الحرب العالمية الثانية تسببت في إفلاس والدها الذي أجبرها علي الزواج من رجل يكبرها بـ ٣٠ عامًا.. حكاية ليلى فوزي مع العمدة الذي عكر صفو حياتها

الموجز

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة وأخرى المأساوية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

وفى عام ١٩٦١ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "أسرار وراء قضبان الصمت" تحدت خلالها النجوم عن أسرار في حياتهم حدثت من فترة كبيرة ومن بينهم الفنانة ليلي فوزي التي كشفت عن موقف حدث لها فى صباها حيث قالت: "بعدما حضرت أسرتنا من تركيا إلى القاهرة افتتح أبى عددًا من المحال التجارية فى الموسكى وعشنا فى بحبوحة من العيش، أبى يدير محلاته وأنا أطلب العلم فى مدرسة الراهبات بشبرا ولكن عندما أعلنت الحرب العالمية الثانية وأغلقت الموانى كان لوالدى بضائع كثيرة فى الموانئ الخارجية ضاعت كلها وكان هذا سبباً فى إشهار إفلاسه".

وآشارت الفنانة الراحلة أنه فى ظل هذه الظروف القاسية التى مرت بها الأسرة تقدم لها عمدة من الأرياف يطلب يدها ووافق والدها على العريس الذى لا يتناسب سنه معها، كما وافقت والدتها، بعد أن وجدت العائلة فى المهر الذى سيدفعه العريس حلاً للمشكلات المادية التى تعانى منها الأسرة والأب.

وأضافت: "كنت أنا الضحية ولم أكن راضية عن هذه الزيجة لأن العمدة غير مناسب لى كزوج من ناحية ومن ناحية أخرى كنت تعلقت بالفن ولا أريد أى عائق يقف فى طريقى، فقررت أن أعلن راية العصيان، رغم احترامى الشديد لظروف الأسرة".

وأوضحت ليلى فوزي كيف خرجت من هذا الموقف، قائلة: "تذكرت أنى دخلت فيلماً يحكى قصة فتاة فى مثل موقفى، وكان سلاحها الوحيد للرفض هو الإصرار لمفتعل على تكملة دراستها حتى تنجو من مأزق الزواج، وهكذا تقمصت دور البطلة فى الواقع، وكنت أحس بالمرارة وأبى يرضخ متألماً لطريقتى غير المباشرة فى رفض الزواج".

وأختتمت حديثها قائلة: "لكننى كنت سعيدة فى نفس الوقت لأننى أنقذ نفسى من مشنقة العمدة، وبعدها وضعت قدمى على أول طريق السينما وانتهى العمدة من حياة الأسرة إلى الأبد، وعاشت أسرتى دون أن تعرف سر تشبثى بتكملة دراستى".


ولدت الفنانة ليلى فوزي في تركيا لأب مصري وأم تركية، وعارض والدها في بداية عملها في الفن حتى أقنعه أصدقائه فوافق على مشاركتها في فيلم "مصنع الزوجات" عام ١٩٤١، حيث دخلت مجال التمثيل في سن صغيرة، لذلك لم تكمل تعليمها، وهو الشيء الذي ندمت عليه فيما بعد كما صرحت في أحد حواراتها النادرة.

ليلي فوزي كانت حلمت بالغناء وهي صغيرة وربما ذلك هو السبب الذي دفعها لمشاركة موسيقار الأجيال والفنانة رجاء عبده الغناء في فيلم "ممنوع الحب"، وكانت دائمًا تردد أغاني ليلى مراد، إنطلاقتها الفنية الحقيقية كانت مع الفنان محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم، فقدمت ثلاثة أفلام مع نجم الشباك الأول في ذلك الوقت موسيقار الأجيال، والذي أعجب بها وبأخلاقها، ولكن الأمر لم يتطور إلى الحب كما صرحت.

حياة ليلى فوزي الشخصية تتداخل مع حياتها الفنية، فربما جمالها الأخاذ جعلها "فتاة أحلام" العديد من النجوم ومنهم الموسيقار فريد الأطرش الذي قدم معها فيلم "جمال ودلال" عام ١٩٤٥، وطلب أن يتزوجها ولكن والدها رفض بسبب صغر سنها، تزوجت للمرة الأولى من الفنان عزيز عثمان الذي كان صديقًا لوالدها ويكبرها بثلاثين عامًا، وكان والدها يرفض طلب عزيز عثمان في البداية، لكن عزيز أصر على طلبه، وفي المقابل وافقت ليلى التي كانت صغيرة ولم تعي فكرة الزواج جيدًا، حيث أرادت أن تتخلص من تحكم والدها الذي كان يرفض كل من تقدموا لخطبتها، وتزوجت عزيز، ورغم أنها أدركت خطأها مبكرًا، إلا أنها انتظرت خمس سنوات حتى تطلب الطلاق، كما صرحت في حوار تلفزيوني.

قصة الحب الحقيقية في حياة ليلى فوزي كانت مع أنور وجدي، والتي نشأت في عام ١٩٤٤ أثناء تصوير فيلم "من الجاني"، حيث تعرف أنور على ليلى فوزي، وكان يطيل النظر في وجهها حتى ظنت ليلى أن هناك عيبًا في مظهرها، فلم تستطيع تفسير هذه النظرات، حيث كانت فتاة صغيرة حينها، لكنه صراحها بمشاعره من ثم أعلن زواجهما.

تزوجت ليلى بعد عدة سنوات من الإعلامي جلال معوض، وكانت هي وزوجها أصدقاء للكثير من النجوم في تلك الحقبة منهم محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وعمر الشريف وفاتن حمامة، وتحدثت جميلة الجميلات في عدة لقاءات عن محمد عبد الوهاب وإلتزامه الشديد وانضباطه وخوفه من الأمراض وأيضًا روحه المرحة مع المقربين منه، أما فريد الأطرش فكان طيب القلب وكان يحب أصدقائه جدا ويخشى الوحدة.

عادت ليلى فوزي إلى السينما مرة أخرى، وقدمت أهم أدوارها في فيلم "بورسعيد المدينة الباسلة" مع فريد شوقي، وجسدت خلاله دور جاسوسة إنجليزية وفي عام ١٩٦١ قدمت دورها الأشهر في فيلم "الناصر صلاح الدين" فيرجينيا جميلة الجميلات بكل ما تحمله من دهاء وشر وجمال فتحول هذا الاسم إلى لقب ليلى فوزي وهكذا باتت "الشريرة الجميلة" في السينما العربية، وفي هدوء رحلت ليلي فوزي في ١٢ يناير عام ٢٠٠٥، بعد أن أثرت الفن بحوالي ٨٥ فيلمًا سينمائيًا، و٤٠ مسلسلًا تليفزيونيًا.

تم نسخ الرابط