الحوار أو الاقتتال..الغنوشي يهدد بتفجير تونس

الموجز

"الحوار أو الاقتتال".. هكذا سبقت تصريحات راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية، مؤتمر الحوار الوطني التونسي الذي دعا له الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد.

ويرى متابعون أن هذا الحوار الذي ما زال ينتظر تحديد موعد انطلاقه، تتخلله تجاذبات حادة وخطاب تكفيري وعدوانية إخوانية.

وبث الغنوشي "سمومه" خلال اجتماع حزبي أمس السبت، ملوحا بالضغط على "زر الإرهاب" لإعلان الاقتتال في حال تم استثناء النهضة من طاولة الحوار، التي ستشمل نظريًا كل الأحزاب باستثناء ائتلاف الكرامة المحسوب على الإخوان.

وتأتي تصريحات زعيم حركة النهضة التي يترأسها منذ سنة 1972، إثر موقف الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري، الذي اتهم فيه الإخوان بمحاولة اختراق المنظمة وكسرها من الداخل.

ووجه الطاهري في مطلع الأسبوع الماضي رسالة على صفحته الرسمية، يدين فيها محاولات النهضة لإضعاف المنظمة النقابية ومحاولة زرع خلايا إرهابية داخلها.

واعتبر مراقبون أن الأجواء المشحونة بين مختلف الفرقاء السياسيين في تونس وتحديدا الإخوان والتيار الديمقراطي وحركة الشعب القومية، يضعف حظوظ النجاح لمبادرة الحوار الوطني.

وتتضمن المبادرة التي طرحها اتحاد الشغل تغيير النظام السياسي في البلاد، ووضع خطة إنعاش للاقتصاد الوطني، ووضع خارطة طريق لرعاية الفئات الاجتماعية الفقيرة.

ولكن هذه المبادرة تصطدم بعقيدة إخوانية مجالها الحي هو "تكفير الخصوم وتهديدهم بالقتل والسحل"، حسب ما يراه العديد من المتابعين.

وعلقت منى عوادي الناشطة التونسية الحقوقية على تصريحات الغنوشي بأن "الشئ من مأتاه لا يستغرب".

وقائلت إن "سرطان الإخوان" يقوم على مبدأ واحد هو إما أن "يحكم الإسلاميون أو يدفع البلاد إلى حرب أهلية".

وتابعت في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه "كان حريًا باتحاد الشغل إبعاد الأصوات الناعقة مثل النهضة التي تتعارض مع منطق الديمقراطية ".

وطالبت أمين عام اتحاد الشغل نورالدين الطبوبي، بتذكر واقعة 4 ديسمبر/كانون الأول 2012، عندمًا قامت الميليشيات الاخوانية بمهاجمة مقر الاتحاد والاعتداء على أنصاره.

ويسجل التاريخ السياسي التونسي حوادث مؤلمة ارتكبتها المنظومة الإخوانية، منها تفجيرات النزل في ساحل البلاد في صيف عام 1986، والتي كانت بتحريض من الغنوشي نفسه، كما أن حوادث الهجوم على التونسيين بماء النار في مطلع التسعينات، كانت من تحريضه أيضاً.

ويقول استاذ التاريخ التونسي مراد الحمامي، إن ورقة العنف حاضرة في كل تاريخ حزب النهضة، كما أن هذه الحركة التي لا تؤمن بالدولة وتوظف الإرهابيين كاحتياط لترهيب الخصوم.

وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "النهضة لن تقبل باللعبة الديمقراطية إذا تم إزاحتها عن طريق الصندوق، وهو ما دأبت عليه الحركات الإخوانية سواء في تونس أو الجزائر أو مصر".

وأوضح أن تهديدات الغنوشي بالاقتتال تأتي "ضمن هذا السياق السياسي للحركات الإسلاموية المتطرفة، التي عمقت أزمات تونس بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي".

سقوط حزب الإخوان في استطلاعات الرأي، وتعمق خلافاته الداخلية سيدفع- بحسب مراقبين- بالغنوشي إلى توسيع دائرة الأزمة ودفع التونسيين للاقتتال عبر خطاب مبطن و"شفرات" يفهما أنصاره وصناع الموت.

تم نسخ الرابط