”عشوة” أشعلت الحب بين أم كلثوم ومحمود الشريف
رحلت أم كلثوم منذ 46 عامًا، في مثل هذا اليوم وجمعتها قصة حب مع الملحن محمود الشريف، وكانت حينها حديث الصحافة، وبالرغم من إعلان خطبتهما إلا أن الزواج كان عرفيًا وليس موثقًا، وهو ما أصاب «حبيبة» أم كلثوم بـ«صدمة نفسية» دفعت أحدهم وهو الموسيقار محمد القصبجي لأن يذهب لمنزل كوكب الشرق أثناء تواجد «الشريف» مخبئًا مسدسًا يسقط من بين يديه من «ربكته» وحرر وقتها الشريف محضرًا ضد القصبجي، ولكن تم التنازل منعًا لتضخيم الأمور وتقديرًا للظروف التي أدت لذلك.
وفي حوار صحفي في منتصف الستينيات، حكى محمود الشريف أن لقاءه الأول بأم كلثوم كان في مكتب كروان الإذاعة محمد فتحي، الذي اقترح عليهما أن يتعاونا سويًا، والمرة الثانية كانت في نقابة الموسيقيين التي ترأستها أم كلثوم، وكان «الشريف» سكرتيرًا للنقابة في أربعينيات القرن الماضي، ووجهت لهم الدعوة بتناول العشاء في منزلها، وذهب بصحبتها بسيارتها وركب إلى جوارها في المقعد الخلفي، فيما ركب «القصبجي» محتضنًا العود بجوار السائق.
وداخل منزل أم كلثوم أقيمت مأدبة من العشاء الفاخر، وبدأ محمد القصبجي في العزف على العود، وخرج «الشريف» إلى «البلكونة» مع اقتراب ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي، وتبعته أم كلثوم «اشتعلت شرارة الحب وربطت على كتفي وقالت لي هنتغدى سوا بكرة»، وهو المشهد الذي تطرق إليه محفوظ عبدالرحمن، والمخرجة إنعام محمد علي خلال أحداث مسلسل «أم كلثوم» التي جسدت دورها الفنانة صابرين، وقام الفنان إسماعيل محمود بدور محمود الشريف.
لم تلق علاقة أم كلثوم بالموسيقار محمود الشريف ترحيبًا من محبيها ومعجبيها فكان قلقهم من أن تتزوج أم كلثوم وتترك الغناء، حتى وقع الانفصال بين الطرفين بحزن شديد وبأمر ملكي بعد تهديد «الشريف» بالقتل، وتوجيه كلام مسئ له عبر صفحات الجرائد، وكتب عنهما الكاتب مصطفى أمين بعد انفصالهما مقالًا يحمل عنوان «جنازة حب» خصوصًا وأن الخطبة المعلنة لم تدم إلا أسبوع واحد فيما استمر الزواج السري غير المعلن نحو عامين.
وقبل أن ينقطع الود والمحبة بين أم كلثوم ومحمود الشريف، كان يعمل الأخير على تلحين أغنية «شمس الأصيل» وأجريا بروفات عدة، وبعد الانفصال العاطفي وقع انفصال فني ولم يجمعهما لحنا واحدا بعدها، وذهبت الأغنية للموسيقار رياض السنباطي.