قسوة زوجة والدها جعلتها تبدأ مشوارها الفني بكذبة وهذه حكايتها مع بديعة مصابني.. أحزان واجهت فراشة السينما المصرية سامية جمال
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة وأخرى المأساوية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وفى عام ١٩٦١ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "أسرار وراء قضبان الصمت" تحدت خلالها النجوم عن أسرار في حياتهم حدثت من فترة كبيرة ومن بينهم الفنانة سامية جمال التي كشفت عن كذبة بدأت بها حياتها الفنية، حيث قالت: "كنت فى حياتى الأولى أعانى من الجوع وقسوة زوجة أبى التى كانت تتفنن فى تعذيبى لدرجة أصابت أعصابى بالانهيار الذى ظللت أعانى منه طوال حياتى".
وأضافت: "شاهدتنى إحدى الجارات وأنا أرقص أمام المرآة ونصحتنى بالذهاب للسيدة بديعة مصابنى، وذهبت إليها فعلا وكانت تجلس أمام صالتها فى شارع عماد الدين والنرجيلة فى فمها"، وكشفت سامية عن الكذبة التى بدأت بها مشوارها الفنى عندما قابلت بديعة مصابنى، قائلة "أبديت لها رغبتى فى أن أرقص عندها، فسألتنى: رقصتى قبل كدة؟، فأجبت أيوة، وسألتنى: فين؟، وبسرعة قلت لها كذباً أننى رقصت فى الإسكندرية فى كازينو كليوباترا".
وآشارت الفنانة الراحلة أنها لم تكن تعرف كازينو كليوباترا ولم تره فى حياتها، لكنها سمعت عنه من إحدى صديقاتها وحفظت اسمه، مؤكدة أن بديعة مصابنى طلبت منها أن تعود ليلاً لترى رقصها، وعندما ذهبت لها سألتها إن كان لديها بدلة رقص، فأجابت بأنها نسيتها فى الإسكندرية، لكنها سوف تعود بعد أيام ومعها بدلة جديدة، وظلت 5 أيام تحاول تدبير بدلة رقص وعادت لبديعة ووقفت على المسرح لأول مرة.
ولدت سامية جمال في بني سويف، في ٢٥ مايو ١٩٢٤، وعاشت هناك مع والدها ووالدتها وزوجة أبيها الأخرى حتى توفت والدتها وهي في سن الثامنة من عمرها، ومن بعدها والدها، حيث عاملتها زوجة أبيها بقسوة وحولتها من ابنة صاحب البيت إلى مجرد خادمة تؤدي أعمال البيت، لتقرر الهرب من المنزل وتنضم لإحدى الفرق الغنائية.
عملت من خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، كما ركّزت سامية جمال في رقصها، على تقديم حالة من الإنبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات في الخلفية، وكونت في الرقص الشرقي اتجاهًا فنيًا مضادًا لإتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا، ففي حين اعتمدت سامية، على المزج بين الرقص الشرقي والغربي اتخذت تحية اتجاه الرقصات الشرقية والمصرية القديمة والتنويع على الحركات القديمة وتقديمها بشكل أكثر حداثة.
قررت سامية جمال اعتزال الفن والأضواء فى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، ولكنها عادت مرة أخرى للرقص فى منتصف الثمانينيات، ثم عاودت الاعتزال مرة أخرى، وبقيت على اعتزالها حتى وفاتها فى ١ ديسمبر عام ١٩٩٤.
قبل وفاتها بعدة أشهر قامت سامية جمال، بشراء مدفن لها على أول طريق السويس، وكانت تحرص على زيارته من وقت لآخر، وفي إحدى المرات وجدت الحارس قام بكتابة مدفن الفنانة سامية جمال، فقامت بتوبيخه على وضع كلمة فنانة لأنها تود أن تبقى بلا أي ألقاب عند مقابلة ربها، وقامت بكسر الرخامة التي كتب عليها لقب فنانة، كما أوصت سامية بشيء غريب قبل وفاتها، وهي أن يتم خروج جثمانها في هدوء من سلم الخدم، كما أصرت في أيامها الأخيرة على أن تخدم نفسها دون مساعدة من أي شخص.