أصيبت بالإكتئاب بسبب العندليب.. وظهرت شاردة على مقاهي وسط البلد في أواخر أيامها ورحلت وحيدة..أسرار مثيرة من حياة أيقونة الرومانسية أمال فريد
فنانة ذات ملامح ملائكية كانت تخطف الأنظار فور ظهورها على الشاشة تميزت بإطلالة خاصة وبموهبتها الفريدة أيضًا فهي أستطاعت أن تثبت نفسها ونافست بقوة نجمات الزمن الجميل حتى أصبحت من أهم فنانات الرومانسية في السينما ووقفت أمام كبار النجوم أنها الفنانة أمال فريد التي تحل اليوم ذكري ميلادها وفي التقرير التالي يرصد "الموجز" أبرز محطاتها الفنية.
اسمها بالكامل أمال خليل محمد ولدت في مثل هذا اليوم بالعباسية عام ١٩٨٣ بدأت حياتها تسير بشكل طبيعي مثلها مثل أي طفلة، ثم بدات حياتها تأخذ جانب آخر، ممتع ومثير وهو الجانب الخاص بالفن، حيث بدأت في برامج الأطفال مع بابا شارو، ودخلت الفن عن طريق مسابقة في مجلة الجيل، فرشحها للعمل في الفن مصطفى أمين وأنيس منصور بالتزكية، وكان أول عمل لها أمام الفنانة الراحلة فاتن حمامة في فيلم "موعد مع السعادة" عام 1954، والذي رشحها له المنتج رمسيس نجيب لتتوالى أعمالها بعد ذلك.
ولكن واجهت أمال أزمة كبيرة في بداية مشوارها الفنى بسبب معارضة عائلتها على دخولها مجال التمثيل، خوفًا على مستقبلها الدراسي لكنها اقتنعت بعد ذلك، وحصلت عن دورها في هذا الفيلم على جائزة الدولة التقديرية وسلمها لها نجيب محفوظ ووعدها بالعمل معه، وبالفعل شاركت في فيلمين للكاتب الراحل وهما "بداية ونهاية" و"إحنا التلامدة".
وقدمت خلال مشوارها العديد من الأعمال التي علقت في أذهان الجمهور، وتعاونت مع عدد من النجوم الكبار، ومن أبرز أعمالها "التلميذة" و"من أجل امرأة" و"احنا التلامذة" و"أبو أحمد" و"حماتي ملاك" و"أم رتيبة" و"موعد مع السعادة" و"ليالي الحب" وغيرهم، واعتزلت الفن في أواخر الستينيات لأن الأعمال التي عرضت عليها لم تناسبها.
روت في إحدى الحوارات الصحفية أنها أصيبت بحالة اكتئاب بسبب العندليب عبد الحليم حافظ، ففي أثناء تصوير مشهد التزلج في فيلم "بنات اليوم"، سقط حليم على الأرض فجأة وأصيب بنزيف شديد في الفم، وكانت المرة الأولى التي يتعرض فيها لمثل تلك الحالة، وظلت آمال تصرخ بهيستيريا وتم إبعادها من مكان التصوير حتى يتم علاجه ووقف النزيف، وغادرت المكان وحاولت استعادة هدوئها وذهبت إلى منزلها، وكانت تقوم بالاطمئنان عليه باستمرار ودخلت في حالة اكتئاب شديدة حتى تأكدت أنه بخير وتم استكمال التصوير.
رغم الشهرة والانتشار الذي حصلت عليه آمال، إلا انها حاولت البحث عن الاستقرار وتكوين أسرة، لكنها لم توفق في ذلك، فتزوجت مرتين إحداهما من موسيقار مصري انتقلت معه للعيش في موسكو، وخلال هذه الفترة ابتعدت عن الفن لمدة 6 سنوات، ثم عادت إلى مصر وشاركت في بطولة فيلمين هما "6 بنات وعريس" و"جزيرة العشاق"، لكنها بعد ذلك قررت الابتعاد نهائيا عن التمثيل لانتشار الأفلام التجارية التي لا تتناسب مع مشوارها الفني، كما نفت في تصريحات صحفية وقتها أن سبب اعتزالها غير مرتبط بزواجها، لافتة إلى أنها تزوجت مرتين لكنها لم ترزق بأطفال.
بعد فترة طويلة من الغياب عادت للأضواء مرة أخرى ولكن ليس بالصورة المتوقعة، عندما ظهرت في أحد مقاهي منطقة وسط البلد وهي تبدو شاردة الذهن، وآثار الكثير من الجدل، ونشر أحد المتابعين صورتها مطالبا تدخل نقابة المهن التمثيلية التي نشرت بيان تؤكد فيه اهتمامها بالفنانين، "أن فناني مصر الذين منحوا الفن حياتهم وإبداعهم ورفعوا من شأنه وسطروا في تاريخه أروع الصفحات يأتون في مقدمة اهتمامات النقابة وأولوياتها سواء كان هؤلاء الفنانين مازالوا يمارسون العمل أو اعتزلوا لذلك تولي النقابة اهتمام خاص بما تردد عن حالة الفنانة والنجمة المعتزلة ٱمال فريد الصحية والمعنوية وتؤكد تحركها وسعيها الٱن لتوفير كل ماتحتاجة الفنانة القديرة من رعاية على كافة المستويات تقديرا لتاريخها وأدوارها التي لاتنسى كأحد نجمات السينما المصرية في زمن الفن الجميل".
في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء 19 يونيو ٢٠١٨ أعلن المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان د.خالد مجاهد، وفاة الفنانة آمال فريد في مستشفى شبرا العام بعد تدهور حالتها الصحية.