أسرار زيزي مصطفي .. العندليب وقع في غرامها.. ورطوها في قضية مخلة بالأداب.. تزوجت 3 مرات.. أزمة قلبية أنهت حياتها
تحل اليوم ذكري وفاة الفنانة زيزي مصطفي، والتي توفيت في مثل هذا اليوم من عام 2008، تاركة علامة فارقة فى عالم الفن وأصبح أسمها محفور فى وجدان وعقول المشاهد المصري، والتى اختتمت تاريخها الفنى بمسلسل "راجل وست ستات" مع النجم أشرف عبد الباقي، تزوجت 3 مرات في حياتها وأتهمت في قضية مخلة بالأداب..
ولدت زينب مصطفى نصر، وشهرتها زيزي مصطفى في يوم 2 يونيو عام 1943، بالقاهرة، لأسرة تهوى الموسيقى والفن حصلت على دبلوم الفنون التطريزية في مطلع الستينيات، وبدأت حياتها العملية فور حصولها على الدبلوم بالعمل في الإذاعة المصرية، ومنها عرفت طريقها إلي السينما في عدد من الأدوار الصغيرة.
بدأت التمثيل في سن السادسة عشرة، حيث شاركت في فيلم (بين السماء والأرض) الذي أخرجه صلاح أبو سيف عام 1959، وفي العام التالي شاركت في فيلم "المراهقات" ثم قامت بأول بطولة سينمائية في فيلم "البوسطجي"، وذلك عام 1968 أمام شكري سرحان وصلاح منصور ويعد الفيلم من علامات السينما المصرية.
وبالرغم أن رحلة زيزي مصطفى امتلأت في البدايات بعدد من الأدوار الفنية الهامة مثل "المراهقات"، و"مذاكرات تلميذة"، "سيد درويش"، "قصر الشوق"، لكن الانطلاقة الحقيقية في مشوارها تكمن في فيلم "البوسطجي" الذي قدمته مع الراحل شكري سرحان، لتتوالى الرحلة بعد ذلك بالعديد من الأدوار البارزة منها، "زائر الفجر"، "انتبهوا أيها السادة"، "المتمردون"، "دائرة الانتقام"، "الحريف"، "زوجة رجل مهم"، و"نسيت أني امرأة".
وليس هذا فقط فذكاء زيزي جعلها حاضرة في سينما الشباب، وهو ما يمثل نوعا آخر من وعي الراحلة التي لم ترفض مثل هذه المشاركات باعتبار أنها سبق لها العمل مع الكبار وأنه من المؤكد أن الخريطة الفنية شابها الكثير والكثير من التغيير حيث إن البعض من أبناء جيلها رفضوا التواجد في هذا التوقيت، ومع مطلع الألفية الجيدة قدمت زيزي عددْا من الأدوار المميزة منها أفلام "حرمية في كي جي تو"، "شبر ونص"، "صايع بحر"، "حريم كريم" مختتمة الرحلة بفيلمي "في محطة مصر" مع منة شلبي وكريم عبد العزيز، و"لخمة راس" مع أحمد رزق قبل رحيلها بعامين.
وشاركت في العديد من الأعمال الدرامية وأهمها مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" والذي حمل شهادة ميلاد لكثير من نجوم جيل الوسط ومنهم يحيى الفخراني، آثار الحكيم، فاروق الفيشاوي وصلاح السعدني لتمتلئ الرحلة بعد ذلك بالعديد من الأدوار التي جعلت منها نجمة تليفزيونية حاضرة في أهم مسلسلات التليفزيون المصرى وشاركت في "أنا وانت وبابا في المشمش"، "أحلام الفتى الطائر"، "قضية رأي عام"، "أولاد الأكابر"، "أحزان مريم"، "الرقص على سلالم متحركة"، "الملك فاروق"، "حياة الجوهري"، "عسكر وحرامية"، وغيرها.
تعد زيزي مصطفي من الفنانات التى لم تكن تحب أن تظهر كثير فى وسائل الاعلام، وكانت دائما لاتريد أن تكشف عن حياتها الخاصة، حيث أنها تزوجت ثلاث مرات، وبسبب عملها فى مجال الفن، كانت تنفصل عن زيجاتها لانشغالها الدائم بالتمثيل.
كانت أول زيجات الفنانة زيزي مصطفى، فى سن مبكرة من مدحت ضابط الإيقاع في فرقة أم كلثوم، وأنجبت ولدًا وبنتًا، ولكنها انفصلت عنه بعد عدة سنوات من الزواج، بسبب حدوث خلافات كثيرة بينهما.
وكانت الزيجة الثانية للفنانة زيزي مصطفى، من نصيب الفنان محمد خيري، والتى كانت بينهما قصة حب طويلة، وحدث الانفصال بينهما بسبب انشغالها الشديد فى مجال الفن.
