والدها أجبرها على الزواج في سن الطفولة.. وتعدى عليها مخمور ليلة زفافها.. وهذه حكايتها مع الملك فاروق.. أسرار مثيرة من حياة سميحة توفيق التي كانت نهايتها مأساوية
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة وأخرى المأساوية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وفى عام ١٩٦١ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "أسرار وراء قضبان الصمت" تحدت خلالها النجوم عن أسرار في حياتهم حدثت من فترة كبيرة ومن بينهم الفنانة سميحة توفيق التي كشفت عن موقف غريب حدث لها حدث لها يوم زفافها، حيث قالت: "لم أكن قد بلغت السن القانونية للزواج حين تقدم أول عريس يطلب يدى، ورغم هذا وافق أبى، أولاً لأن العريس كان مستوفياً لجميع الشروط التى يحلم بها كل أب حريص على سعادة ابنته، وثانياً لأن أبى كان يريد أن يبعدنى عن محاولاتى الفنية بالزواج المبكر".
وأضاف: "جاءت ليلة الزفاف وأقيمت الزينات فى السرادق الكبير المملوء بأكثر من ألف مدعو، ورحت أتمختر مزهوة بأعوامى القليلة الغارقة وسط فستان زفاف تعمدت الخياطة أن يكشف عن مفاتنى الجميلة، وجلست فى الكوشة بجوار العريس وأنا أضع ساق على ساق وكأننى عروس على شاشة السينما".
وتابعت الفنانة الراحلة تفاصيل الموقف الغريب الذي حدث لها قائلة: "فجأة وجدت أحد المدعوين يهجم على ساقى اليمنى وراح ينهال عليها بالقبلات ويطوقها بيديه، ثم يصرخ والناس يحاولون جذبه ويشدونه بعيداً عن ساقى دون جدوى، فانهالوا عليه ضرباً بصورة قاسية حتى سقط الرجل على الأرض مغشياً عليه، وصرخ الجميع : "مات الرجل"، وبعدها أغمى على".
وأستكملت: "أفقت بعدها لأعرف أن الرجل كان مخموراً، وأنه أفاق هو الأخر، وكان شخصاً متطفلاً لا يعرفه أحد من العائلة ولم توجه له دعوة للحضور، وبعد العلقة التى أخذها هرب من سرادق الفرح خائفاً"، وكانت المفاجأة بعد زفاف الفنانة الفاتنة أنها فوجئت بأن الرجل العجوز الذى هجم عليها أقام دعوى قضائية ضدها يطالبها فيها بالتعويض لأنها كانت سبباً غير مباشر فيما أصابه ليلة زفافها.
وأختتمت سميحة توفيق حديثها قائلة: "شعرت بورطة كبيرة فماذا أقول أمام القضاء حين يسألونى عن سبب الاعتداء على الرجل، وأن هذه القضية تهدد مستقبلى، وأحسست بمنتهى الندم لأننى أظهرت مفاتنى فى تلك الليلة"، وظلت الفنانة الراحلة مشغولة بهذه القضية حتى سحب الرجل العجوز القضية واعتذر لها.
ولدت سميحة توفيق، في 13 مايو عام 1928 في محافظة المنيا بصعيد مصر، وكان والدها يعمل مروضًا للأسود في سيرك واكتشفها الفنان الراحل يوسف وهبي وهي في عمر 14 عامًا، وقد كانت في ذلك الوقت محجبة فخلعت الحجاب وأشركها وهبي بالرقص في عدد من الأفلام ما جعل المنتجون يحاولون حصرها في دور الراقصة إلا أنها فضلت التمثيل.
شاركت في عديد من الأعمال الفنية منها فيلم "ابن النيل" مع الفنان شكري سرحان، وفيلم "سلطان" مع فريد شوقي، وفيلم "عصر الحب"، وكان آخر أعمالها مسرحية "ريا وسكينة" مع سهير البابلي وأحمد بدير وعبدالمنعم مدبولي وشادية.
وجدت سميحة نفسها مطلوبة كي تنضم إلى حريم الملك فاروق، ولكنها رفضت واستنجدت بأستاذتها الفنانة تحية كاريوكا، التي وجهت لها عددًا من النصائح الذهبية فعرفت كيف تخرج من ذلك المأزق، وفى إحدى الليالى التى جمعتها بتحية والملك فاروق لاحظت تحية كاريوكا، أن الملك فاروق يفحص جسد سميحة توفيق، ويدقق النظر فى ملامحها فقالت لها تحية: "يا ريت تروحى يا سميحة".
وبالفعل خرجت "سميحة" من الأوبرج بناءً على نصيحة تحية كاريوكا، ونجت من أن تكون من حريم الملك فاروق، وبعد قيام ثورة يوليو تزوجت سميحة توفيق، من أحد الضباط الذي طلب منها ترك الفن، وبالفعل قامت بذلك، ولكن بعد إنفصالهم عادت مرة آخرى، وتزوجت من الموسيقار عطية شرارة.
كما عاشت الفنانة سميحة توفيق، قبل رحيلها حياة مأساوية بسبب توقف نشاطها الفني، ولم يكن يكن لديها ما تدخره، وكانت الفنانة شادية، ترسل لها مبلغًا ماليًا من آن لآخر مع أحد أقاربها، فهي الوحيدة التي كانت تسأل عنها.
أصيبت سميحة توفيق، قبل وفاتها بعدة أعوام بمرض هشاشة العظام وانتقلت للعيش في شقة متواضعة في حي السيدة زينب، ومكثت فيها، حتى وفاتها في الحادي عشر من أغسطس عام 2010 عن عمر يناهز 82 عامًا.