الشيف أحمد.. حكاية شاب أعد 20 ألف وجبة لمصابي كورونا مجانا

الشيف أحمد
الشيف أحمد

لا حديث علي منصات التواصل الاجتماعي أحمد البرديسي الملقب بالشيف أحمد الذي كرس جهده ووقته لمساعدة المصابين بكورونا، بعد أن أطلق برفقة 6 متطوعين العمل في مبادرته الإنسانية عبر طهي وتوزيع وجبات صحية ومجانية للمصابين حتى "عتبة منازلهم"، منذ بدايات الصيف الماضي من محافظة الجيزة، ثم سرعان مع انتقلت المبادرة بعد نجاحها، إلى 4 محافظات أخرى.مبادرة أحمد حازت علي اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية ونشرت عنها وكالة سكاي نيوز تقريرا شاملا.
فتحت عنوان "مطبخ كورونا المجاني"، روج "البرديسي" لمبادرته عبر حسابه على فيسبوك بترك رقم هاتفه الخاص؛ لتلقي المكالمات والرسائل في أي وقت، وذلك داخل منشور جاء فيه "أي شخص مصاب بكورونا ومعزول في المنزل يتواصل معايا وهيتم توفير وجبات صحية مجانية حتى باب البيت.. وأماكن المطبخ في 4 محافظات بورسعيد، المنصورة، اسكندرية، الجيزة".

البرديسي (28 عاما) خريج كلية السياحة والفنادق يروي الكيفية التي يتم من خلالها تواصله مع المصابين بكورونا، قائلا إنه يطرح رقمه الخاص على فيسبوك، ويقوم المريض بالتواصل عبر الرقم، ثم إرسال ما يثبت إصابته بالفيروس من خلال أشعة أو المسحة الطبية.

ويتابع: "نقوم من جانبنا بعد التأكد من إصابة الشخص، بوضع المريض ضمن القائمة التي نقوم بإعداد الوجبات لها يوميا حسب كل محافظة، وإرسالها في وقت محدد حتى عتبة المنزل، دون أن نتعامل مع المريض بشكل مباشر تفاديا للإصابة بكورونا.

ويوضح: "لا يوجد خوف أو قلق من المبادرة، فتسليم الوجبات للمرضى يكون بوضعها أمام باب المنزل، ثم الاتصال به فورًا لاستلامها، ولا تتم مخالطة المرضى".

قيمة المبادرة الإنسانية للشيف أحمد أنها تقوم بشكل كامل على التطوع، والمشاركة المجتمعية من رواد فيسبوك لدعم مرضى كورونا.

ودلل: "طلبت في إحدى مشاركاتي عبر صفحة المبادرة بمحافظة بورسعيد، التبرع لتجهيز مطبخ في المحافظة وتوفير الخامات الأساسية للطهي، فجاءت الاستجابة بأسرع مما توقعت، حين تلقيت عشرات الاتصالات من متطوعين شباب لتوزيع الوجبات، وآخرين عرضوا التبرع بأماكن لإعداد تلك الوجبات، بينهم مواطن بورسعيدي عرض شقة وجميع الأدوات والمعدات والمستلزمات اللازمة.

وإضافة للمطبخ الذي جرى تجهيزه في الجيزة، ولاحقا في بورسعيد، تم إعداد مطبخ بكامل مستلزماته وأدواته في محافظتي الإسكندرية والمنصورة.

وقال: "طموحي أن أصل لمصابي كورونا في عزلهم المنزلي بجميع محافظات مصر"، منوها في هذا الصدد إلى أن عدد الوجبات التي يتم إعددها يوميا داخل كل محافظة تصل إلى 100 وجبة.

وفي هذا الصدد، أبرز "البرديسي" أن عدد الوجبات التي قام بإعدادها منذ البدء في المبادرة وصل لنحو 20 ألف وجبة، بمساعدة المتطوعين وأهل الخير.

ويحرص الشيف أحمد في إعداد وجباته على الطعام الصحي، "كل أكلنا صحي، والوجبة عبارة عن أرز بسمتي، ربع فرخة مسلوقة، خضار سوتيه وطبق فاكهة"، يضيف.

ولا يكتفي أحمد البرديسي بإعداد الوجبات الصحية الساخنة، بل يحرص أيضا على كتابة عبارات تشجيعية وتحفيزية للمرضى يرفقها بالوجبات، ومن أبرزها: "ربنا يهونها شدة وتزول"، و"قلوبنا معك .. أنت أقوى من كورونا"، و"خليك قوي .. أنت بطل .. وقدها وقدود".

ويواجه "البرديسي" وفريق عمله، عددا من التحديات أبرزها؛ ارتفاع طلبات الحاجة للوجبات الصحية مع ارتفاع أعداد المصابين بكورونا، وفقا للبرديسي

كما يبرز وجود "تنمر" ومحاولات من البعض بالبعد عن مصابي فيروس كورونا، وتسائل باستنكار :"لماذا نشعر المريض بأنه منبوذ؟!"

وفي هذا الصدد، ينقل الشاب أحمد رسالة لإحدى المشاركات عبر صفحته، تعكس أزمة "التنمر" ضد المصابين ومخاوفهم من نظرة البعض لهم: "لو اتعرف إني أو أحد من عائلتي مصاب بكورونا، صاحبة الشقة حتطردني فورا، وأنا معنديش بديل، يعني هبقى أنا وولادي في الشارع حرفيا.. فلو الخدمة (توصيل الوجبات لهم) هتعمل مشاكل بلاش منها".

إلى هذا، حملت صفحات مبادرة مطبخ كورونا المجاني، عبارات الإشادة والدعوات لصاحبها، فقالت إحدى المشاركات التي تستفيد من المبادرة: "أصعب حاجة أن الواحد يكون مريض، وغير قادر على الحركة، أو شراء الطلبات والوقوف بالمطبخ، ويكون أساس علاجه غذائي .. ويظهر ناس زيكم .. الحمد لله أن ربنا أذن بوجودكم".

تم نسخ الرابط