مات بالحسرة بسبب عدوية.. غني في فرح السادات .. تزوج 5 مرات وقضي الصباحية في التخشيبة.. أسرار صاحب ”تاكسي الغرام” عبد العزيز محمود
تحل اليوم ذكري ميلاد المطرب والفنان عبد العزيز محمود والذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1914، والذي قدم العديد من الأغاني المشهورة ومنها "مرحب شهر الصوم"، و "يا نجف بنور"، و "يا تاكسى الغرام" وغيرها، حتي أصبح أشهر مطرب حينها فغني في فرح الرئيس الراحل السادات ومات بسبب إنطفاء الأضواء عنه بعد ظهور أحمد عدوية ومدحت صالح، ولقب بـ"شهريار" بسبب زيجاته الكثيرة.
ولد عبد العزيز محمود عبد العال الخناجري في قلب الصعيد وتحديدا في قرية الخناجرة بمحافظة سوهاج، لعائلة ميسورة الحال، وهو الابن الثانى بعد شقيقه عبدالحميد، أحب أصوات الربابة ومواويل الأفراح وغناء المسحراتى والباعة الجائلين.
أثناء التحاقه بالتعليم الابتدائى، توفى والده، وبسبب مشكلات الميراث أخذت الأم ولديها وانتقلت إلى بورسعيد مع عدد من أفراد عائلتها فى هجرة شبه جماعية، حيث فرص العمل فى الميناء والبحر.
وفى بورسعيد عمل عبدالعزيز محمود فى الميناء بإحدى الشركات الأجنبية للشحن والتفريغ وكان يغني لزملائه أثناء العمل.
وبالصدفة وأثناء غنائه فى فرح أحد زملائه، سمعه الموسيقار مدحت عاصم، وكان مديرًا للإذاعة حيناها، فأعجب بصوته، وتحدث معه، وأعطاه الكارت الخاص به، وقال له لو عاوز تشتغل فى الفن تعالى قابلنى فى القاهرة.
اكتملت الصدفة عندما كان عبدالعزيز محمود فى عرض البحر، وجمع زملاءه ليغنى لهم: «كانوا مزوغين وبيغنوا، ومشرف الشغل عرف فتتبعهم، وقفز من اللانش وأصيب فى ساقه فترك الشركة ولم يعد».
وقرر بعدها السفر من بورسعيد للقاهرة لمقابلة مدحت عاصم فى الإذاعة، ليشق طريقه الفنى، بينما استقرت والدته وشقيقه وباقى العائلة فى بورسعيد، وبدأت رحلة عبدالعزيز محمود فى الإذاعة عام 1934، ولحن له مدحت عاصم إيمانًا بموهبته، كما لحن له القصبجى وزكريا أحمد والسنباطي.
اجتمعت الصدفة والذكاء والموهبة لتشكل نجومية عبدالعزيز محمود، الذى كوّن الكثير من الصداقات الفنية، حيث تعرف فى بداية مشواره على المخرج سيد زيادة، ونصحه بأن يروّج لموهبته الغنائية من خلال الأفلام السينمائية، ولو بأغنية فى كل فيلم، فشارك بالغناء فى فيلم «عريس الهنا»، وهو أول فيلم يظهر فيه عبدالعزيز محمود عام 1944، وتوالت بعده العديد من الأفلام التى شارك فيها كبار النجوم، وأخرجها كبار المخرجين، وظهر فيها عبدالعزيزمحمود ليقدم أغنية أو عدة أغان.
ولكن النقطة الفارقة التى انطلقت منها شهرته كانت عام 1947، عندما شارك فى فيلم «قلبى دليلى»، وقدّم فيه أغنية «يا نجف بنور»، التى حققت نجاحًا وانتشارًا واسعًا، و كان هو السبب الرئيسي فى اكتشاف النجمة نعيمة عاكف، فكانت تعمل فى السيرك، وساعدها على أن تؤدى أول أدوارها فى فيلم «ست البيت»، الذى غنى فيه عام 1948 مجموعة من أجمل أغانيه التى رقصت عليها نعيمة عاكف.
