة أو فقاعة ستنتهي سريعا وهو ماحدث فعلا في 2018 وانهار البيتكوين من 20000 دولار إلى 3400 دولار ولكن الأمر اختلف تماما الآن، حيث أن المؤسسات الاستثمارية الكبرى تدخل لعملة بتكوين ولفئات الأصول الرقمية.
وخلال سبتمبر من 2017، قال راي داليو، الملياردير ومؤسس بريدج واتر، أحد أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم إن عملة بتكوين "ليس فعالة كمخزن للثروة بسبب تقلبها، على عكس الذهب .
ولكن اختلفت الرؤية فخلال العام الجاري وفي 30 يناير غيّر داليو رأيه حول العملة قائلاً: "أكن إعجاب عظيم بكيفية اختبار بتكوين لارتفاع 10 سنوات ويبدو بالنسبة لي أن بتكوين نجحت في عبور الحدود من فكرة مضاربية بحتة، يمكن أن تختفي كليًا، لعملة باقية وتزداد قيمتها في المستقبل. وما زال داليو يحذر في نفس الوقت من التقلبات القوية في عملة بتكوين، ومن أن المستثمر قد يخسر 80% من استثماراته لو استمرت التقلبات. وتابع قائلًا إن الدول حول العالم ربما تمنع العملات الرقمية بموجب قوانين، لو استمر ارتفاعها.
وتابع المحلل الاقتصادي: "في 29 من يناير الماضي كشف إيلون ماسك عبر تغريدة كتب فيها كلمة بيتكوين فقط لترتفع العمله بعدها قرابه الـ7000 دولار في أقل من 4 ساعات تداول من 32000 إلى 39000 دولار، ثم كشفت شركة تسلا عن استثمار 1.5 مليار دولار في عملة بتكوين، بما أضاف مزيدًا من البريق لعملة بتكوين. وأعلنت الشركة تخطيطها لقبول الدفع باستخدام العملات الرقمية في المستقبل. ولم تكن مفاجئة، فالمؤسس، إيلون ماسك، من مؤيدي العملات الرقمية".
وأكد "عبد الوهاب"، أنه قريبا سنرى الكثير من الشركات تلجأ إلى البيتكوين، كاستثمار مثل أبل وتويتر وغيرهم من المؤسسات الكبرى، وعندها سنرى البيتكوين محقق الـ100000 دولار.
وشدد على أن ذلك يظل متوقف على مدى قبول دول العالم به خصوصا بعد الحرب التي أعلنتها الحكومة الأمريكية عليه، ورغبة الهند في سن قوانين تحظر التعامل فيه داخل الهند.