وصلة توبيخ من يوسف وهبي لـ أمينة رزق كادت أن تنهي مشوارها الفني.. اعرف حكاية

الموجز

تعتبر واحدة من أهم فنانات الزمن الجميل أمتد مشوارها الفني لسنوات طويلة، أشتهرت خلاله بأدوار الأم على مدار عدة أجيال، حلقت في سماء النجومية بين الدراما والسينما والمسرح، وأشتهرت خلال أعمالها باللون التراجيدي، وبرعت أيضًا في تجسيد مختلف الشخصيات، لقبت بـ "عذراء الفن"، نتيجة لرفضها الزواج من أجل فنها الذي عاشت من أجله، ووهبت نفسها لإسعاد جمهورها، أنها الفنانة القديرة أمينة رزق.

وتعرضت الفنانة أمينة رزق للعديد من الصعوبات فى بداية مشوارها الفنى وتحدثت في إحدى حواراتها النادرة عن بعض الصعاب التى تعرضت لها ومحطات الفشل التي واجهتها، حيث قالت إنها التحقت بفرقة رمسيس وهى طفلة فى سن العشر سنوات عندما كانت الفرقة فى حاجة لطفلة بهذا السن لتقوم بدور الصبى ولى العهد فى رواية "راسبوتين".

وأضافت إلى أنها كانت سعدت للغاية بهذا الدور الذى سيحقق حلمها فى الوقوف على المسرح، وزاد من سعادتها أن يوسف وهبى أعجب بأدائها وأخذ يعاملها بلطف ويغمرها بعطفه، ويتوقع لها أن تكون فنانة كبيرة.

وتابعت أم الفنانيين أنها أبدت براعة كبيرة فى البروفات لحفظ دورها وهو عبارة عن جملتين تؤكد خلالها براعة راسبوتين فى شفاء المرضى، حتى جاءت البروفة الأخيرة، وإذا بها تتلعثم وتترتبك، فتعاطف معها يوسف وهبى فى البداية وأخذ يطمأنها ويشجعها.

وقالت خلال حوارها: "تكرر خطأى كثيراً، وزاد ارتباكى حتى ثار يوسف وهبى وغضب وألقى بالرواية فى وجهى من شدة الغضب وهو يصرخ: بلاش كلام فارغ جايبين لنا عيال يمثلوا"، مضيفة: " بكيت بشدة من هذه الإهانة، وللحظات قررت أن أعود للبيت وأهجر التمثيل للأبد، ولكن بعد قليل هدأ يوسف بك وعاد يشجعنى أن أعيد المشهد، وبالفعل استجمعت قوتى وأديته ببراعة، ونجحت واستكملت مشوارى الفن، ولو كنت استسلمت للفشل وعدت لبيتى ما كنت حققت الشهرة والنجاح فى مشوارى الفنى".

ولدت الفنانة أمينة رزق في ١٥ إبريل عام ١٩١٠، في مدينة طنطا والتحقت بمدرسة ضياء الشرق، من ثم انتقلت بصحبة والدتها وخالتها الفنانة أمينة محمد، للإستقرار في القاهرة بعد وفاة والدها وهي في الثامنة من عمرها، وذلك بسبب محاولة عصابة إجرامية علمت بترك الأب ثروة كبيرة وترددت الشائعات وقتها إنها سبائك من الذهب، حيث قررت العصابة التسلل ليلًا لمنزل أمينة وقتلها هى ووالدتها للحصول على المال لكن القدر شاء أن تعلم والدة أمينة بالسر من أحد عناصر العصابة لأن زوجها كان يعطف عليه.

بسبب حبها للفن بدأت مسيرتها الفنية وهي في الثانية عشر من عمرها، حيث وقفت علي المسرح لأول مرة مع خالتها عام ١٩٢٢ كمنشدتين في فرقة علي الكسار على مسرح روض الفرج، وانتقلت بعدها للعمل في فرقة رمسيس المسرحية والتي أسسها يوسف وهبي.

