أشتهر بشخصية ”أم كامل” والكوليرا غيرت حياته.. وقع في حبه حسن فايق وصدم بكونه رجل.. ابن عم سعاد حسني ومات بعد أداء فريضة الحج .. حكايات أنور البابا

أم كامل
أم كامل

أم كامل شخصية كوميدية عرفها الجمهور من خلال الأفلام المصرية القديمة وخاصة في فيلم "إسماعيل ياسين للبيع"، و"الأزواج والصيف" و"أنت عمري".. وما لا يعرفه الكثير أن هذه الشخصية رجل يدعي أنور البابا ويعتبر ابن عم سعاد حسني، والمطربة نجاة الصغيرة، طلب يدها الفنان حسن فايق وكان يحسبها فتاة، وصدم عندما عرف شخصيتها الحقيقة، الكوليرا غيرت حياته...

ولد الممثل السوري أنور البابا في دمشق في 12 أبريل عام 1915، وتوفي فيها في 19 يناير عام 1992، إثر ورم سرطاني خبيث في الرأس، وكان يعمل موظفاً في رئاسة الوزراء السورية، إلى جانب عمله في الإذاعة والمسرح والتلفزيون، هو إبن المطرب السوري حسني البابا، وشقيق الخطاط العربي الشهير ​محمد حسني​، والد الفنانتين ​سعاد حسني​ و​نجاة الصغيرة​.

تلقى علومه الابتدائية في عدد من مدارس دمشق، ثم إنتسب إلى مكتب عنبر الشهير، لكن سوء وضعه المادي حال دون إكماله تعليمه، فاتجه إلى ممارسة أي عمل يدر عليه مكسباً مالياً، وكان ذلك قبل حصوله على الشهادة الإعدادية، فعمل في صناعة النسيج ثلاث سنوات، ثم حصل على وظيفة صغيرة في رئاسة مجلس الوزراء السوري.

في أحد أحياء دمشق القديمة بدأت ملامح طفولته الشقية ترسم مواهبه الفنية، وفي عام 1937 بدأ أنور البابا بتحقيق حلمه في التمثيل، فشارك في عدد من المسرحيات من خلال زميل عمره الفنان أنور المرابط، وعبد اللطيف فتحي و​مصطفى هلال​ وتيسير السعدي وأمين عطا لله ومحمد محسن وغيرهم، وقد أسند إليه الفنان أنور المرابط بعض الأدوار في التمثيليات المدرسية، قبل أن يترك الدراسة.
في عام 1937 كان يقدم بعض التمثيليات الصغيرة في بعض البيوت في الأفراح وسهرات السمر، ثم نقل نشاطه إلى الأرياف والقرى لإشباع هواياته، وأشترك بأول عرض تمثيلي متكامل كان إسمه" أتاتورك"، وكانت تمثيلية صغيرة، ثم شارك في العام 1938 في مسرحية "جريمة الآباء"، وقد عرضت على مسرح العباسية آنذاك، وبعدها شارك بفرقة أمين عطا الله المسرحية المصرية، ثم ساهم بدور صغير في مسرحية "راسبوتين" مع الممثل يوسف وهبي بعد توظيفه برئاسة مجلس الوزراء، فساعده راتبه على تشغيل فرقة الهواة ضمت خمسة عشر ممثلاً.


كانت مرحلة التحول الكبير عام 1947 عندما داهم ​سوريا​ وباء الكوليرا، وتم تنظيم حملة لتوعية الشعب من مخاطر المرض، وعندها قدمت مسرحية إذاعية شارك فيها أنور البابا بدور "أم كامل"، وأحدث إعجاباً كبيراً، ومن يومها تقمّص هذه الشخصية الساحرة لينثر عطرها في سوريا والبلاد العربية، ونالت علي إعجاب الجماهير طوال أربعين عاماً وما يزيد، وقد ذاعت شهرة الشخصية حتى وصلت إلى معظم البلاد العربية، وعدداً من البلاد الأجنبية، واستطاع من خلالها أن ينقل اللهجة الشامية إلى مختلف البلاد العربية.


وفي السينما شارك بعشرات الأفلام السورية والمصرية، مع ​إسماعيل ياسين​ و​دريد لحام​ وغيرهما، ومن أشهر أفلامه "إسماعيل يس للبيع" و"بنت البادية" و"الأزواج والصيف" و"أنت عمري" و"مغامرات فلفلة" و"امرأة تسكن وحدها" و"شقة للحب" و"فاتنة الصحراء" و"حبيبي مجنون جداً" و"غرام المهرج".

ومن مسلسلاته الدرامية "الأميرة الخضراء" و"أبو صياح الثاني عشر" و"مسحر رمضان" و"مختار السبع حارات" و"وصية المرحوم".


وكانت شخصية "إم كامل" سبباً في إنتشار شهرته وتألق نجمه، وقد مارسها آنذاك بسبب فقدان العنصر النسائي في العمل الفني والدرامي، وقد بدأها في العام 1947 ثم تعلق بهذه الشخصية وأحبها، وأم كامل هي رمز للمرأة الدمشقية الخفيفة الظل، وبذلك يكون قد قدم أولى الشخصيات النسائية في العالم العربي.

من المواقف الطريفة التي تعرض إليها من خلال تقمصه لشخصية "أم كامل" بإتقان أنه حين ذهب لإحياء حفلات على مسارح القاهرة وصادف أن الفنان حسن فايق استظرف شخصية "أم كامل"، والغريب أنه طلب من بعض الفنانين السوريين التوسط لدى "أم كامل" لقبول الزواج منه، و"أم كامل" تبدي خجلها وتخبئ وجهها بتلك الملاءة السوداء وتداري ضحكتها، وفجأة نهضت أم كامل وخلعت ملاءتها، فإذا هي رجل يرتدي طقماً تحت الملاءة.

في عام 1980 توفيت والدته فشعر بالأسى والحزن، فذهب إلى مكة لأداء فريضة الحج، والتزم بالصلاة والعبادة الخالصة لله تعالى حتى وافته المنية.

تم نسخ الرابط