وكانت الزيجة الثالثة والأخيرة من الفنان يسرى مصطفى، التى تزوجت منه فى عام 1982، ولكن زواجهما لم يستمر طويلًا وسرعان ما انتهى بالانفصال.
ولها قصة حب مع العندليب الأسمر فرغبت عبدالحليم حافظ في نسيان حبه لسعاد حسني، وملاحظته وجود شبه لها، كانت أسبابا في اختيار العندليب عبدالحليم حافظ لـ زيزي مصطفى لتشاركه بطولة فيلم «أبي فوق الشجرة»، فقد كانت صغيرة السن جميلة وجذابة؛ حيث أعجب بها العندليب الأسمر وبموهبتها فور رؤيتها.
كانت الفنانة زيزي مصطفى وجها جديدا عندما تم ترشيحها لتشارك عبدالحليم حافظ في بطولة فيلم «أبي فوق الشجرة»، وبعد ترشحها للدور تم تشبيهها بالفنانة سعاد حسني في جمالها ورقتها.
في البداية لفتت زيزي الأنظار إليها بعد مشاركتها في فيلم «البوسطجي»، وكان قد تصادف وجود عبدالحليم أمام التليفزيون أثناء عرض الفيلم، فما كان منه في النهاية إلا أنه نهض مسرعا وهاتف المحامي مجدي العمروسي مدير شركة صوت الفن حينها، وسأله “انت شاهدت فيلم البوسطجي يا مجدي؟”.
فهم العمروسي ما يقصده عبدالحليم، وأجابه “قصدك زيزي مصطفى !”، فقال حليم “انت دايما فاهمني كده”، ولم تمض 24 ساعة حتى كانت زيزي مصطفى توقع عقدا مع صوت الفن لبطولة فيلم “أبي فوق الشجرة” والذي كانت ستلعب فيه دور الفتاة الجامعية الذي يحبها عبدالحليم، والذي جسدته فيما بعد الفنانة ميرفت أمين.
ترك العمروسي خانة الأجر فارغة ليملؤها عبدالحليم بنفسه، وقابل عبدالحليم زيزي ليناقشا مشاركتها في الفيلم، ولوحظ أن حليم لم يجعل الأجر يقف عائقا في إتمام الاتفاق، فقد قام حليم بمضاعفة أجرها من 500 جنيه عن دورها في فيلم البوسطجي إلى 1000 جنيه في فيلم أبي فوق الشجرة.
ولكن تضمن العقد شرطا أساسيا غريبا وهو أن تنقص زيزي وزنها 10 كيلو جرامات قبل البدء بالتصوير، وأن تلتقي عبد الحليم مرة يوميا ليشرف عليها بنفسه، ويجريا معا بعض البروفات للفيلم.
وخلال البروفات المبدئية كثيرا ما كان يندمج حليم ويخرج عن النص المكتوب ويستبدله بآخر من عنده، وفقا لرواية إحدي المجلات، فإن زيزي لم تكن تعلم بأن عبدالحليم معجبا بها، فكان كلا منهما مجروح عاطفيا، فعبدالحليم بعد فشل علاقته بسعاد حسني، وزيزي التي كانت قد انفصلت عن زوجها مدحت ضابط الإيقاع بفرقة أم كلثوم.
وبعد ذلك زادت عدد الأيام التي كانا يلتقيان فيها، ولم تقتصر على البروفات فقط فقد كانا يخرجان في نزهات معا.
ولكن بعد فترة، تراجعت زيزي عن تقديم الدور بسبب ضرورة سفرها إلى سوريا لحضور عرض فيلم البوسطجي ورغبة القائمين على فيلم “أبي فوق الشجرة” في الإسراع في البدء بالتصوير، ما أثر على الدور.
وبعد مرور عشرات الأعوام على هذه الفرصة التي كانت ستغير تاريخ الفنانة الراحلة زيزي مصطفى الفني، أوضحت في حوار قديم أنها ندمت عن عدم المشاركة فيه، أما العندليب فحقق نجاحا ضخما آنذاك بهذا الفيلم الذي استمر عرضه في السينمات عاما كاملا
واجهت العديد من الأزمات فى حياتها الخاصة بعيدا عن مجال الفن، فكانت من بين المتهمات في قضية شبكة الدعارة التي كانت تديرها "ميمي شكيب" فى منزلها بعد وفاة زوجها الفنان سراج منير، والشهيرة بـ الرقيق الأبيض، وذلك فى عام 1974، حيث وُجهت إليها تهمة الممارسة نظير مبلغ 50 جنيه، إلا أنها نفت ممارستها للدعارة في التحقيقات.
عانت فى الفترة الاخيرة من إصابتها بمرض قلبي وعائي، والتى جعلها تبعد عن الفن قبل وفاتها بعام واحد، حيث كانت آخر أعمالها مسلسل" راجل وست ستات" فى 2007، وتوفيت في فى منزلها بمصر الجديدة، يوم 13 فبراير عام 2008 عن عمر يناهز 62.