وأنطلقت مسيرتها الفنية الحقيقية وهي في الرابعة عشر من عمرها، وذلك بعد أن شاركت في مسرحية "راسبوتين" أمام الفنان يوسف وهبي وحققت وقتها من خلالها نجاح جماهيري كبير، وقد بدأت أمينة أول أفلامها مع بداية السينما المصرية فشاركت في فيلم "قبلة في الصحراء" عام ١٩٢٨.

كونت "أم الفنانيين" مع النجم يوسف وهبي ثنائي مميز حيث شاركت بالتمثيل في أغلب مسرحياته حتى أصبحت إحدى الشخصيات الأساسية في العروض التي قدمتها الفرقة وكذلك في الأفلام التي أنتجها يوسف وهبي وهذا الأمر الذي كان سببًا وراء شهرتها.

اشتهرت الفنانة الراحلة طوال مسيرتها الفنية بدور الأم فعلي الرغم من صغر سنها إلا أنها برعت فى تجسيده، ولم تحصل على البطولة المطلقة في السينما طوال مسيرتها، لكنها كانت قاسم مشترك، وقدمت للسينما حوالي مئة عمل أبرزهم: "سعاد الغجرية، وأولاد الذوات، والدفاع، وساعة التنفيذ، والدكتور، وقيس وليلى، ورجل بين امرأتين، وقلب امرأة، وعاصفة على الريح، وأولاد الفقراء، والطريق المستقيم، وكليوباترا، والبؤساء، ومن الجاني، وبرلنتي، وليلى في الظلام" وغيرهم.

استطاعت أمينة رزق أن تقدم علي خشبة المسرح الكثير من العروض التي تركت علامة فارقة في تاريخ الفن المصرى منهم: "الشبح، العدو الحبيب، ناكر ونكير، ابن الفلاح، ألف ضحكة وضحكة، يد الله، المليونير، والصهيوني، يا طالع الشجرة، وانها حقاً عائلة محترمة".

كما حلقت الفنانة القديرة في سماء النجومية من خلال مسلسلاتها الدرامية المتنوعة منهم: "السيرة الهلالية، الإمام البخاري، هاربات من الماضي، وأحلام مؤجلة، وخالتي صفية والدير، سيرة ومسيرة، للعدالة وجوه كثيرة، أهل الدنيا، أحلام مؤجلة، أوبرا عايدة، قط وفار فايف ستار، محاكمة الليالي، أدهم وزينات والثلاث بنات" وغيرهم.

وعن حياتها الشخصية كشفت أمينة رزق في إحدي حوارتها عن سبب رفضها الزواج قائلة: "لقد اعتدت على تقديم إحدى المسرحيات مع عميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي، وكانت أحداثها منصبة على فتاة انتحرت بعد أن غرر بها أحد الشبان أو أنها تمرض بسبب حبها فكل هذه الروايات حرصنا أن نستعرض من خلالها سطوة الرجل وقوة نفوذه على المرأة، لذلك خشيت على نفسي من الإنتحار إذا ما وافقت على الزواج، وجاء الزوج ذات يوم ويقرر حرماني من فني وعشقي وحبي".

لكن ترددت الكثير من الأقاويل حول رفضها لفكرة الزواج طوال حياتها وكانت أبرز هذه الشائعات هي حبها للفنان يوسف وهبي من طرف واحد، لكنها تجاهلت هذه الأقاويل وحرصت أن تستكمل مسيرتها الفنية في هدوء.

حصلت الفنانة أمينة رزق علي الكثير من الجوائز التقديرية خلال مسيرتها، وعينت عضوًا بمجلس الشورى في مايو ١٩٩١، كما حصلت على وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما منحت أوسمة من المغرب وتونس، والعديد من الدول العربية.

وفي سنواتها الأخيرة رفضت أمينة رزق فكرة الإعتزال، رغم حادث السيارة الذي تعرضت له وأصابها بكسور في ساقها، ورحلت عن عالمنا "عذراء السينما المصرية" في ٢٤ أغسطس عام ٢٠٠٣ أثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية وذلك بعد صراع استمر لشهرين مع المرض.

تم نسخ الرابط