الصحة العالمية تقدم علاج مجاني لـ 23,428 طفل يمني يعانون من سوء التغذية
تواصل منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جهودهما المشتركة لمكافحة سوء التغذية لدى الأطفال في اليمن من خلال الحفاظ على استمرارية خدمات التغذية الأساسية وتعزيز وصول السكان الأكثر ضعفاً إلى التدخلات المنقذة للأرواح.
وتهدف الشراكة الجديدة التي تم تمويلها بمبلغ 5,5 مليون دولار أمريكي إلى تقديم العلاج مجاناً لـ 23,428 طفلا دون سن الخامسة ممن يعانون من مضاعفات طبية ناتجة عن سوء التغذية الحاد في 90 مركزا للتغذية العلاجية في جميع أنحاء اليمن. وسيتم من خلال هذا الدعم توفير حزم الدخول الى مراكز التغذية العلاجية ومستلزمات المياه والصرف الصحي والنظافة لدعم رعاية الأطفال المقبولين ومرافقيهم الذين سيتلقون أيضاً المشورة الغذائية، ليبلغ العدد الإجمالي للمستفيدين المباشرين من المشروع 46,857 شخصاً.
ويستهدف المشروع جميع المحافظات المصنفة في المستويين الثالث (الأزمة) والرابع (الطوارئ) وفق اﻠﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﻤﺮﺣﻠﻲ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ لعام 2019. وستعطى الأولوية لـ 226 مديرية تم تصنيفها كمديرية ذات أولوية من قبل كتلة التغذية بناء على الأدلة المستجدة ونتائج اﻠﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﻤﺮﺣلي اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ لعام 2020 نظرا للمستويات المرتفعة لانعدام الأمن الغذائي والكثافة السكانية العالية ونسب المجتمعات الضعيفة من النازحين داخلياً واللاجئين.
وسيقوم المشروع بإعادة تأهيل 45 من أصل 90 مركزا للتغذية العلاجية وسيتم إنشاء 13 مركزا جديدا لتعزيز الوصول إلى العلاج والخدمات الصحية في المناطق التي يشكل فيها سوء التغذية الحاد مصدر قلق على مستوى الصحة العامة. وسيتم أيضاً تعزيز مهارات 1400 عامل صحي لضمان توفير خدمات ذات جودة عالية.
ويقول الدكتور أدهم إسماعيل، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "بفضل المساهمات السخية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ستتمكن منظمة الصحة العالمية من دعم الأطفال بالمساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها والتي غالبًا ما تكون منقذة للحياة."
ويضيف "نرحب بهذا الدعم الذي يأتي في الوقت المناسب بينما اليمن تواجه مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية لدى الأطفال".
ويهدف الدعم طويل الأمد لهذا المشروع إلى حماية أكثر من 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة في السنوات المقبلة، بمن فيهم الأطفال دون سن الخامسة الذين يعيشون في المناطق المجاورة لمراكز التغذية العلاجية المستهدفة.
وتعد هذه الشراكة جزءاً من اتفاقية أوسع بقيمة 46 مليون دولار أمريكي بين المنظمتين تم توقيعها في سبتمبر 2020، وتشمل هذه الاتفاقية أيضاً ثلاثة مشاريع أخرى حول الاستعداد والاستجابة لـ كوفيد-19، وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وتقديم الخدمات الصحية الأساسية.
ويعتبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الشريك التمويلي الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في اليمن في الفترة 2019-2020، حيث ساهمت الشراكة بين المنظمتين منذ أكتوبر 2019 في الحفاظ على النظام الصحي في اليمن، بما يشمل دعم الفئات الأكثر ضعفًا. ومكّن الدعم المتواصل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منظمة الصحة العالمية من تسهيل توفير الأدوية المنقذة للحياة، بما في ذلك علاج المرضى الذين يعانون من حالات مزمنة تهدد الحياة، مثل حالات السرطان والفشل الكلوي. كما دعمت الشراكة برامج صحة الأم والطفل، بما يشمل مساعدة النساء الحوامل من أجل ولادة آمنة.
الأزمة الإنسانية في اليمن
لا يزال اليمن تحت وطأة أسوأ أزمة إنسانية في العالم ومسرحا لأكثر عمليات منظمة الصحة العالمية تعقيدًا، حيث يحتاج حوالي 24.3 مليون شخص - 80٪ من السكان - إلى مساعدة إنسانية أو حماية. ويوشك النظام الصحي على الانهيار، إذ يحتاج أكثر من 17.9 مليون شخص (من إجمالي 30 مليون شخص) إلى خدمات الرعاية الصحية في عام 2020. وفي الوقت نفسه، فإن نصف المرافق الصحية فقط تعمل بشكل كامل أوجزئي، وحتى المرافق الصحية التي لازالت مفتوحة تفتقر إلى العاملين الصحيين المؤهلين والأدوية الأساسية والمعدات الطبية مثل الأقنعة والقفازات، وكذلك الأكسجين والإمدادات الضرورية الأخرى.
وسجلت بعض المناطق في اليمن المعدلات الأعلى على الإطلاق بالنسبة لسوء التغذية الحاد عند الأطفال دون سن الخامسة، إضافة الى تسجيل أكثر من نصف مليون حالة في المديريات الجنوبية وفقًا للتصنيف اﻟﻤﺮﺣﻠﻲ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ الذي صدر في أكتوبر 2020 من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي والشركاء.