لماذا تتعمد الصين إخفاء المعلومات بشأن مصدر فيروس كورونا ؟..إليكم الإجابة
هل ستنجح منظمة الصحة العالمية في كشف حقيقة تفشي فيروس كورونا وهل ستسمح الصين لفريق المنظمة بالاطلاع علي كافة التفاصيل عند زيارته لمدينة ووهان الصينية ؟ ..وهل ستسلم الصين كافة البحوث التي تعتم عليها بشأن الفيروس.. إجابات هذه الأسئلة كشفها تقرير صحفي عالمي عن طبيعة "المهمة السرية" لفريق منظمة الصحة العالمية في مدينة ووهان الصينية، التي شهدت أول ظهور لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19"، أواخر عام 2019.
ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تقريرا حول طبيعة المهمة التي وصفت بالسرية للفريق، من أجل العثور على أدلة حول أصل جائحة "كوفيد 19".
ووصفت الوكالة الأمريكية الزيارة بأنها محاطة بكثير من السرية، حيث لم تكشف أي من الصين أو منظمة الصحة العالمية، عما سيفعله الفريق المكون من عدد من الباحثين أو إلى أين سيذهب.
ومن الحتمل أن تكون عملية البحث عن الأدلة حول كيفية ظهور جائحة "كورونا" المستجد أمرا ليس بالسهل، وقد تساعد في منع ظهور الأوبئة في المستقبل.
واختار الفريق العلمي ووهان، تلك المدينة الصناعية على نهر اليانغتسي، لأنها أول مكان ظهر فيه فيروس كورونا المستجد.
ولكن الباحثين يضعون أيضا في احتمالاتهم أن يكون الفيروس وصل إلى ووهان من مكان آخر من دون أن يتم اكتشافه، خاصة وأن ووهان سكانها يبلغ 11 مليون نسمة.
وبدأ الناس يمرضون في ديسمبر 2019، والكثير منهم لهم صلات بسوق طعام مترامي الأطراف يتعامل مع الحيوانات الحية.
وأدى العدد المتزايد من المرضى إلى إطلاق الإنذارات التي دفعت المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى إرسال فريق للتحقيق.
وكان المرض سيدمر ووهان قبل أن تتم السيطرة عليه في مارس 2020. حيث تم إغلاق المدينة في 23 يناير/ 2020 دون سابق إنذار، وأصبحت المصاعب التي تم تحملها وفقد الأرواح مصدر حزن وفخر للسكان بمجرد رفع الإغلاق الذي استمر 76 يومًا في 8 أبريل 2020.
جدول أعمال الفريق
أولاً، يتعين عليهم الحجر الصحي لمدة 14 يومًا، وسيعملون خلالها مع نظرائهم الصينيين عبر الفيديو كونفرنس.
والزيارات المحتملة بعد الحجر الصحي هي سوق هوانان للمأكولات البحرية، موقع مجموعة الحالات في ديسمبر 2019، ومعهد ووهان لعلم الفيروسات.
واشتبه العلماء في البداية في أن الفيروس جاء من حيوانات برية تباع في السوق. منذ ذلك الحين تم استبعاد السوق إلى حد كبير، لكن يمكن أن يقدم تلميحات حول كيفية انتشار الفيروس على نطاق واسع. وقد تظل عينات من السوق متاحة، إلى جانب شهادات المشاركين في الاستجابة المبكرة.
"
ويحتفظ معهد ووهان لعلم الفيروسات بأرشيف واسع من التسلسلات الجينية لفيروسات الخفافيش التاجية، التي بُنيت في أعقاب جائحة السارس عام 2003، الذي انتشر من الصين إلى العديد من البلدان.
ويأمل أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية في الوصول إلى دفاتر وبيانات المختبرات، سواء من الباحثين المبتدئين أو الكبار وبروتوكولات السلامة لجمع العينات وتخزينها وتحليلها.
لماذا السرية؟
رفضت الصين بشدة الدعوات لإجراء تحقيق خارجي مستقل، وأعرب رئيس منظمة الصحة العالمية مؤخرًا عن نفاد صبره بشأن المدة التي استغرقتها الصين، لاتخاذ الترتيبات اللازمة لزيارة فريق الخبراء.
ويحتفظ الحزب الشيوعي الحاكم بسرية شديدة بالمعلومات، ويشعر بالقلق بشكل خاص بشأن الكشف المحتمل عن تعامله مع الفيروس الذي قد يعرضه للنقد الدولي والمطالب المالية.
وقامت الصين بمنع التقارير المستقلة حول تفشي المرض ونشرت القليل من المعلومات حول بحثها عن أصل الفيروس.
ووجد تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس أن الحكومة تسيطر بشكل صارم على جميع البحوث العلمية المتعلقة بتفشي المرض وتمنع الباحثين من التحدث إلى الصحافة.
وتواصل وسائل الإعلام الحكومية بث التقارير التي تشير إلى أن الفيروس قد يكون نشأ في مكان آخر.
في إعلانه عن زيارة الخبراء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان إن "تتبع مصدر الفيروس سيشمل على الأرجح العديد من البلدان والمناطق الأخرى".
يذكر أن فريقا من خبراء منظمة الصحة العالمية وصل، اليوم الخميس 14 يناير إلى مدينة ووهان للبحث في منشأ فيروس كورونا، بعد أكثر من عام على ظهوره لأول مرة.
وسيجري فريق من 10 علماء، بموافقة رئيس الصين شي جين بينغ، تحقيقا لفهم كيفية انتقال الفيروس إلى البشر من الحيوانات بهدف تجنب جائحة أخرى.
ويضم أعضاء الفريق خبراء في مجال الفيروس وخبراء في مجالات أخرى، من الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا واليابان وبريطانيا وروسيا وهولندا وقطر وفيتنام.
وقال متحدث باسم الحكومة، هذا الأسبوع، إن الخبراء "سيتبادلون الآراء" مع العلماء الصينيين، لكنه لم يوضح ما إذا كان سيسمح لهم بجمع الأدلة