البحوث الإسلامية يستعرض ”العلاقات الدولية في الإسلام” للعلاّمة ”أبو زهرة”
يواصل مجمع البحوث الإسلامية سلسلة "كتاب وكاتب"، والتي تستهدف توجيه القراء إلى كنوز علمية شكّلت طاقة نور لما تتعرض له من قضايا متنوعة تمثل محاورها جزءًا مهمًا من حياة الناس وعلاقتهم بغيرهم، حيث تستعرض السلسلة في هذه الحلقة كتاب "العلاقات الدولية في الإسلام" للعلاّمة الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله.
الكتاب بتناول دعائم العلاقات الإنسانية في الإسلام، وسريانها في العلاقات الدولية، حيث يتحدث عن التعاون الإنساني، والتسامح، والحرية، والفضيلة، والعدالة، والمعاملة بالمثل، والوفاء بالعهد، والمودة ومنع الفساد.
ثم يستعرض العلاقات الدولية في حال السلم، مبينًا المفاهيم الصحيحة فيما يتعلق بدار الحرب ودار الإسلام ودار العهد، والتأكيد على سيادة الدولة، مع الحديث عن المعاهدات والصلح وضرورة الوفاء بها، وتوقيت المعاهدات وإطلاقها وتأبيدها.
ثم يفصل الكتاب القول ويتناول العلاقات في وقت الحرب، من خلال بيان الباعث على الحرب والسلام، ومنع التعدي على رجال الدين والصبيان والنساء والشيوخ والعمال، والتأكيد على ضرورة الفضيلة واحترام الكرامة الإنسانية في ميدان المعارك، مع اعتبار الحرب حالة عرضية والحديث عن انتهائها سواء بالصلح أوالاستسلام وكيفية معاملة الأسرى وإعطائهم الأمان.
ويعد الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله شخصية علمية فريدة في بابها، ولد رحمه الله عام 1898 حيث نشأ في بيت علم وفضل، فبدأ الشيخ حياته التعليمية بأن التحق بالكُتّاب، ثم المدرسة الأولية ثم المدرسة الراقية، ثم التحق بالجامع الأحمدي عام 1913، حيث ظهر نبوغه وتفوقه على أقرانه، وفي عام 1916 دخل الإمام مدرسة القضاء الشرعي بعد أن اجتاز الامتحان، وبعد انتهاء الدراسة تنقّل رحمه في عدة مناصب بين كلية أصول الدين والحقوق، وتدرّج في مراتب التدريس حتى وصل إلى رئيس قسم الشريعة، ثم سن التقاعد عام 1958م، واختير عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية عام 1962م، وتوفي رحمه الله عام 1974م.