فى هذه الفترة حقق عبدالعزيز محمود نجاحات فى السينما والإذاعة، وكان المطرب الأول للأفراح، فكما يقول ابنه: «كانت بتتحدد مواعيد الأفراح على أساس مواعيده، وطلبه أنور السادات لإحياء فرحه على جيهان بعدما طلبت أن يغنى مطرب يا نجف بنور فى فرحها».
شجعت هذه النجاحات والشهرة الواسعة نجم الشباك على أن يؤسس شركة إنتاج خاصة به عام 1951، وينتج من خلالها 4 أفلام، هى «خد الجميل، مقدر ومكتوب، علشان عيونك، تاكسى الغرام»، ويؤكد الابن أن والدته هى صاحبة الفضل فى فكرة تأسيس شركة إنتاج أفلام عبدالعزيز محمود.
الفنان المصري كان أشبه بـ«سلاطين ألف ليلة وليلة» ولقب بـ«شهريار»، فكان يبدّل زوجاته بسهولة، فلا يكاد يطلق زوجة من زوجاته ليتزوج بأخرى حتى تمسك «القديمة» في خناقه وتفسد عليه شهر العسل في أقسام البوليس والمحاكم، فيتحول من عريس إلى متهم.
عبدالعزيز محمود كان يقول: «شهر العسل في حياتي أوهام!» فالذي كان يحدث دائمًا في يوم الصباحية انه يتلقى طلبًا بالاستدعاء في قسم الشرطة، فيودع زوجته الجديدة بقبلات الوداع لأنه لا يعرف في العادة نوع الاتهام الذي قد يُلقيه في «التخشيبة» يومًا أو يومين.
فتزوج خمس مرات وقضى شهر عسل واحد فقط مع الزوجة الأولى «نفوسة»، والتي كانت من خارج الوسط الفني، أحبها من أول نظرة وتزوجها بسرعة قبل أن يلمع اسمه في عالم الفن، وكان من المحتمل أن تستمر حياته معها لولا أن بدأ المعجبات يحطن به.
وكان عليه أن يختار بين زوجته والمعجبات، فآثر الاحتفاظ بالمعجبات وطلّق زوجته ومن يومها أصيب بحالة «إدمان الطلاق»، فبعد الأولى التقى ببرلنتي نجيب في إحدى السهرات فأحبها وتزوجها بمنتهى السرعة ثم طلّقها أيضًا بنفس السرعة.
وعاد عبدالعزيز يتزوج الثالثة اعتدال شاهين ويطلقها ولا ينغص حياته سوى تراكم دعاوى النفقة المرفوعة ضده منهنّ.
ثم تزوج عرفيًا بالممثلة فوزية إبراهيم وسافر بعدها إلى لبنان، وهناك وجد أنه بلا زوجة فأحب راقصة لبنانية وتزوجها سرًا وظلت الراقصة ضمن زوجاته حتى عاد إلى القاهرة فبعث إليها بورقتها!
وفي ذات الوقت كانت فوزية تكافح لتصحح زواجها منه ونجحت وحينما تمكنت منه كزوجة شرعية بدأت تُضيق عليه الخناق فبعث إليها هي الأخرى بورقة الطلاق.
فى الثمانينيات عاني من العزلة وبدأت مرحلة انحسار الأضواء عن الفنان عبدالعزيز محمود، كما يؤكد ابنه هشام، قائلًا: «بدأ ظهور جيل جديد ومنهم عدوية وكتكوت الأمير، وبعده جيل مدحت صالح ومحمد منير، ولم يكن المسئولين عن حفلات التليفزيون يستعينون بأبى الذى لم يكن يجامل أو يطبطب ليظهر فى أى حفلة، لأنه كان معتزًا بنفسه، ويرى أنه عبدالعزيز محمود ولا يحتاج لذلك، كما بدأ الإقبال عليه لإحياء الأفراح يقل، فشعر بأنها بداية انطفاء الأنوار، فكان آخر ظهور له فى فيلم «بياضة» عام 1980 عندما استعانت به تلميذته فاتن فريد منتجة الفيلم».
وبحسرة قال الابن: «عبدالعزيز محمود اللى موته حسرته على نفسه، بعد ما حققه من مجد وشهرة واسعة، وأصيب بأول جلطة فى القلب فى الثمانينيات»، حيث توفى بعد حياة حافلة بالفن والعطاء فى 25 أغسطس عام 1991.